ما حدث و يحدث في سوريا كان لا مفر منه فسياسة الافساد و التهميش و الترهيب و العنصرية و الطائفية خلقت إعداد هائلة من الفاسدين أخلاقيا و إنسانيا لم تكن أجهزة الدولة الفاسدة قادرة على استيعاب هذا الكم الهائل من الباحثين عن فضاء يمارسون فيه فسادهم ‘ فكان السباق المحموم لخدمة النظام الفاشي و أن تسببت هذه الخدمات بالضرر لأقرب الناس من الأهل و الأقارب و الاصدقاء .. هذا الجيش الفاسد العاطل عن العمل وجد الكثير منهم فرصته في الثورة فتسلقوا عليها من أصغر عامل حتى الشاعر و السياسي و الكاتب و رجل الدين المدجن.
الانفجار كان لا بد منه و قد حدث بالرغم من تأخره عشرات السنين بسبب الترهيب والتخريب المنظم .
يقول الكثيرين من البسطاء البعيدين عن السياسة و الثورة و من أنصار النظام الدموي أن الأوضاع المعيشية كانت أفضل بالمقارنه مع نتائج حرب الإبادة التي شنتها عصابة الإجرام الأسدية و ليست أفضل بالنسبة للثورة و أهدافها الإنسانية .. و بغض النظر عن المقارنات كان استمرار الوضع على ما هو عليه في انحداره الدائم الذي ارجع الإنسان إلى حالته الحيوانية الغريزية و اشعره بأنه يعيش في غابة الحياة فيها للأقوى .. مستحيلا و مهما استمر كان سينفجر في نهاية المطاف لأن عوامل التفجير كامنه في عمق النظام الغير متوازن و الغير عادل و الغير إنساني في ظل حكم يتسم بالغباء و التطرف و الإجرام يؤمن بعقيدة الترهيب وسيلة وحيدة للسيطرة على المجتمع.
أما على الصعيد الخارجي فكان انتصار أي ثورة خط أحمر عربي و إقليمي و دولي لانها تشكل خطرا على مصالح هذه الدول و على رأسها امريكا الصهيونية .. فكان لابد من محاربتها بكل الوسائل و الأساليب القذرة من الصمت على المجازر المروعه و التهجير و التدمير إلى خلق الجماعات الإرهابية و دعمها لتشوية الثورة إلى سرقة التمثيل السياسي للثورة و تكبيله بالمصالح الخاصة للقوى المشكلة له و مصالح الدول الداعمه له فجعلت منه كيان مشوه عاجز لا يرجى منه خيرا مما أصاب الكثيرين من جمهور الثورة بالإحباط و العجز
و مع ذلك و رغم كل الجهود المبذولة لإجهاض الثورة و تشويهها على الأرض و محاربتها بالحديد و النار و الحصار و التجويع و معسكرات الإبادة للاجئين … تبقى الثورة فكرا حيا في عقول و قلوب السوريين الأحرار و ستنتصر بإرادة الحياة التي يملكونها و بالقدرة على العطاء و الصبر
فالثورة ليست أشخاص فاسدين أو مخبرين أو لصوص و ليست إئتلاف عاجز و ليست جماعة مسلح تمارس الإجرام خطفا و نهبا و قتلا لصالح العصابة الأسدية
الثورة قيم و أخلاق إنسانية تنتصر للحقوق و العدالة و لإنسانية الإنسان
نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل
Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org
زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب