تابعت رابطة الكتاب السوريين، بألم بالغ، ما تعرضت له بيروت من تفجيرات خطيرة، الخميس الماضي، أودت بحياة المئات، وجرح الآلاف ، ونتج عنها دمار هائل طال نصف بيروت الحيوي، وبناها التحتية ومرافقها الأساسية، ليطال لبنان جرح جديد، يضاف إلى المشكلات السياسية والاقتصادية، التي أرهقت شعب لبنان، في ظل الفوضى، والانهيار الاقتصادي. وشلل الدولة، عن واجباتها الرئيسة تجاه المواطنين، نتيجة الفساد والإهمال الكارثيين، الذي لم يقد إلا لمزيد من الكوارث الكبرى.
لقد أدى تسلط القوى المسلحة في لبنان، إلى تعطيل واجبات الدولة، وانتهاك واسع لحقوق الناس، وحرياتهم، في التعبير، وفي العيش بكرامة، وفي حياة ديمقراطية طبيعية في مجتمع المواطنة والعدالة.
خضع لبنان لهيمنة حزب الله، في خضوع تام للتدخلات الأسدية والإيرانية التي ساهمت باستجرار العدوان الإسرائيلي، وإلى الامتثال لمشروعات إيران التدميرية في المنطقة. ما جعل من أزمات لبنان متراكمة متشعبة تستعصي على الحل، وفاقم من الأوضاع المتردية، في مختلف المجالات، وأدى إلى تحويل لبنان من بلد جميل، يحتفي بالحياة، وبالحريات وفي مقدمتها حرية التعبير، إلى بلد مسلوب الإرادة، منهك، أشبه بالجحيم الذي تحرق الكوارث والويلات أبناءه.
إن رابطة الكتاب السوريين، إذ تنعي مع اللبنانيين شهداءهم، وتحزن لمصابهم الجلل، وتشدّ أزر أسر الضحايا والمتضررين، فإنها تؤكد مجدداً تضامنها الكامل مع الشعب اللبناني، وتقف إلى جانبه في مطالبته المشروعة، في تحقيقٍ مستقلٍ ونزيه في تفجيرات ميناء بيروت، وما نجم عنها من خسائر بشرية ومادية مهولة، ومحاسبة كل من تورط في ذلك، بأي صورة كانت، دون أي استثناء.
كما أن رابطة الكتاب السوريين، تعلن مساندتها للحراك الشعبي في لبنان، وتؤيد مطالبه السياسية والاجتماعية الرامية لاستعادة سيادة لبنان، وكرامة شعبه وحرياته.
إن الكتاب السوريين – الذين كانت بيروت، بما تحمله من معانٍ كبيرة، فضاءً للحرية والكتابة الحرة، وملاذاً لهم من القمع والاستبداد الأسدي، قبل استشراء الطغمة الكارثية – لعلى ثقة كبيرة بأن شعب لبنان حيّ توّاق الى الحرية، مؤمنٌ بها، سوف يستعيد مكانته وألقه، وأن لبنان سوف ينهض من جديد، بنضال أبنائه المخلصين.
الرحمة للشهداء، والشفاء للمصابين، والإنصاف للضحايا.
الخلاص للبنان، والمجد لانتفاضته المباركة.
