سوريا.. موقفٌ مخزٍ تعرّض له الصحفي أمجد الساري

في مشهد يعكس مدى تغوّل الأجهزة الأمنية وفقدانها لأي مرجعية قانونية أو قيمية، تعرّض الصحفي السوري أمجد الساري لموقف مهين في قلب العاصمة دمشق، فقط لأنه التقط صورة لواجهة السفارة الإيرانية من شارع عام.

ما بدأ بصورة عابرة تحوّل بسرعة إلى استجواب وتهديد، بل واتهام خطير بالتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي، دون أي دليل أو حتى إجراء قانوني. لم يُواجه الساري بمذكرة قانونية، ولم يُمنح أبسط حقوق المواطن. بل على العكس، وُضع في مرمى سخرية عناصر أمنية وصفته علناً بـ”العميل”، وهددته بشخص غامض يُلقب بـ”الشيخ”، في تلميح واضح لاستخدام القوة خارج القانون.

■ أبشع النقاط في هذا الموقف لا تُعدّ ولا تُحصى:

– اتهامه بالعمالة للموساد لمجرد صورة عادية، في تهمة ترقى إلى ما قبل الدولة والقانون.

– عبارة صادمة قالها أحد العناصر: “كل الناس مجرمين حتى يثبتون العكس”، تُجسّد عقيدة أمنية تقوم على الشك والكراهية للمجتمع.

– التهديد بـ”الشيخ”، شخصية غامضة تُستخدم كأداة ترهيب، في تجاوز فاضح لكل مفهوم الدولة ومؤسساتها. وللدقة أكثر. الشيخ على ما يبدو وظيفته شرطي بلباس ديني يذكرنا بالحقبة الداعشية.

– رفض تقديم أي هوية أو اسم من قبل العناصر، مما يُسقط عنهم أي صفة قانونية ويجعل سلوكهم أقرب إلى العصابات.

– الطلب الوقح “خليك بأوربا تبعك ولا تجي عالبلد”، تعبير صريح عن رفض عودة الكفاءات والمنفيين.

– الإهانة والابتزاز النفسي المستمر رغم حذف الصورة، والإصرار على تصوير وثائقه الشخصية دون مسوّغ.

■ قصة أمجد الساري Amjad Alsari ليست حالة فردية بل مرآة مكسورة لبلد يتهاوى، ولأجهزة لا تعرف من القانون سوى الاسم، تمارس سلطتها على الناس في الشارع، لا ضد الجريمة، بل ضد المواطن نفسه.

■ هل يُعقل أن تكون هذه هي “سوريا الجديدة”؟ هل هذه هي الدولة التي وُعد بها السوريون؟ هل من المقبول أن يُعامل صحفي بهذه الطريقة في وطنه؟ هذه الحادثة تستحق تحقيقاً جاداً، لا فقط إنصافاً لأمجد، بل دفاعاً عن كرامة السوريين جميعاً.

أحمد سليمان

○صادر عن نشطاء الرأي