أحمد سليمان

لا عدالة بدون محاسبة ولا استقرار بدون دحر بذرة الخراب

Ahmed Sleiman makes a compelling argument that justice and accountability are necessary for stability, particularly in the context of the Syrian revolution and ongoing conflict. He emphasizes the importance of holding those responsible for crimes committed in Syria accountable, including the Syrian government and armed forces, as well as any state or entity that supports these crimes. He also calls for the establishment of a civil alliance under the auspices of the United Nations and the Human Rights Council, which would work towards achieving stability through democratic reforms and a comprehensive, civil, democratic national identity for all Syrians. Sleiman's argument highlights the need for justice and accountability not only in Syria, but also in other contexts where conflict and instability persist. Without accountability, perpetrators of crimes are able to act with impunity, which can perpetuate cycles of violence and instability. Similarly, without efforts to address the root causes of conflict and instability, such as corruption, discrimination, and the violation of human rights, lasting stability is difficult to achieve

لا عدالة بدون محاسبة ولا استقرار بدون دحر بذرة الخراب

أحمد سليمان:اقتربت الذكرى الثانية عشر لانطلاقة الثورة الشعبية، وما يمكنني وصفها بـ “ثورة الاستقلال السياسي المدني والحرية في سوريا”، ونحن على مفترقات وجودية أبرزها التهديد البيئي والزلازل التي نتجت عن انفصال قشرة الأرض عن باطنها. ما زالت فرق الإنقاذ والهيئات الإغاثية، وأبرزها (الخوذ البيضاء)، تجمع مخلفات هذه الكوارث وتحاول دعم المشردين من منازلهم ومساعدة المصابين إلى جانب البحث عن ضحايا يُفترض أنهم على قيد الحياة.

أود الإشارة إلى حملة “مانفيستو إستقل” التي أُعلنت في 27 أيار 2006، وكانت أول حملة سورية علنية تزامنت مع اعتصامات أمام السفارات السورية في عدد من العواصم الأوروبية. طالبت الحملة في ذلك الوقت بالإصلاح الديمقراطي ودحر الفساد والتمييز العرقي والطائفي وإعلاء حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وأيضًا طالبت بترك الرئيس السوري بشار الأسد للسلطة.

قامت الحملة بنشر “مانفيستو” على الشبكات العربية، من بينها “الحوار المتمدن” و”نشطاء الرأي” و”عرب تايمز”، وتداولتها وكالات الأنباء. كما أعدت وكالة “آكي الإيطالية” تقريرًا مفصلًا عن الحملة، وقد وُقِّعَ المانفيستو من قبل العديد من الناشطين والمثقفين والمعارضين في سوريا وخارجها.

وعلى الرغم من أن الحملة لم تحقق أهدافها الرئيسية، إلا أنها ساهمت في تحريك مطالبات موازية، وإبراز أهمية الديمقراطية والحقوق الأساسية، وتحفيز النشطاء والمعارضين في سوريا للتحرك والعمل من أجل تحقيق تلك المطالب.

أما اليوم، وبعد تدمير البلاد وقتل أكثر من مليون إنسان وتشريد واعتقال ما يزيد عن ثلثي السوريين على يد نظام يرأسه بشار الأسد، فلا يمكن الحديث عن أي “إصلاحات” أو إعادة تدوير وتلميع واستغلال الوضع الاقتصادي، إلى جانب الزلزال الكارثي في تركيا وأجزاء كبيرة من سوريا.

إن العدالة والاستقرار لا يمكن تحقيقهما بدون محاسبة ودحر كل ما يؤدي إلى الفوضى والتدمير؛ وهذا ينطبق بشكل كبير على الوضع الحالي في سوريا.

بعد انطلاقة الثورة السورية في 2011، كان هناك أملٌ بتحقيق الإصلاحات الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن بدلاً من ذلك، استملح البعض براءة الثائرين والمؤيدين للثورة، فيما قام النظام بدعم شيطنة المطالب ودفعها باتجاه حرب أهلية مدمرة، انتهكت من خلالها العديد من الحقوق الأساسية وأسفرت عن مقتل وتشريد الملايين.

واليوم، وبعد أكثر من عقدٍ من الزمن، تبقى المطالبة بالعدالة والمحاسبة أمرًا حيويًا وضروريًا. يجب محاسبة جميع المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت في سوريا، سواء كانوا من الحكومة السورية أو القوات المسلحة أو الميليشيات الموالية لها، بالإضافة إلى المجموعات المسلحة الأخرى التي ارتُكبت جرائم حرب. كما يجب على المجتمعات الدولية اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي دولة أو كيان يدعم هذه الجرائم، مع التشديد على ضرورة محاسبة النظام وما تفرع عنه.

علاوة على ذلك، يجب تحقيق الاستقرار، ولا يمكن اعتبار سلطات الأمر الواقع (جميعها) بديلاً ديمقراطيًا، خاصةً بعد تفكك الدولة المركزية وانتشار الفوضى. لذا، نحث المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة على تطبيق مقررات جنيف فيما يتعلق بالحكم الانتقالي، عبر دستور ديمقراطي يشارك في صياغته النشطاء والحقوقيون والخبراء والباحثون الذين يضعون الهوية الوطنية المدنية الديمقراطية الشاملة لكل السوريين (بلا أي تمييز عرقي أو قومي أو طائفي)، ويرفضون التشكيلات التي تؤدي إلى التقسيم. كما ينبغي أن يتم ذلك عبر إنشاء تحالف مدني برعاية ورقابة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان.

لا عدالة بدون محاسبة، ولا استقرار بدون دحر بذرة الخراب التي زرعها حافظ الأسد وأورثها لإبنه وعائلته المجرمة.

أحمد سليمان

opl-now.org 

https://wp.me/p8zHln-42

https://www.facebook.com/CenterNowCulture

لا عدالة بدون محاسبة ولا استقرار بدون دحر بذرة الخراب

 

أحمد سليمان : مــانفيســـــتو 27 ماي – من أجل دحر أعرق دكتاتورية اغتصبت الدولـة

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق