تهديد امريكي لبشار أسد بشأن الإغاثة وتأخرالكيميائي
وزير الخارجية الأميركي جون كيري يهدد بشار الأسد بعقوبات من مجلس الأمن إن لم يحترم التزاماته بتدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية.
أكد دبلوماسيون أن الدول الغربية تعتزم تشديد الضغط على دمشق للحصول على تسهيلات أفضل لإرسال المساعدات الإنسانية وتسريع عملية إزالة الأسلحة الكيميائية، في حين نفت واشنطن أن تكون طلبت إجراء محادثات مباشرة مع الوفد السوري أثناء مؤتمر جنيف2.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين غربيين أنه يجري حاليا إعداد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي للمطالبة بإمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى ثلاثة ملايين مدني محاصرين في مدينة حمص وسط البلاد وفي مدن سورية أخرى.
ولم تفضِ الجولة الأولى من المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة برعاية الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى أي نتيجة ملموسة، لكن يفترض أن تستأنف في العاشر من الشهر الجاري.
وقد هدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجمعة الرئيس بشار الأسد بعقوبات من مجلس الأمن إن لم يحترم التزاماته بتدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية.
واعتبرت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس أنه “من غير المقبول قطعا” أن يبقى 2500 مدني محاصرين منذ ستمائة يوم في مدينة حمص القديمة، وآخرون في منطقة الغوطة بريف دمشق، فيما شاحنات الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد للذهاب لإغاثتهم.
وفي الأمم المتحدة، قامت دول عربية من جهة وأستراليا ولوكسمبورغ من جهة أخرى بصياغة مشروعي قرار يمكن أن يجمعا في نص واحد لطرحه على مجلس الأمن الدولي، كما أوضح الدبلوماسيون.
الأسلحة الكيميائية
من جهة أخرى، يشكل برنامج تدمير الأسلحة الكيميائية وسيلة ضغط أخرى على الرئيس بشار الأسد الذي تعهد بإزالة كل ترسانته بحلول نهاية يونيو/حزيران المقبل تحت طائلة العقوبات، أو حتى اللجوء إلى القوة، كما ذكر بذلك جون كيري الجمعة.
لكن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكدت أن أقل من 5% من أخطر العناصر الكيميائية أخرجت من سوريا حتى الآن، ودعت إلى “تسريع الوتيرة”.
وبحسب خطة تدمير هذه الأسلحة -التي وافقت عليها الأمم المتحدة- كان يفترض أن تكون سوريا أخرجت سبعمائة طن من أخطر العناصر الكيميائية التي تملكها، ومنها غاز الخردل أو غاز السارين في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كما يفترض أيضا أن تخرج خمسمائة طن إضافي من المواد السامة من “فئة 2” بحلول الخامس من الشهر الجاري.
لكن الدبلوماسيين الغربيين يرون أن الاحتمال ضئيل جدا في أن توافق روسيا على فرض عقوبات على دمشق، علما بأن موسكو ومعها الصين عطلتا باستخدام حق النقض (الفيتو) ثلاثة قرارات في مجلس الأمن منذ بدء الأزمة السورية في مارس/آذار2011.
واعتبر الخبير في مؤسسة واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أندرو تابلر أن هذه الحملة الدبلوماسية “وسيلة لدفع الأسد للتحرك، وأيضا لحث الروس على فعل شيء ما”، للحصول على تنازلات من دمشق.
ومن المقرر أن ترفع منسقة بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية المكلفة بتدمير الأسلحة الكيميائية السورية سيغريد كاغ تقريرا الخميس المقبل إلى مجلس الأمن.
واشنطن تنفي
في هذه الأثناء، نفت وزارة الخارجية الأميركية أن تكون عرضت على الوفد السوري أثناء مؤتمر السلام في جنيف بسويسرا إجراء محادثات مباشرة، حسب ما أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن الولايات المتحدة اقترحت على السوريين إجراء اتصالات “على مستوى المعاونين” تحت إشراف الإبراهيمي. وأضافت “لم تعرض الولايات المتحدة في أي لحظة التفاوض مباشرة مع النظام السوري”، مستبعدة بشكل تام أي اعتذار من وزير الخارجية جون كيري عن “قوله الحقيقة في موضوع وحشية نظام الأسد تجاه شعبه”.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أكد السبت أن وفده إلى مؤتمر السلام في سويسرا رفض طلبا أميركيا لإجراء محادثات مباشرة، مطالبا قبل ذلك باعتذار نظيره جون كيري عن تصريحات أدلى بها في مونترو.
وكان وزير الخارجية الأميركي أعلن في كلمته أمام مؤتمر مونترو “أن بشار الأسد لن يكون جزءا من أي حكومة انتقالية، من غير الوارد ومن المستحيل تصور أن يستعيد الرجل -الذي قاد الرد الوحشي على شعبه- الشرعية ليحكم”.
المصدر:الجزيرة + وكالات + نشطــــــاء الــرأي
- يتم التعديل و تحديث جميع المواضيع المنشورة سواء بالمضمون أو بالعناوين وفق ما يتلائم مع سياسة موقع نشطاء الرأي