مفاوضات جنيف تفتح الملف السياسي بعد الإنساني
يلتقي اليوم وفدا النظام والمعارضة السوريين مجددا في جولة من المفاوضات في إطار مؤتمر جنيف2، ومن المنتظر أن تكون مفاوضات اليوم خاصة بالجانب السياسي بعد أن تطرق الطرفان خلال اليومين الماضيين إلى الجوانب الإنسانية.
الوفدين سيلتقيان اليوم بجلستين، الأولى صباحية حوالي 11 صباحا بتوقيت جنيف والثانية عند الرابعة مساء, وأوضح أن المعارضة ستطلب من الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي أن يتم الاتفاق على آلية لتشكيل الهيئة الانتقالية وجدول زمني لتنفيذ ذلك بموجب مقررات مؤتمر جنيف1، على أن يتم التفاوض لاحقا على الترتيبات الخاصة بأجهزة الدولة بما فيها المخابرات والجيش.في المقابل يبدو موقف وفد النظام بالمفاوضات غامضا. ففي وقت ينقل ممثلو المعارضة عن نظرائهم من النظام قولهم خلال جلسات التفاوض إنهم قدموا إلى سويسرا لتطبيق اتفاق جنيف1، يخرج بعض المتحدثين من الوفد الرسمي بتصريحات لوسائل الإعلام تؤكد رفضهم تشكيل الهيئة الانتقالية وتعتبر الحديث عن مصير الرئيس بشار الأسد خطا أحمر.
وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة لؤي صافي إن الوقت قد حان للبدء في الحديث عن الانتقال من الدكتاتورية إلى الديمقراطية، واعتبر أن محادثات اليوم ستكشف عما إذا كانت الحكومة مستعدة للتفاوض.
وكانت مفاوضات اليومين الماضين قد تطرقت إلى الجوانب الإنسانية، وقال الإبراهيمي أمس الأحد إن وفد النظام وافق على مغادرة النساء والأطفال فورا من أحياء حمص القديمة، وأوضح أن الوفد اشترط إيجاد قائمة بأسماء الراغبين في المغادرة من المدنيين الآخرين.
وأكد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري الاتفاق المذكور، وقال “كنت معنيا مباشرة في العامين الأخيرين بعملية إخراج النساء والأطفال، لكن المجموعات المسلحة منعتنا ولم تسمح لأي شخص بأن يغادر”.
مطالبة بضمانات
وطالب ناشطون في حمص بضمانات بعدم قيام قوات النظام باعتقال المدنيين الذين سيخرجون من المدينة بموجب الاتفاق الجديد، وقال المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة في حمص أبو رامي “نحن بحاجة إلى ضمان ألا يتم توقيف النساء والأطفال والجرحى الذين سيتم إجلاؤهم من المناطق المحاصرة في حمص”.
وأوضح أبو رامي لوكالة الصحافة الفرنسية أنهم لا يثقون بالنظام، ويريدون أن تقدم الأمم المتحدة أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر ضمانات لتنفيذ هذا الاتفاق.
وطالب نشطاء آخرون برفع كامل للحصار عن المدينة، وانتقدوا الوقف المحدود لإطلاق النار.
وكان الإبراهيمي قد عبر أمس -في ختام اليوم الثاني من المفاوضات- عن “سروره” بكيفية حصول هذه المفاوضات، وقال “في الواقع أنا مسرور. لأن هناك عموما احتراما متبادلا، ولأنهم (المفاوضين) يدركون أن هذه المحاولة (المفاوضات) مهمة ويجب أن تستمر” وعبر عن أمله في أن تستمر هذه الأجواء.
وأقر أيضا بصعوبة المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة، وقال “تقدمنا بطيء، نعم، لكن التسرع غير مفيد” مشيرا إلى أنه من المبكر الحديث عن إطار زمني للمفاوضات. وأضاف أن “الأوضاع صعبة ومعقدة وتزداد سوءا والأمر شاق وسيستغرق وقتا”.
ملف المعتقلين
وفي ما يتعلق بقضية المعتقلين، ذكرت مصادر من المعارضة أنها أعدت قوائم بعشرات آلاف المعتقلين لدى النظام بينهم أكثر من ألفي طفل وامرأة, ونفت أن يكون هناك مدنيون معتقلون لدى فصائل المعارضة.
وأعلن عضو وفد الائتلاف الوطني السوري المعارض منذر أقبيق أن وفد المعارضة لمس عدم جدية وفد النظام في نقاش مسألة المفقودين والمعتقلين.
من جهته, قال الزعبي إنه يتعين عدم التمييز بين المعتقلين, وتحدث عن آلاف المفقودين والمخطوفين من الموالين للنظام.
ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد المفقودين في سوريا منذ اندلاع الثورة منتصف مارس/آذار 2011 بنحو 17 ألفا, وعدد المعتقلين في سجون النظام بعشرات الآلاف.
المصدر:الجزيرة + وكالات + نشطــــــاء الــرأي