رسالة استغاثة للعالم من اهالي المعضمية المحاصرة من قبل العصابة الاسدية
“إخواننا وأحباءنا وأصدقاءنا، استطعنا اليوم الاتصال بالانترنت، والحصول على قدر من الطاقة الكهربائية لتشغيل حاسب آلي. من معضمية الشام، مدينة الزيتون وأم الشهداء، حيث الصمود والصبر، حيث الموت بكل أشكاله، نناشدكم بأن لا تنسونا وتسمحوا بإخراجنا عن خارطة الوجود البشري، نحن نعاني ظلم وحقد عصابات الأسد ومرتزقتة وعصابات حزب اللات والمرتزقة العراقيين من لواء ابو الفضل العباس والحرس الثوري الإيراني.
لا نعرف من أين يأتون بهذا الغضب والحقد الأعمى الطائفي والعنصري، نحن محاصرون منذ عام كامل وقوات الطاغية بشار الأسد الرئيس اللاشرعي القاتل والمجرم، تحاول اقتحام مدينتنا يومياً، بينما يعاني السكان الأمرين، فالأوضاع هنا مأساوية، صعبة تفوق أي تصور أو خيال. نناشدكم أن تبلغوا رسالتنا للعالم كله، نحن شعب أراد الحياة بكرامة وعزة وشرف، قدمنا خيرة شبابنا دفاعاً عن الأرض والعرض والدار، وندافع عن أهلنا وبيوتنا وحقوقنا وأعراضنا، طالما أحببنا الحياة ونسعى لبناء مستقبل واعد لأطفالنا. انشروا رسالتنا هذه إلى العالم بكل لغاته، ابذلوا الغالي والرخيص كرماً لشعب أراد الحياة.
منذ عام ومعضمية الشام محاصرة، لا طعام ولا دواء ولا كهرباء ولا اتصالات، ولا وقود، أهل المعضمية يموتون جوعاً وقهراً، يقصفون يومياً بآلاف القذائف والصواريخ والطيران الحربي وبجميع أنواع الذخائر المسموحة والمحرمة دولياً ولاسيما السلاح الكيماوي والنابالم والفوسفور الأبيض، وكثير من نسائها وأطفالها وشيوخها وشبابها قضوا نحبهم وآلاف الجرحى والمعاقين الذين لا علاج ولادواء لهم ولم نعد نملك إلا الدعاء وبعض الرصاص الذي يصد حاملي السكاكين عن ذبح أبنائنا أو حرقهم على قيد الحياة. أنقذونا من جحيم الموت المحمول فوق آلة قتل نظام الأسد”.
علماً إن 90% من الأبنية السكنية والأحياء في المعضمية باتت مدمرة بشكل شبه كامل، و11.780 شخص -معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ- يعيشون على أكل أوراق الشجر وبعض النباتات غير الصالحة للغذاء البشري، ولا يوجد إلا 3 أطباء يعملون في مشفى ميداني واحد بات خالياً من كل الأدوية والمعدات الطبية الضرورية، كما أن 1800 جريح بلا دواء أو علاج، و20 جريح ينقصهم الدم لا يحصلون عليه بسبب نقص الأدوات المناسبة لنقل الدم.