زملاء
عبد الوهاب بدرخان : المجازر تتكرر ولا تحرك دولياً
بعد مجازر بابا عمر في حمص قبل ثلاثة أشهر ومنذ مجزرة الحولة وما تبعها في دير الزور وإدلب وصولا إلى مجزرة القبير في ريف حماه، تأكدت أكثر فأكثر خشية المجتمع الدولي من شيوع نهج القتل الجماعي بأيدي ميليشيات تابعة للنظام السوري الذي لم يسهّل وصول المراقبين إلى مزرعة القبير حتى بعد إزالة معالم الجريمة.
كان واضحا أمس الخميس في جلستي مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة أنه بات ضروريا الذهاب أبعد من خطة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان وهو قال صراحة إنها لم تنفذ لأن الرئيس السوري لم يغير مساره. وحذر من أن المستقبل صار محكوما بتكرار المجازر وتصعيد العنف الطائفي والغرق في الحرب الأهلية.
لكن رغم تسارع الأحداث لم تظهر بوادر لتحرك دولي علما بأن مؤتمرين عقدا في اسطنبول في الأيام الأخيرة وفرا فرصة لمشاورات مكثفة بين دول مجموعة أصدقاء سوريا للبحث في الخطوات التالية وتبين أن هناك أكثر من مسار. فروسيا كانت تعد لمؤتمر دولي من أجل حل سياسي في سوريا تحت مظلة خطة كوفي أنان.
لكن الأخير فضل تشكيل مجموعة اتصال تضم الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن بالإضافة إلى دول إقليمية كالسعودية وتركيا وقطر وإيران إلا أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية لم ترحب بإشراك إيران بسبب دعمها المباشر لممارسات النظام.
وفي المقابل يواصل الأمريكيون والروس محادثاتهم حول خطة لنقل السلطة لا ترى واشنطن مجالا لتطبيقها إلا برحيل بشار الأسد. لكن موسكو تطلق إشارات متناقضة بشأن خطوة كهذه. فتارة تتمسك بالأسد، وطورا تقف على مسافة منه إلا أن اقتراب الإعلان عن فشل مهمة أنان أو تغيير مسارها سيحرم روسيا من هامش المناورة والمراوغة الذي استخدمته لحماية النظام السوري. كما أن التدهور المتسارع على الأرض بات يضغط عليها للتقدم بمبادرة ربما تضمن مصالحها لاحقا وتمنحها دورا في بناء نظام سوريا ما بعد الأسد.
فكلمة السر التي تعرفها موسكو جيدا هي حتى الآن أن الدول الغربية لا تسعى للتدخل في سوريا لكنها لا تستبعده في حال استمر النظام بارتكاب المجازر.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.