على سيرة إعلان_الخلافة.. كتبت قبل الآن بأن من فوائد داعش أنها فتحت المجال أمام السوريين لأول مرة لاختبار خيارات حكم جديدة غير حكم الأسد.. و ليس مصادفة أن هذا الحكم الجديد يرفع رايات دينية على اعتبار وجود اضطهاد ديني رفيع في حكم البعث،
المؤلم في الأمر أن الإسلاميين لا يملكون لليوم أي مشروع واضح الملامح والغايات والآليات، اللهم إلا ما يمكن معاينته في مشروع إيراني بلبوس مذهبي ديني، أو مشروع ماليزي لا ينسبه إصحابه للإسلام أصلاً بل يتصل بدولة الحداثة أكثر منه بدولة الخلافة، أو مشروع تركي بجذور علمانية و آليات مستوردة، أو مشروع سعودي على طريقة مضافة الحاج أبو متعب خادم الحرمين أتحرج من تسميته مشروع أصلاً، وبين هدير المشاريع الفاعلة لا يكاد يسمع للإسلاميين مشروع سوى ضجيج مغلف بشعارات الخلافة.. نتيجة طبيعية جداً و لا تدعو للإحباط أبداً و لا حتى لمن يعتبر نفسه إسلامي أو يهتم برؤية الشرعية الإسلامية ذات اعتبار في صدارة بيت الحكم..
الواقع أننا نفتقد للنموذج المشاهد والذي نعتقد أنه يمثلنا، والأيام تكشف لنا شيئاً فشيئاً أنه لن يكون هناك شيئ يمثل أحلامنا، بل المشكلة هي في أن أحلامنا ليست واقعية و لم تكن يوماً ما واقعاً ربما.. ربما تكون أقرب لروايات الأطفال التي يجري العمل على تبسيطها لتمرير الفائدة إلى العقول الصغيرة ريثما تكبر وتكتشف شراسة الحياة وتداخل الألوان.. والجميل في كل ما يجري اليوم هو أن الوعي لدى النشئ الإسلامي آخذ بالنضج يوماً بعد يوم.. مغادراً مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج.. و ليس أدل من ذلك وقوع الدعوات الإسلاموية في حيز المراهقة المندفعة الحالمة الساذجة.. بينما نجد أن الكثيرين في الصمت لا يزالون يحاولون ترشيد الشعار وتصحيح المسار وينكرون على الدواعش و يقاربون ويسددون و يعملون على صناعة مكان لهم في هذا العالم لا في الأحلام، يبدأ بالاعتراف بدلاً من النزوع إلى الإنكار، ينطلق من الواقع المعاش لا من الماضي غير المشاهد إلا بالأخبار و ما حملته أشعار القوم، وينتهي بدولةٍ تعترف بنواميس الكون كما خلقها الله وأن عناية السماء ليست موفورة للأخيار ما لم يكونوا من العاملين المدركين لإيقاع الزمان.. إنه صواريخ عابرة للقارات صنع في دول الكفر مية بالمية في 2014 وليس سيوف بني أمية
زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب