أحمد سليمانتقارير حقوقية

أحمدسليمان: قضــــية أطفال بنغازي وحكاية المتهمين البلغار واشرف الحجوج لم تحسم … فريق كبير من المتورطين مازال يعيش برعاية “ الدولة الخضراء ”

  • سيف الإسلام «نحن الليبيين خلقنا قضية الإيدز، لقد ألفوا قصة وأجبروا الكادر الطبي و البلغاريات على الإقرار بشيء ما ، ومن ثم صارت لدينا “مؤامرة ” وتكون لدينا “ملف ” معقد استغرق حله ثماني سنوات . صحيفة ” لوموند “
  • الرئيس القذافي واصفا معارضيه ” سيكون مصيركم كما بنغازي يدهمكم الإيدز من حيث لا تدرون ” وايضا له تصريح آخر بمؤتمر أبوجا حين قال بأن ملف الإيدز سيكون ” لوكربي ثانية ”
  • أحمدسليمان : طلب منا البعض مبالغ خيالية لنشرالمستندات اعتقادا منهم بأننا مـدراء لبنوك أو إننا نقطف النقود من الأشجار
  • كنا نجمع التبرعات المتواضعة لتنظيم نشاطات تخص قضية الإيدز في ليبيا وحقائق لم يتجرأ الإعلام الحديث عنها
  • حقيقة مرة يعيشها ذوي الأطفال والأطفال أنفسهم حقيقة صنعت في حجرات اللجان الثورية والأروقة المخابراتية ، وانتصر النظام الليبي على شعبه أكثر من مرة
  • جاءت مبادرة رجل الأعمال السوري المعارض الأستاذ أكثم بركات في الوقت الذي كنا نبحث عن مساعدات ضئيلة لسد نقات وأجور المحامين وفريقهم

بعد إطلاق سراح الكادر البلغاري ( الطبيب الفلسطيني اشرف الحجوج وكريستيانا مالينوفا فالتشيفا وناسيا ستويشيفا نينوفا وفالنتينا مانولوفا سيروبولو وفاليا جورجييفا تشرفنياشكا وسنيجانكا إيفانوفا ديميتروفا) أثرت أن أكون آخر الذين يكتبون عن “قضية الإيدز” في ليبيا وإن كنت أول من تبناها ونشر تقارير تفضح أكاذيب الدولة الليبية على مدى سنوات ، كنت وزمـلائي في عدد من دول الإتحاد الأروربي نراقب بإستغراب ودهشة الهبل الإعلامي الذي لم يكن نزيها بتعاطيه مع قضية أطفال بنغازي ، فقد ساهم بعض المراسلين بتعزيز رأي عام سلبي وفقا لضرورات اقامتهم ووظائفهم في ليبيا ، فبات المتابع للمأساة معتقدا بأن الغرب يلعب دور معين في الداخل الليبي من خلال تسوية كان الشعب الليبي وقودها ، متناسين بأن أهالي الأطفال ارغموا على قبول أكاذيب روجها نظام بارع وله تاريخ طويل بمجال انتهاكات حقوق الأفراد والجماعات
والحال إن ليبيا واغلب الدول التي تعاونت من أجل انهاء معاناة المتضررين تعهدت بأن تكون ” قضية الإيدز ” اشياءا من الماضي هذا في السياق العام . أما بالنسبة للسياق الجزئي فإن القضية لم تحسم كما تدعي الأطراف قاطبة ، لأن الدماء الملوثة مازالت تحصد الأطفال بشكل منتظم ، وغياب فعل الجريمة ومسببيها الحقيقين يؤكد تورط فريق كبير مازال يعيش في رعاية” الدولة الخضراء “وثمة ملاحظات كثيرة ستكون ضمن أجندة مفتوحة بمتناول الرأي العام المحلي والعالمي ، وعليه فإن المطالبة هنا ترتكز أساسا للخروج على المحددات التي رسمتها الدول بتمهيد ليبي ، مايجعل امام نشطاء الإنسانية جهودا كبيرة في سبيل العدالة الحقيقية التي لم تمر البتة عن طريق الدبلوماسية وحلولها الجزئية .
بعد أن فشل الإعتقاد الذي يفضي الى طريق برشلونة إذ طالما هناك المتهمين ظلماوأطفال ربما كانوا ممرا مؤسفا لتصحيح كوارث النظام وجرائمة منذ عقود . كان لا بد من محاولات تلطف صورة القضاء الليبي في هذه القضية وجعله صاحب كلمة فصل عبر ابقاء التهم بالمتهمين على الرغم من بطلان كافة مفاعيل القضية منذ نشأتها نظرا لوجود وسائل تعذيب مارسها فريق مخابراتي المتهمين المفترضين وقد انجر القضاء في هذه اللعبة القذرة عبر أدوار ملتبسة في حين أن المشهد كناية عن سوء إدارة وبرمجة مصدرها وزارة الصحة لأنها صاحبة التعليمات التي بموجبها أدخلت الكادر الطبي البلغاري والطبيب الفلسطيني المتمرن أشرف الحجوج في متاهة استثمرتها الأجهزة الأمنية لإخفاء أثر الجريمة
فماذا سيقول المسؤولين عن قطاع الصحة عن الإصابات التي بدأت بالظهور منذ مطلع التسعينيات وأثناء وجود الكادر الطبي في غياهب السجن وبعد اطلاق سراحهم ؟؟؟ وتؤكد إشارة مصدرها تقرير منظمة الصحة العالمية الذي يشير الى ست اصابات في بنغازي ذلك في العام 1997 مع إنه توجد حالات غير مصرح عنها وأخرى تم التعتيم عليها لأسباب تخص سمعة ليبيا في الخارج
مصدر الجريمة كما هو ثابت للعالم ذات الدولة ولجانها الخضراء .وأبدا لن يقنع الأبرياء الأطفال الذين ابصرت أعينهم مشهد يستحضر جنائزهم ، ولن يقنع الذين دخلوا السجن منذ العام 1999 واطلق سراحهم بدون اعادة حقوقهم وأولها كرامتهم التي هدرت واجسادهم التى تم تعنيفها بطرق غير انسانية
القذاذفة …بعد تحرير الرهائن
ـ اليوم ، كما الأمس ازداد منظري النظام وتباكيهم ومتاجرتهم بدماء الأطفال المصابين اعتقادا بأن القضية برمتها قد طوي صفحاتها وباتت من ملفات لا عودة اليها ، ذات السيناريو الذي لعبه النظام منذ نشـأته يكفي ان نشير الى تصريحات الرئيس القذافي الذي يواجه فيه معارضيه كلمات مسجلة وليست خافية على احد ، حين قال واصفا معارضيه ” سيكون مصيركم كما بنغازي يدهمكم الإيدز من حيث لا تدرون ” وايضا له تصريح آخر بمؤتمر أبوجا حين قال بأن ملف الإيدز سيكون ” لوكربي ثانية ” هذه الكلمات المبجلة لرئيس البلاد .
كان النظام الليبي حذرا لإجابات الهبة الجماهرية التي قد تنفجر إذا لم تعلن منطقياعن ادوات جرمية بقبضة النظام ، وبناء على ذلك تم تهيئة سيناريو في واحدة من حجرات البوليس السري فكان المتهمون ظلما في قبضتهم
وسارت مجريات القضية على انه يوجد متهمون بلغار وطبيب فلسطيني
في البداية لم تتحرك الدبلوماسية البلغارية إلى أن تم التلميح من ليبيا عن اغلاق سفارة بلغاريا في ليبيا ، ما جعل مقدمات الفخ الإستخبارتي مواتيا لتلميحات تتحدث عن ديون مستحقة بذمة ليبيا . الى خرج قذافي آخر يتم تهيئته لرئاسة ليبيا اسمه سيف الإسلام ، قالها بالفم الملآن ” نحن نطلق سراح الممرضات مقابل أن يتم اطلاق سراح عبد الباسط المقراحي “
على الفور اتصلت المنظمة بخبير محلف لدى المحاكم الأوربية كي تستشيره عن إمكانية تأمين لقاء مع اوساط دبلوماسية في الإتحاد الأوربي من أجل مناقشة الملف منذ نشأته وصولا لتصريح القذافي الإبن .
وصلنا رد مباشر عبر طبيبة مقيمة في ايطاليا تطلب منا مقترحا كتابيا فكانت اجابتنا عبر وسائل الإعلام التي تضمن على مطالبتنا بتقديم 24 ضابط وطبيب تخدير لإستجوابهم في محكمة أوربية قبل الإستجابة على تصريح المقايضة .
بعد أيام قليلة التقت المنظمة عبر الزميل “جودت عنتابي ” برلمانيا غربيا افصح عن امكانية التفاوض من أجل تسوية وان كان الثمن اسقاط الديون المترتبة على ليبيا  … وحصل ذلك بموجب التسوية الأخيرة
ومؤخرا عرفنا عبر تلميحات ليبية تشير الى مطالبة واضحة لإعادة محاكمة المقراحي في ليبيا وهذا أبعد من حلم اذاتمت مقارنته بجرائم متكررة مازالت تطغى على صورتها بدءا بإختفاء المفكر الشيعي موسى الصدر والإبادة المثبتة بحق  سجناء أبوسليم مرورا بالملهي الليلي في برلين وصولا بتلفيق الإتهام الى الكادر البلغاري الطبيب الفلسطيني
وهنا تصريح طازج لقذافي آخر تصدرته صحيفة ” لوموند ” عندما قال: «نحن الليبيين خلقنا قضية الإيدز، لقد ألفوا قصة وأجبروا الكادر الطبي و البلغاريات على الإقرار بشيء ما. ومن ثم صارت لدينا “مؤامرة” وتكون لدينا “ملف ” معقد استغرق حله ثماني سنوات “. كانت تصريحات نجل الرئيس الليبي” سيف الإسلام ” قبل ايام . بل بعد إطلاق سراح الكادر الطبي البلغاري ، السؤال هنا حول خلفية الكلام ، فالمتحدث يعتبر من النظام ولكنه بلباس ومسمى آخر ، بمعنى أدق يجب ان يتعرض لمساءلة قضائية عن مصدر معلوماته ، فمن المؤكد بأن جوهر القضية وفضائحها تكمن بخفايا تصريح سيف الإسلام .
إن تصريحات كهذه قد تضع القضية من جديد أمام استحقاق دولي مفتوح ، أي النظام والضباط الذين ارغموا المتهمين المفترضين على الإعترافات وأيضا تضع مؤلف الكتاب الأخضر بموقف ستكون عقباته اجابات ذوي الأطفال المصابين إذا أرادوا كشف المجرم الحقيقي جلاوزة النظام الفاشي في ليبيا .
الإتفاقية أكبر من حلم النظام الليبي
تفيد اتفاقية موقعة بين ليبيا والإتحاد الأوربي على نحو كبير من الفوائد تستفيد منها ليبيا على الرغم من الإتفاقية المقدمة من قبل أوربا والتي تمثل نية انسانية بالأساس ولم تكن ثمنا لتغطية على جريمة كما يحاول منظري النظام الليبي افهام شعبه . يتلخص الإتفاق بتسهيل الدخول الموسع للصادرات الليبية خاصة الزراعية والبحرية إلى السوق الأوروبية. كما تقضى بتقديم منح دراسية للطلبة الليبيين للدراسة في الجامعات الأوروبية وتدريبهم في مختلف المجالات بالإضافة إلى تقديم مساعدات تقنية في مجال الآثار والترميم والمشاركة في تمويلها . وأيضا قيام الإتحاد الأوروبي بتوفير وتركيب منظومة على حساب الإتحاد لحماية الحدود الليبية برا وبحرا، ويشير الإتفاق وتعهد الإتحاد الأوروبي بموجب هذا الاتفاق بضمان علاج طبي مدى الحياة للأطفال الليبيين الضحايا يتفق مع المعايير الدولية وضمان علاج الأطفال الذين يحتاجون إلى عناية مركزة في المستشفيات الأوروبية
أيضا يشيرالإتفاق إلى ضمان استمرار العديد من الدول الأعضاء من جانبها في قبول الأطفال في مستشفياتها. وأكد الإتحاد تعهد فرنسا بتجهيز مستشفى بنغازي الجديد وتقديم المساعدة الفنية لتشغيله. وتعهد الاتحاد الأوروبي في هذا الاتفاق بمواصلة دعمه لخطة مكافحة (الإيدز) والاستراتيجية الليبية لمكافحة هذا المرض.وأيضا يشيرالإتفاق الى تخصيص مبلغ في هذا الشأن .كما التزم الإتحاد بتحويل مركز بنغازي الطبي إلى مركز متميز على المستوى الإقليمي.
الكلام الوارد بمضمون الإتفاق تكن تحلم فيه ليبيا وإن بدت التصريحات الرسمية المزاودة على العالم وذلك محاولة لتخفيف من اجابات الشارع الليبي المتمثل بمعارضيه في الخارج.
أروقة” محكمة الجنايات الدولية “
لأسباب تكتيكية ، غابت منظمة ائتلاف السلم والحرية إعلاميا ، .كان ذلك نزولا عند رغبة عدد من أطراف على صلة بالقضية وقد انتبهنا من قبل لإشارة زملائنا في المنظمات المتعاونة معنا والتزمنا الصمت منذ آخر اجتماعين بين “دسلدورف “الألمانية و” بيرن” السويسرية لئلا تحدث التصريحات ارباكا امام الجهات المتفاوضة .
، على ذات المسار التفاوضي كانت ” المنظمة ” تتدارس خلفيات تقديمها كقضية كاملة طالت أطفالا وبعضا من ذويهم الى جانب متهمين اجبرتهم اجهزة المخابرات الليبية على اعترافات تخدم مصالح الدولة في سبيل تعزيز مناخ دولي لجريمة ادعى النظام الليبي بأنها مدبرة بأيد خارجية .
-على هذا النحو او ذاك وبمساع انسانية نبيلة تابعت منظمة ائتلاف السلم والحرية وفريق دولي مستقل يضم خبراء ومحامون وأطباء قد أعدوا برنامجا تشاوريا مع قضاة ودبلوماسيون على صلة بالملف ونتج عن ذلك ملحقا مفصلا يشرح الجريمة وفقا لوقائعها الحقيقية مفندة بذلك أكاذيب النظام الليبي وطاقمه الإستخباراتي المتورط بإخفاء اثر الجريمة عن مسرح القضاء و استبدالهم بمتهمين لا صلة لهم بالحادث المأسوي الذي طال اطفالا بمستشفى كانوا يعملون فيه .
وقد وصلت القضية الى أروقة ” محكمة الجنايات الدولية ” الا ان الإعلان عن تسوية نهائية للقضية قد أوشك على الترجمة العملية خلال ساعات قادمة فكان لابد من تبديل خط سيرنا من “بروكسل “الى “ريفها” ماجعلنا نعقد اجتماع تشاوري في ريف بروكسل صحبة فريق متخصص كان ذلك قبل يوم واحد من إطلاق سراح المتهمين الذين أثبتنا للعالم براءة ايديهم
ـ اشرنا في تقرير سابق استحالة الفرضية التي تقول بأن العالم في طريقه الى النسيان بعد اجراء تسوية مع الأطراف مجتمعة تلك الفرضية مجرد هراء لأن السجل الأسود الذي قلب ملف جنائي الى ملف سياسي ثم الوقوع في حيرة البحث عن مخرج وصولا الى اطلاق سراح الكادر الطبي البلغاري والطبيب الفلسطيني يجعلنا أمام محاججة دولية بمواجهة المفسدين ومهندسي النظام الليبي كي لا يعتقد النظام إن حقائق كثيرة اختفت ولن يتم العثور عليها ابدا ذلك ان القضية بالنسبة للضمير المحلي والعالمي الآن قد بدأت
أولا: وقبل اي شيئ توجد كارثة ذهب ضحيتها 445 بشريا ، بينهم اباء وأمهات وقد نفق منهم 50 ضحية

ثانيا: الجريمة قائمة بفعل تفشي الأوبئة وسوء استخدام تمثل بقطاع تديره الدولة · الثابت بأن أكثر من ثلثي الإصابات تعاني من التهاب الكبد الوبائي “بي” و “سي” في اشارة الى الممارسة الطبية غير الآمنة بالمستشفى.

ثالثا:  ينتمي  الفيروس لسلالة أتش. آي. في.1 (نوع فرعي أي  / جي ) ينتشرفي وسط أفريقيا وغربها وهو فتاك وسريع الانتشار وهو ليس مركبا في المعامل كما يدعي النظام الليبي.

رابعا: تفيد التقارير لدينا بأن اثنتان من الممرضات المتهمات ثبت إصابتهما بنفس فيروس الأيدز لدى الأطفال مما يؤكد غياب الشروط الصحية.
خامسا: انتشر الوباء ابتداء من 1997، قبل وصول الكادر البلغاري والطبيب الفلسطيني للعمل بالمستشفى
سادسا: حتى تاريخ اليوم لم  يتعرض أحدا من القطاع الصحي لمسائلة قضائية
سـابعا : وهنا الأساس الذي يعتمده خطابنا للضمير العالمي  حيث يفيد العالمان الفرنسي مونتانييه والإيطالي كوليتزي يؤكدان انه لا أساس لأي إعتقاد بحقن متعمد وهناك دلائل قوية على أن الإصابات كانت مكتسبة نتيجة الإقامة بالمستشفى ! والثابت بأن أكثر من ثلثي الإصابات تعاني من التهاب الكبد الوبائي “بي” و “سي” في اشارة الى الممارسة الطبية غير الآمنة بالمستشفى طيلة فترة الحصار الأمريكي على ليبيا
اجتماع بودابست
كان لنا أن نتلقى دعما لوجستيا ولكن ليس من قبل حكومات ذات صلة بالقضية إنما من رجل اعمال سوري معارض حين هاتفني مشكورا عارضا علينا تغطية كل نفقات القضية حتى وصولها محكمة الجنايات الدولية وتم الإتفاق على أن يكون الموعد في “ بودابست ” وابلغني بأنه حجز قاعة لمؤتمر اضافة لتأمين تذاكر السفر للوفود التي ستحضر
جاءت مبادرة رجل الأعمال السوري المعارض الأستاذ أكثم بركات في الوقت الذي كنا نبحث فيه عن مساعدات ضئيلة لسد نقات وأجور المحامين وفريقهم ، وسارت الأمور بأقل مايمكن من معوقات. ولكن اجتماع بودابست لم يتم لأنه كان مقررا بعد عودتنا من بروكسل ، أي قبل عشرون ساعة فقط عرفنا بأن آخر اشواط التسوية حُسمت
لماذا تكرمون شقيقة مجرم قالها لنا صحفي من الدرجة الخضراء
صحفي مأجور سألني عبر الأنترنت : لماذا تكرمون شقيقة مجرم ؟  قالها وكأن المشهد على نحو متفق عليه أو اننا حقا ندافع عن مجرم ، في هذا الصدد لابد من ذكر بعض اميلات هبطت على بريدي الشخصي وبريد المنظمة التي أنشط بإسمها وقد عاب علينا بعض ” الكتبة ” المعتاشين من فتات البوليس  الليبي مستغربا  لـ دارين الحجوج وهو يعتبرها شقيقة مجرم ، فكانت إجابتي بمنتهى الشفافية والوضوح مؤكدا له ولأمثاله بأننا نكرم زميلتنا مرات عدة حين تعرضت لمحاولة اغتيال وحين تعرضت للمساس الأخلاقي عبر التشهير بسمعتها ذلك حين كانت في ليبيا ، واليوم نحن أيضا نكرم عائلتها بدءا بالطبيب الحر  أشرف الحجوج مرورا بذوي الأطفال والأطفال البالغ عددهم 400 ونكرم أيضا الممرضات البلغاريات كريستيانا مالينوفا فالتشيفا وناسيا ستويشيفا نينوفا وفالنتينا مانولوفا سيروبولو وفاليا جورجييفا تشرفنياشكا وسنيجانكا إيفانوفا ديميتروفا “ اللاوتي تعرضن للظلم من قبل ليبيا .
نكرم انفسنا ايضا في ظل جحود وتواطئ العالم السفلي ونكرم أنفسنا لأننا استطعنا استقطاب الضمير العالمي عبر نشر حقائق خافية عنه ونكرم الذين انتسبوا الى فريقنا الدولي بعد قرار المحكمة الليبية القراقوشية وهم فاليري بيتروف ، البروفسور أنطون دونتشيف ، عميد أكاديمية الفنون البرفسور سفيتلين روسيف ، البروفسورة بيتيا فاسيليفا ، البرفسور ستيفان فودينيتشاروف ، وزيرة الصحة السابقة الدكتورة ميمي فيتكوفا ، الشاعر نيديالكو يوردانوف، مدربة الفريق الوطني للرياضة نيشكا روبيفا، الدبلوماسي المتقاعد إزغريف توبكوف ، الدكتور إيفان نينوف (زوج إحدى المحتجزات في ليبيا) ، الإعلامية فيليسلافا درفا ، البروفسور الروائي كريكور آزاريان ، البرفسورة (اختصاص علم الفيروسات) رادكا أرغيروفا ، البروفسور (جراح قلب) ملادين غريغوروف ، المحامي فلاديمير شيطانوف (المحامي الأسبق للممرضات )، الصحفية ليلي مارينكوفا ، البروفسورة زدرافكا أنجيلوفا ومؤسسة “مواطنون من اجل التطور الاوربي لبلغاريا” ، ونكرم مؤسسة “اتحاد الأخوة المقدوني، ورئيسه خريستو ماتوف” ونكرم“الحزب القومي البلغاري ف.م.ر.و ، ورئيسه كراسيمير ونكرم استاذ التاريخ البرلماني كاراكاتشانوف ونكرم الصحفي المقتول ضيف الغزال الذي ارسل الينا بعض ملفات تخص القضية بعد ان قارنها مع أصولها لدى محاكمكم . ولعلك تهتدي وتقرأ تاريخ القضية وفقا لتسلسلها … ونكرم د. سعدية المسناوي التي مازالت تعاني من كسور بعد تعرضها لحادث اثناء عودتها من محكمة الجنايات الدولية ، نحن ببساطة عائلة حقوقية تساند كل من يتعرض لانتهاك ومن لا تعجبه نشاطاتنا بوسعه ألا يتابعها .
انحياز اعلامي سلبي
تعاطى الإعلام المستقل مع هذه القضية بشكل غير متقن حرصا من كون الملف له خفايا غير واضحة ربما ، إلا انه ساهم بتعزيز رأي سلبي بحق المتهمين المفترضين وذلك حين يتم عرض انشطة وتصريحات مراسليها وفقا لما يتوصلون اليه من الجهات الرسمية ، غير عابئين بوجهات نظر اطراف ذات صلة بالملف منذ نشأته اضافة الى اهمال وجهات نظر عائلات المتهمين ، إلا بحدود ضيقة حين تلقينا هواتف  مراسلين أحدهم في” وارسو” وآخر في” زيورخ ” قبل تثبيت الحكم من قبل القضاء الليبي واكتفينا بتزويدهم أرقام هواتف عائلات البلغار وعائلة الطبيب الفلسطيني .
على الرغم من إعتذار ” المنظمة ” من الرد على اسئلة الإعلاميين ، نظرا لوجود جهود دبلوماسية إلا اننا في ذات الوقت كنا نحيلهم لمراقبة ما يدور خلف كواليس السياسة ، ما جعل أحد المراسلين بزج إسم زميلتنا ” فيوليتازلاتيفيا ” بخبر عابر بدون اي مسوغ هام ، فيما بعد تبين لنا بأن تحليل المراسل يرتكز اساسا على أحد تقارير كاتب هذه السطور ضنا منه بأنني سأرد عليه عبر ذات الفضائية التي هاتفتني مرتين واعتذرت لها لأسباب تخص توجهنا المرحلي آنذاك ونظرا لوجود مساع دبلوماسية.
محاولة الغاء دورنا
منذ أعوام ثلاثة ، بشكل لافت وغير مفهوم ، بدون ادنى احترام لأخلاقيات الإعلام ، بدوا متناسين دورنا وجهودنا . بإستثناء ضئيل اتيح لنا نشر مستندات توفرت لدينا بعد أن عملنا على معاينتها مع نماذج مأخوذة من ملفات القضاء الليبي ، وهذه المستندات تمثل بالنسبة لنا قيمة ضغط من أجل كشف الجناة الحقيقيين
عملنا على تعويم القضية و نشرها بوسائل مختلفة … في حين يرى البعض بأن نشر أي مستند يخص ملف “ الإيدز في ليبيا ” يمثل تبنيا من قبل الجهة التي تنشرها ، فالبعض طلب منا مبالغ خيالية لنشر المستندات اعتقادا منهم بأننا مـدراء لبنوك أو إننا نقطف النقود من الأشجار فيما هم لم يتعرفوا بعد على اناس ينذرون أنفسهم وقوتهم من أجل مساندة مظلوم انتهكت حقوقه .
اننا والحال هذه نود تذكير الذين بنينا عليهم آمالنا كي يكونوا سندا واعيا لقضايا الإنسان نود القول بأننا من روج القضية بأبعادها الدولية الى الإعلام وايضا إثارتها في المحاكم نحن… ليس سوانا و من كان يتواصل مع ذوي المتهمين لم يكن سوانا
كنا نجمع التبرعات المتواضعة لتنظيم نشاطات تخص قضية الإيدز في ليبيا الى جانب حقائق لم يتجرأ الإعلام الحديث عنها ، ومازلت الحقيقة ملتبسة عند الكثيرين ، خصوصا عند الذين يعيشون في ليبيا ، كون النظام روج أكاذيبه واستمر بها ، ودولة بوليسية مثلها لا يمكن لمواطنيها المعارضة وإلا سيكون مصيرهم مشابها لما حصل في” سجن أبوسليم .
حقيقة مرة يعيشها ذوي الأطفال والأطفال أنفسهم حقيقة صنعت في حجرات اللجان الثورية والأروقة المخابراتية ، وانتصر النظام الليبي على شعبه أكثر من مرة” . قلائل هم الذين تعاونوا معنا عبر الإعلام وأخلصوا برصد تقارينا بأمانة ومسؤولية تمثلت ببعض وسائل النشر أبرزها “موقع ” الحوار المتمدن ” و” الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ” و”عرب تايمز ” و “نشطاء الرأي “، إضافة لمواقع ليبية أبرزها ليبيا المستقبل وصحيفة ” إيلاف ” عدا ذلك بكل اسف ، بدوا متناسين دورنا وجهودنا ،  لمسنا ذلك في عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية، التي نعرف طريقة وآلية النشر فيها بدءا من المحررين الذين كانوا يتراسلون معي مرورا برؤساء تحريرهم .
ومنذ ان تم تحرير المتهمين البلغار حتى يومنا هذا بدأت الكتابات المتشابهة بمضمونها تظهر ، هذا السيل المتواصل والحميم حول ذات القضية ، كأن هؤلاء لم نكاتبهم مئات المرات كي يخصصوا حيزا بسيطا لمعرفة حقائق هذه الكوميدا السوداء ، لا بل في كل مرة نقرأ مضامين رسائلنا الشخصية وتقاريرنا منشورة في صحف ومجلات ذات الأشخاص الذين كنا نكتب اليهم ولكنهم بكل أسف كانوا يغفلون دورنا وأسمائنا وجهودنا في قضية نعمل عليها طيلة أعوام ودور “تحركاتنا السلمية مثل الإعتصامات في كل “بروكسل و”لاهاي” و”صوفيا” ، كانوا بكل وجل ووقار كاذب ينسبون الأخبار الى أسماء وهمية أو بإشارة تفيد الى مصادر خاصة(…) من هي هذه المصادر وكيف تحصلت على معلومات دقيقة إذ كنا الوحيدين من يعمل على الملف وكل ماينشر مصدره نحن ؟؟؟؟
حقا إن بذلك أكثر من قضية … قضية مازالت حتى يومنا هذا ملتبسة وغير واضحة وتحتاج لكثير مـن التأمل خصوصا لما دعي بالتسوية السياسية
8-16-2007أغسطس آب
  • اشــــارة لابد منها : التحقيق يعتمد بالأساس على إجتماع انعقد بين يومي 12 و 13 أغسطس آب 2007 ضم مجموعة نشطاء بمدينة بيرن/سويسرا . بحضور د. سعدية المسناوي ، رغيدشيخ موس ، حمي معروف عيسى ، جودت عنتابي ، حسين أوزغول ، رئيف لوباني ، مجد دريباتي ، د. أسماء وجدي حرش ، د. حنيف بيومي ، محمد بدور ، هالة نور الدين ، وتمت الصياغة بتاريخ 16 أغسطس آب
اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق