أجنـدة
آخر ما كتبت الصحافية ماري كولفن من سوريا: نحن نعيش في خوف من مجزرة
أتاحت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية للقراء التقرير الأخير الذي أعدته الصحافية ماري كولفن من حي بابا عمرو في حمص بسوريا، وذلك قبل مقتلها في قصف للقوات السورية على المدينة. وأشارت الصحيفة –التي سمحت بالاطلاع على التقرير بصورة مجانية لجميع القراء تكريما للصحافية– إلى أن كولفن كانت الصحافية الوحيدة التي تغطي الأحداث من داخل الحي المحاصر، وكتبت التقرير أثناء تواجدها مع عدد من النساء والأطفال الخائفين والمحاصرين في رعب بعد أسبوعين من القصف العنيف الذي نفذته قوات بشار الأسد ضد المدنيين في حمص.
وقالت كولفن: إن المأساة طالت جميع المختبئين في المدينة؛ حيث فقدوا جميعا أحد أقربائهم في الهجوم العسكري المتواصل من القوات الحكومية، والأطفال لم يشاهدوا النور منذ بدء الحصار في الرابع من فبراير الماضي، وقد فرت العائلات كلها من منازلهم ولم يصطحبوا معهم سوى القليل من الملابس. وحذرت من أن المدينة تفقد بسرعة مخزونها من المواد الغذائية، وصار الغذاء الوحيد المتوافر هو الأرز والشاي وبعض علب التونة التي جاء بها شيخ من المحليين من أحد المتاجر التي تعرضت للقصف العنيف.
وأضافت أن القبو الذي يختبئون فيه يطلق عليه «قبو الأرامل» وهو يعكس المحنة التي يتعرض لها قرابة 28 ألفا من الرجال والسيدات والأطفال الذين يتشبثون بالبقاء في حي بابا عمرو، وقد أحاطت بهم من كل جانب القوات السورية، بينما لم يتوقف الجيش عن إطلاق صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون والدبابات بشكل عشوائي. كما أشارت إلى أن القناصة يعتلون أسطح المنازل ويطلقون النار على أي مدني يتحرك في حيز رؤيتهم.
ووصفت كولفن حمص بأنها «مدينة من البرد والجوع»، لا يُسمع فيها إلا صوت انفجارات القذائف وأصوات طلقات الرصاص. المدينة صارت معزولة عن العالم دون هواتف وقد تم قطع التيار الكهربائي. منازل قليلة لديها الديزل الذي يستخدم للتدفئة في فصل الشتاء الذي يعتبر الأبرد من نوعه على المدينة. العديد من القتلى والجرحى هم أولئك الذين خاطروا بحياتهم بحثا عن الغذاء.
وقالت إن الجيش السوري يتابع حملته الوحشية لقمع الانتفاضة في حمص وحماة وغيرها من المدن التي انتفضت في وجه نظام بشار الأسد، الرئيس الحالي الذي تحكم عائلته منذ 42 عاما. وأكدت أنه في حي بابا عمرو يحظى الجيش السوري الحر بدعم كامل من المدنيين الذين ينظرون إليه باعتباره المدافع عنهم في وجه بطش النظام السوري، لكنها أكدت أنها معركة غير متكافئة؛ حيث تواجه الدبابات والأسلحة الثقيلة لقوات الأسد بنادق الكلاشنكوف التي يستخدمها رجال الجيش السوري الحر.
وأكدت الصحافية الراحلة أن حجم المأساة الإنسانية في المدينة هائل، والسكان يعيشون في رعب، وكل أسرة تقريبا عانت من فقدان أو إصابة أحد أفرادها، والسؤال الذي يقف على لسان كل شخص هو: «لماذا تخلى العالم عنا؟».
صنداي تايمز – ترجمة: مصطفى منسي
صحيفة العرب القطرية
صحيفة العرب القطرية