أحمد سليمانزملاء
سوريا:احتمالية اندحار الطاغية بشار الأسد
كتب أحمد سليمان : شهدت الساحة السورية تطورات متسارعة، دفعت البلاد إلى مرحلة جديدة من التغيرات العسكرية والسياسية، مما زاد من احتمالية انهيار نظام بشار الأسد بعد أكثر من عقد من الصراع. فقد تعرضت قوات النظام لانتكاسات كبيرة،كحلب وحماة والرستن، وصولًا إلى تلبيسة ومشارف حمص، كانت تشكل ركيزة مهمة لبقاء النظام. تزامن ذلك مع انسحاب قوات النظام من عدة مواقع حيوية تحت ضغط التقدم السريع لفصائل المعارضة، مع استخدام مصطلح “إعادة الانتشار” كتبرير إعلامي لهذه الانسحابات، التي سرعان ما تُرجمت إلى مكاسب ملموسة للمعارضة على الأرض. ورغم محدودية الدعم الدولي لفصائل المعارضة، إلا أن إنجازاتها الميدانية فتحت الباب أمام تساؤلات حول قدرة النظام على الصمود، خاصة مع التراجع الملحوظ للدعم الروسي والإيراني في بعض الجبهات. التحدي الرئيسي الآن يكمن في قدرة المعارضة على استثمار هذه المكاسب وسط بيئة جيوسياسية معقدة. في ظل هذه التطورات، يبدو أن نهاية جرائم نظام الأسد لم تعد مجرد احتمال بعيد، بل باتت مرتبطة بشكل مباشر بمواصلة المعارضة زخمها الميداني، ومدى قدرة الأطراف الدولية على دعم تحول شامل في المشهد السوري.الأيام القادمة قد تحمل الإجابة عن مصير الأسد والنظام، وعن سوريا التي قد تنهض من تحت الرماد أو تغرق في فصل جديد من الفوضى.
وفق ما نراه ونتابعه بإمعان إن احتمال سوريا خالية من جرائم بشار الأسد بات أقرب إلى الواقع أكثر من أي وقت مضى، لكن ما زالت الأسئلة قائمة حول مآلات الوضع وموقف الحلفاء والخصوم.
تصاعد المعارضة وتغير المشهد العسكري:
يشهد تقدم المعارضة العسكرية زخمًا غير مسبوق، مستغلة تراجع قوات النظام على أكثر من جبهة. هذا التطور يطرح تساؤلات حول مدى قدرة النظام على استعادة المبادرة، خاصة في ظل خسارته لمواقع حيوية كانت تعد رموزًا لنفوذه. المعارضة، من جانبها، تستغل هذه الانتصارات لتأكيد “قرب انهيار النظام”، مع وعود بمواصلة التقدم نحو المزيد من المناطق الاستراتيجية.
الموقف الروسي والإيراني بين الدعم والتحفظ:
يشهد الدعم الروسي والإيراني للنظام السوري تغيرات ملحوظة في الفاعلية مقارنةً بالسنوات السابقة. فعلى الرغم من استمرار القصف الروسي ضد مواقع المعارضة، إلا أن تأثيره بدا محدودًا، ما دفع البعض إلى وصفه بـ”رفع العتب”. وقد جاء تصريح من مصدر مقرب من الكرملين ليؤكد أن “لا خطة لدى روسيا لإنقاذ الأسد”، مما يعكس تحولًا في الاستراتيجية الروسية. هذا التحول يبدو بمثابة رسالة للأطراف المحلية والدولية للاستعداد لمرحلة ما بعد الأسد وإعادة ترتيب المشهد السياسي في سوريا. أما إيران، فتستمر في تكثيف تصريحاتها الداعمة للنظام عبر قادتها وميليشياتها، متعهدة بعدم التخلي عن الأسد مهما كانت الظروف. ومع ذلك، فإن هذه التصريحات قد تحمل في طياتها محاولة لتعزيز موقفها التفاوضي في المنطقة، خاصة مع اشتداد الضغوط الدولية على حلفاء النظام السوري. هذا الموقف المزدوج من قبل الحليفين الرئيسيين للنظام يثير تساؤلات حول مدى استدامة دعمهما في مواجهة التغيرات المتسارعة على الأرض، خاصة في ظل التقدم السريع للمعارضة وتداعيات ذلك على مستقبل سوريا.
الصمت الدولي والتساؤلات المطروحة:
على الصعيد الدولي، يستمر الصمت الأممي على ما يجري، وهو صمت أثار انتقادات واسعة بين السوريين وداعمي المعارضة. غياب التدخل الدولي الحاسم يُفسَّر من قبل البعض بأنه تخوف من التعقيدات الإقليمية المحيطة بالصراع السوري، بينما يراه آخرون نوعًا من التواطؤ مع بقاء الوضع الراهن.
هل هرب الأسد؟
مع كل هذه التطورات، بدأت تثار شائعات حول احتمال هروب بشار الأسد من سوريا، خاصة مع غيابه اللافت عن المشهد في الفترة الأخيرة. وإذا ما صحّت هذه الشائعات، فإن لذلك دلالات عميقة تشمل: 1. انهيار النظام داخليًا: غياب الأسد قد يشير إلى تصدعات داخل دائرته الضيقة، أو انهيار نظامه الإداري والعسكري تحت وطأة الضغط المتزايد. 2. ضغوط من الحلفاء: ربما دفعت موسكو أو طهران الأسد إلى المغادرة مؤقتًا للحفاظ على مصالحهما الاستراتيجية وإعادة ترتيب الأوضاع. 3. إعادة تموضع سياسي: قد يكون الهروب خطوة تكتيكية من قبل النظام لتهدئة الوضع أو البحث عن مخرج تفاوضي يضمن الحد الأدنى من بقاء تأثيره. التوقعات المستقبلية
تعاظم قوة المعارضة:
استمرار الانتصارات التي تحققها المعارضة قد يؤدي إلى فرض واقع جديد على الأرض يمهد لحل سياسي بشروط المعارضة.
ضغوط على حلفاء النظام:
تراجع النفوذ الروسي والإيراني في سوريا قد يزيد الضغط الدولي عليهما، مع تأثيرات على مصالحهما الإقليمية. تدخل دولي محتمل: مع تفاقم الأوضاع، قد يصبح التدخل الدولي ضرورة لتجنب فوضى أكبر، خصوصًا إذا انتقلت المعارك إلى مناطق أكثر أهمية جيوسياسية.
أحمد سليمان