أحمد سليمانتقارير حقوقيةزملاءمنظمة نشطاء الرأي

تدمير مشروع طهران النووي: من تخصيب اليورانيوم إلى تصفية القادة والعلماء:

انتهاء الهجوم المباغت: إسرائيل تعلن نجاح الضربة القاضية ضد إيران

كتب أحمد سليمان : في ضربة مباغتة وخاطفة أعادت إيران سنوات إلى الوراء، أعلنت إسرائيل عن إطلاق عملية عسكرية نوعية استهدفت أهم منشآت البرنامج النووي الإيراني، في خطوة وصفتها تل أبيب بأنها “ضرورية لدحر التهديد الإيراني لوجود إسرائيل”.

وفي خطاب متلفز، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “ضربنا قلب برنامج التخصيب النووي الإيراني، وبرنامج التسلح النووي”، مشيرًا إلى أن العملية شملت استهداف منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية – والتي تُعدّ الشريان الحيوي للمشروع النووي الإيراني.

وفي تطور لافت، رصدت وكالات ومصادر أمنية استهداف عدد من العلماء النوويين الإيرانيين البارزين، والذين يُعتقد أنهم يعملون على تصنيع أول قنبلة نووية إيرانية. هذا الاستهداف يُعدّ من أخطر الضربات النوعية، كونه يطال البنية البشرية والفكرية للمشروع النووي، لا بنيته التحتية فقط. وأكد نتنياهو ذلك بقوله: “ضربنا أيضًا قلب برنامج الصواريخ البالستية الإيراني”.

وفي واحدة من أبرز تصريحاته خلال الخطاب، زعم نتنياهو أن “إيران خصبت يورانيومًا يكفي لصنع تسع قنابل نووية”، في إشارة إلى خطورة المرحلة التي بلغها المشروع الإيراني، والتي استدعت ما وصفه بـ”الرد الاستباقي”.

في مشهد بدا كأنه من أفلام الحرب الدقيقة، تلقى النظام الإيراني صفعة مزدوجة: تدمير بنيته النووية تحت الأرض، وفقدان كوادره العلمية الأكثر حساسية. لم تعد طهران قادرة على التفاخر بقدرتها على تخصيب اليورانيوم، ولا بالترويج لما كانت تسميه “التقدم النووي السلمي”.

بكلمات أكثر وضوحًا، فإن الضربة لم تكن مجرد رسالة عسكرية، بل إعلان نزع أنياب، وتجريد من أوهام الردع. فقد تم استهداف المنشآت، والمفاعلات، والمختبرات، وحتى مصانع الصواريخ البالستية التي طالما تباهت بها طهران في عروضها العسكرية.

ومع تأكيد نتنياهو على أن العملية ستستمر لأيام، يبدو أن إيران ستدخل في نفق طويل من الصمت والارتباك. هيبة الجمهورية الإسلامية تتهاوى أمام العالم، وأجهزة الحرس الثوري تتخبط بلا رد واضح، وسط عجز استخباراتي وأمني مخزٍ.

في وقت كانت فيه طهران تُغرق المنطقة بخطاب الممانعة وتستعرض قوتها الصاروخية عبر أذرعها في لبنان واليمن والعراق وسوريا، جاءت الضربة من حيث لم تتوقع، لتعيدها إلى مربع الصفر.

أين اختفت أسطورة “الرد الحاسم”؟ وأين هم رجال الظل من فيلق القدس؟ يبدو أن إسرائيل لم تطرق الباب هذه المرة، بل كسرت الأبواب واقتحمت القلب مباشرة.

هكذا انهار “الحلم النووي الإيراني”… لا بصاروخ واحد، بل بسلسلة ضربات موجعة، وبدقة موجّهة أنهت سنوات من التهديد والابتزاز في لحظات.

 

●الملحق التفصيلي :

في واحدة من أعقد وأضخم العمليات العسكرية-الاستخباراتية في تاريخ المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية، كشفت مصادر أمنية واستخباراتية غربية تفاصيل إضافية عن استهداف المفاعل النووي الإيراني الواقع في نطنز، والذي يُعدّ أحد الأعمدة الاستراتيجية لبرنامج طهران النووي، إلى جانب منشآت فوردو وأراك وبوشهر.

●تفاصيل العملية: تكنولوجيا عالية وضربات متعددة الأبعاد

بحسب التقارير الأولية، جرى تنفيذ الهجوم على مرحلتين رئيسيتين:

1. مرحلة الإرباك الإلكتروني والتشويش:
قبيل بدء الضربات الجوية، استخدمت إسرائيل قدرات حرب إلكترونية متقدمة لتعطيل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، وخاصة منظومات “خرداد 15″ و”باور 373” المنتشرة في محيط المنشآت النووية. وأكدت مصادر مطلعة أن أنظمة القيادة والسيطرة الإيرانية تعرّضت لاختراق واسع النطاق.

2. الضربات الجوية الدقيقة:
في الساعات الأولى من الفجر، انطلقت عشرات الطائرات المقاتلة من طراز F-35 وF-15 من قواعد في جنوب إسرائيل ومواقع غير معلنة، ونفذت ضربات دقيقة بصواريخ خارقة للتحصينات على المنشآت التالية:

منشأة نطنز: تدمير شبه كامل للبنية التحتية لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. تقارير تشير إلى انهيارات في أنفاق محصّنة يصل عمقها إلى 80 مترًا.

منشأة فوردو: إصابات مباشرة في أجهزة الطرد المركزي من الجيل التاسع (IR-9)، التي كانت قيد التشغيل التجريبي.

منشأة أراك للماء الثقيل: استهداف المفاعل قيد التطوير الذي يُشتبه بأنه يستخدم لإنتاج البلوتونيوم.

منشآت بوشهر وبارجين: رصد انفجارات ضخمة في محيط منشآت إنتاج أجهزة الطرد ومرافق اختبارات نووية.

● تصفية النخبة العلمية: العقل المدبّر لم يعد موجودًا

إلى جانب تدمير البنى التحتية النووية، استهدفت العملية القيادات العقلية للمشروع النووي الإيراني. وقد تأكدت حتى الآن تصفية الأسماء التالية:

د. مهدي طهرانجي: مدير مشروع تطوير أجهزة الطرد المركزي الحديثة.

فريدون عباسي: المدير السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية وعضو بارز في لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني.

أحمد رضا ذو الفقاري: مسؤول تطوير برنامج الهندسة النووية المدنية والعسكرية.

علي رضا بني هاشمي: باحث في فيزياء الانشطار ومحاضر بجامعة شريف.

● الهجوم استهدف أيضًا مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى، بينهم:

اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني.

اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان.

اللواء غلام علي رشيد، قائد مقر “خاتم الأنبياء” المسؤول عن الدفاع الجوي.

وبينما لم تؤكد طهران رسمياً مقتل بعض هؤلاء القادة، فإن مصادر طبية داخلية سرّبت لوسائل إعلام معارضة أن عشرات الجثث نُقلت إلى مستشفى “بقية الله” في طهران وسط إجراءات أمنية مشددة.

● خسائر غير معلنة: بداية النهاية لبرنامج نووي كلّف إيران 20 عامًا

تشير التقديرات إلى أن العملية أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء بما لا يقل عن 7 إلى 10 سنوات. ووفقًا لوكالة الطاقة الذرية الدولية، فإن ما تم تدميره يشمل:

أكثر من 60% من أجهزة الطرد المركزي من الجيل المتقدم.

مخازن مواد مشعّة مخصبة بدرجات عالية.

مختبرات اختبار وقود نووي متقدمة.

شبكة الأنفاق التي كانت تخفي معدات تطوير الرؤوس النووية.

كما أصيبت بالشلل مصانع إنتاج الصواريخ البالستية المرتبطة برؤوس نووية، خاصة في مناطق أصفهان وكرج، ما يعني أن المشروع فقد التكامل الضروري بين القنبلة الناشئة ووسائل إيصالها.

● الرد الإيراني: صدى بلا تأثير

بعد أقل من 12 ساعة على الهجوم، أعلنت إيران عن إطلاق عملية “الأسد الصاعد” وردّت بإطلاق أكثر من 100 طائرة مسيّرة وصواريخ متوسطة المدى تجاه إسرائيل. لكن:

تم اعتراض 90% منها في الأجواء السورية والأردنية.

لم تسجّل إصابات بشرية كبيرة داخل إسرائيل.

استُهدفت بعض القواعد الأمريكية في العراق وسوريا بشكل غير مباشر، في محاولة لصرف الأنظار عن الفشل الداخلي.

● صدمة داخلية في إيران: انهيار الجبهة السياسية

أفادت تقارير مسرّبة من داخل مجلس الأمن القومي الإيراني أن المرشد الأعلى علي خامنئي أمر بفتح تحقيق داخلي عاجل في “الثغرة الاستخباراتية الكارثية” التي سمحت لإسرائيل بتنفيذ ضربة بهذا الحجم. كما شوهدت تعزيزات من ميليشيات الباسيج حول منشآت حيوية في طهران، خوفًا من اندلاع اضطرابات داخلية.

وفي بيان نادر، وصف الرئيس الإيراني العملية بأنها “يوم أسود في تاريخ الأمة الإيرانية”، مؤكداً أن “الرد سيكون طويل الأمد”، من دون تقديم تفاصيل، ما فسّره مراقبون بأنه إقرار ضمني بالعجز عن الرد الفوري.

●خلاصة: نهاية مرحلة وبداية ارتباك

الضربة الإسرائيلية لم تستهدف فقط المفاعل النووي بل قلب المشروع النووي الإيراني نفسه: من العلماء إلى البنية التقنية إلى الردع النفسي الذي طالما حاولت طهران فرضه. وربما تكون هذه العملية بداية إعادة تشكيل المشهد الاستراتيجي في المنطقة، مع سقوط ورقة التهديد النووي من يد إيران، وتحوّلها من مصدر قلق إلى خصم منهك يواجه الانهيار الداخلي.

إعداد وتقديم أحمد سليمان

صادر عن نشطاء الرأي

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق