نهاية مجرم الحرب: دور حسن نصر الله في تدمير لبنان وارتكاب المجازر في سوريا
ينبغي على إيران أن تدرك أن سياستها في دعم وتصدير العصبية الإرهابية قد فشلت فشلًا ذريعًا
كتب أحمد سليمان: في ظل الصراعات الإقليمية والدولية التي تمزق العالم العربي، يبقى الحديث عن الجرائم المرتكبة في حق الشعوب تحت مظلة الطائفية والأيديولوجيات الخارجية محل جدل واسع. حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، يعد أحد الشخصيات التي تثار حولها الاتهامات بارتكاب سلسلة من الجرائم الفظيعة في المنطقة. هذه الجرائم، التي تتراوح بين عمليات قتل جماعية وممارسات إرهابية، لم تقتصر على حدود لبنان فحسب، بل امتدت إلى سوريا، العراق، واليمن، حيث لعب حزب الله دورًا محوريًا في تأجيج الصراعات الداخلية ودعم الأنظمة الديكتاتورية.
ثورة مارس 2011 وجرائم حسن نصر الله:
شهدت سوريا منذ عام 2011 واحدة من أبشع الحروب في العصر الحديث، وذلك منذ بداية الثورة التي أرادها السوريين ان تكون سلمية تحررية. و كان لحزب الله بقيادة نصر الله دور كبير في دعم النظام السوري. تتنوع الجرائم التي يُتهم بها نصر الله ما بين قتل المدنيين الأبرياء، منهم الأطفال والنساء، إلى جانب الحصار والتجويع الذي طال العديد من المدن والبلدات السورية. عمليات التهجير القسري، حرق الأراضي، والاستيلاء على الممتلكات كانت وسائل استخدمها حزب الله لترسيخ نفوذ النظام السوري وضمان بقائه.
دور نصر الله في دعم الاحتلالات الخارجية:
لم تقتصر الجرائم التي ارتكبها حسن نصر الله على الداخل السوري فحسب، بل ساهم بشكل فعال في تمكين القوى الخارجية مثل روسيا وإيران من السيطرة على أجزاء واسعة من سوريا. كما شارك في عمليات تهجير قسرية للشعب السوري وتسليم مدن ومناطق لقوى أجنبية، ما أسهم في تعزيز الاحتلال العسكري والاقتصادي لتلك الدول.
دعم الأنظمة القمعية والطائفية:
من بين الاتهامات الأكثر خطورة التي تلاحق نصر الله هو تورطه في دعم الأنظمة الديكتاتورية القائمة على الطائفية، مثل النظام السوري، والوقوف ضد إرادة الشعب السوري. هذه الجرائم، بما فيها استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، تُعد من بين أكثر الأعمال وحشية التي ارتكبها النظام بمساعدة حزب الله.
مع النهاية المدوية لمجرم الحرب حسن نصر الله، ينبغي على إيران أن تدرك أن سياستها في دعم وتصدير العصبية الإرهابية قد فشلت فشلًا ذريعًا. هذه النهاية تشير بوضوح إلى أن المنطقة ليست ساحة مفتوحة لمشاريع إيران التوسعية التي تعتمد على العنف والفوضى.
جرائم في لبنان وأماكن أخرى:
لم تكن الجرائم التي ارتكبها نصر الله محصورة في سوريا، بل امتدت إلى لبنان حيث قتل العديد من الشخصيات السياسية المعارضة لنفوذه، منهم رفيق الحريري وغيره من الشخصيات السياسية البارزة مثل جورج حاوي ووسام عيد. في الداخل اللبناني، أدى حسن نصر الله إلى إلغاء مفهوم الدولة وحوّل لبنان إلى تابع لإيران، ما أثر على استقرار البلاد وتسبب في إفلاسها.
كما لا يمكن إغفال دور نصر الله في تجارة المخدرات وتمويل عملياته العسكرية من خلال زراعة وتصدير المخدرات، وهو ما أسهم في انتشار الفساد والجريمة المنظمة في المنطقة.
الدور الإرهابي في العالم:
حسن نصر الله لم يقتصر في أفعاله الإرهابية على الدول العربية فقط، بل تورط في تنفيذ عمليات إرهابية في مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك الكويت وأوروبا وأمريكا اللاتينية. هذا الدور يعكس مدى انتشار نفوذ حزب الله في الخارج واستعداده لتنفيذ أجندته بأي وسيلة كانت.
استغلال القضية الفلسطينية:
رغم رفع نصر الله شعار دعم القضية الفلسطينية، إلا أن هذا الشعار استخدم بشكل رئيسي لتحقيق مصالحه الخاصة وتبرير هيمنته على لبنان والمنطقة. فقد استغل هذه القضية العادلة كغطاء لتمرير مشاريعه السياسية والعسكرية التي تهدف إلى تحقيق الهيمنة الإيرانية على الدول العربية.
وقع فريسة في شر جرائمة :
تظل الجرائم التي ارتكبها حسن نصر الله، سواء في لبنان أو في الدول الأخرى، شاهدة على حجم الدمار الذي ألحقه بالمنطقة. استغلاله للطائفية والعنف، وتعاونه مع قوى خارجية لفرض أجندته، يجعل من الصعب تجاهل دوره في تأجيج الصراعات وإطالة أمد المعاناة. هذا السجل الدموي يدعو إلى التأمل في الدور الذي يلعبه حزب الله في المنطقة والآثار التي يخلفها وراءه على الشعوب والدول العربية.
فشل المشروع الإيراني :
مع النهاية المدوية لمجرم الحرب حسن نصر الله، ينبغي على إيران أن تدرك أن سياستها في دعم وتصدير العصبية الإرهابية قد فشلت فشلًا ذريعًا. هذه النهاية تشير بوضوح إلى أن المنطقة ليست ساحة مفتوحة لمشاريع إيران التوسعية التي تعتمد على العنف والفوضى. لقد أدى تدخل إيران عبر وكلائها في لبنان وسوريا والعراق واليمن إلى زعزعة استقرار المنطقة وإغراقها في الحروب والدمار، مما يثبت أن هذه السياسات لم تحقق إلا المزيد من العداء والرفض الإقليمي.
كما ينبغي عليها، بدلًا من توسيع دائرة نفوذها عن طريق وكلاء مثل حزب الله وغيره من الميليشيات المسلحة، أن تعيد النظر في استراتيجياتها الإقليمية. فمن الأجدر أن تعمل على توجيه مواردها وطاقاتها نحو تحقيق السلام والتنمية في المنطقة، بدلًا من دعم العنف والصراعات التي أتت بعواقب وخيمة على شعوب المنطقة. لقد آن الأوان لإيران أن تلتفت إلى مشاكلها الداخلية التي تتفاقم يومًا بعد يوم، حيث يعاني الشعب الإيراني من مستويات متزايدة من الفقر والخوف على مستقبله في ظل سياسات اقتصادية فاشلة وقمع سياسي مستمر.