خولة حسن الحديد : بصدد ورشة أقليات قرطبة
بعد متابعتي لأكثر من مؤتمر و أكثر من اجتماع و ورشة عمل لأخوتنا ممن أسموهم ” الأقليات” عرقية و طائفية . وبعد البيان الصادر من اجتماع مدريد و قرطبة أو لا أعرف اسمه ..الخ .. يبدو أننا أمام ديكتاتورية عجيبة هي” ديكتاتورية الأقليات” .لا أعرف كيف و تحت أي مبدأ و شرعة يحق لفئة من الناس مهما كان انتماؤهم الطائفي و العرقي و مهما كانت نسبتهم العددية سكانيا أن يفرضوا على باقي مكونات الشعب شكل الدولة و نظامها السياسي منذ الآن !! .و إلا بيبطلوا مواطنين سورريين فيها و بيهددونا بالانفصال .. ؟؟ أما نقبل ما يطرحونه وأما هم سيواصلون طرح المظلوميات الأبدية ؟؟
ما الفرق بينكم وبين مولانا الخليفة البغدادي ؟؟ و كيف يُمكن تجاوز كل هذا الثمن الذي دفعته الأكثرية من دماء أولادها و أعراضها و أرزاقها لتقوم فئة قليلة من الشعب و تحت مسميات ” الحقوق” بتفصيل ما تريده هي للناس و عليهم أن يقبلوا و إلا ……. ؟؟ أليس مُعيبا كل هذا الهُراء ؟؟ أليس الأجدى أن تكونوا مشغولين بمساعدة الناس و إنقاذ أطفالها و مستقبلها لتكونوا فعلا شركاء عوضا عن الاجتماع في عواصمكم الأوربية لتفصلوا لنا مستقبلنا و تريدوننا أن نلبسه كما هو عليه .
ليكن معلوما للجميع . أقلية و أكثرية .أعراق و طوائف . لن تكون إلا إرادة السوريين جميعا . و لن يكون هناك أي شكل للحكم و للدولة مفروض من قبل فئة معينة . كل هذا تحدده مؤسسات السوريين المنتخبة منهم مباشرة و تعبّر عنهم جميعا. السوريون جميعا دون استثناء . بيكفي . وفروا مؤتمراتكم و اجتماعاتكم و بياناتكم ستبقى حبر على ورق لأنه لا أحد يعترف بها وبقراراتها و لا أحد يشتريكم على أرض الواقع بفرنك مصدي . و إلا تطبيقها بالقوة كما يفعل البعض منذ الآن سيجر الجميع إلى مزيد من الدماء و لن يكون أحد بمنأى .. هكذا يقول الواقع . فاتقوا الله و شغلوا ضمائركم مرة واحدة بهل الزمن …
**
فكرة السلبطة على حقوق الآخرين بسبب مظلومية هي فكرة صهيونية بحته . هي الفكرة التي قامت عليها دولة ” اسرائيل ” ويبدو أن البعض عاجبته التجربة و يريد تعميمها لأنها تجربة ناجحة جدااااااااااا وسط التشرذم و الغباء العربي الفاحش.