ردّ باراك أوباما، على الرسالة المفتوحة التي أرسلتها له الصديقة أليسار إرم
صديقتي العزيزة
أشكر لك رسالتك. لقد سمعت من العديد من الأمريكيين عن الصراع المحتدم في سوريّة، وعن الهجوم الذي وقع في 21 آب/ أغسطس بالأسلحة الكيميائية، وأنا أقدر وجهة نظرك.
على مدى السنتين الماضيتين، تحوّل ما كان قد بدأ في سوريّة كسلسلة احتجاجات ومظاهرات سلمية ضد نظام بشار الأسد القمعي، إلى حرب أهلية وحشية. قُتل فيها أكثر من 100 ألف شخص، وتشرد ملايين الآخرين.
في استجابة لهذه الأزمة، كنّا أكبر مانحي المساعدات الإنسانية للشعب السوري. ونحن نعمل مع أصدقائنا وحلفائنا لمساعدة المعارضة السورية المعتدلة، ونحن نقود المجتمع الدولي لصياغة تسوية سياسية. ولكننا قاومنا الدعوات المطالبة بعمل عسكري أمريكي، لأننا لا نستطيع فضّ الحروب الأهلية للآخرين عن طريق القوة.
بيد أنّ الوضع تغير تغيراً عميقاً في الساعات الأولى من يوم 21 آب/ أغسطس، عندما استخدم نظام الأسد الأسلحة الكيميائية في هجوم أسفر عن مقتل أكثر من ألف سوري، منهم مئات الأطفال.
ما تعرّض له هؤلاء الناس، ليس مجرّد انتهاك قانون دولي. بل هو أيضاً خطر على أمننا.
إذا فشلنا في اتخاذ إجراء، لن يرى نظام الأسد أي سبب لوقف استخدام الأسلحة الكيميائية. ومع انتهاك حظر استخدام هذه الأسلحة الفتاكة، لن يجد باقي الطغاة والأنظمة المستبدة سبباً للتردد في الحصول على الغازات السامة و استخدامها. عندئذ، ومع مرور الوقت، قد تواجه قواتنا احتمال الحرب الكيميائية في ساحة المعركة. وقد يصبح أمراً أكثر سهولة حصولُ المنظمات الإرهابية على هذه الأسلحة واستخدامها لمهاجمة المدنيين. وإذا تفشّى القتال خارج حدود سوريّة، يمكن لهذه الأسلحة أن تهدد حلفاءنا في المنطقة.
لذا، وبعد دراسة متأنّية، قررت أن من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة الرد على استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيماوية. بحيث يكون الغرض من هذا الرد هو أن نردع الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى، وأن نخفض قدرة نظامه على استخدامها، وأن نوضح للعالم أننا لن تتسامح مع استخدامها.
لكن، ثمة فرصة سانحة أمامنا الآن لتحقيق تلك الأهداف من خلال الدبلوماسية، أتيحت في جزء منها بفضل التهديد الحقيقي الذي لوّحت فيه الولايات المتحدة باتخاذ إجراء العسكري. وقد التزمت الحكومة الروسية بالانضمام إلى المجتمع الدولي في دفع الأسد إلى التخلي عن أسلحته الكيميائية، واتفقت بلدانا على إطار لنقل الأسلحة الكيماوية السورية إلى ظل رقابة دولية، لتدميرها في أقرب وقت وبأكثر الطرق الممكنة أماناً. وقد اعترف نظام الأسد الآن، للمرة الأولى، أنه يمتلك أسلحة كيميائية، بل إنه باشر عملية الانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، التي تحظر استخدامها.
في حين أننا أحرزنا تقدماً مهما، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين فعله. وستواصل الولايات المتحدة العمل مع روسيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والأمم المتحدة، وغيرها، لضمان التحقق من هذه العملية، وأن هناك عواقب تنتظر نظام الأسد إن لم يمتثل مع الإطار الذي تم الاتفاق عليه.
وعلاوة على ذلك، وعلى اعتبار أن هذه الخطة لم تنبثق إلا مع تهديد حقيقي بالعمل العسكري، فإننا سنحافظ على موقفنا العسكري في المنطقة لمواصلة الضغط على نظام الأسد. فإذا فشلت الجهود الدبلوماسية، يتعين على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أن يظلا مستعدّين للتصرف.
إن من واجبنا الحفاظ على عالم خال من الخوف من الأسلحة الكيميائية من أجل أطفالنا. لكن، إذا كانت هناك أي فرصة لتحقيق هذا الهدف من دون اللجوء إلى القوة، فإنني أعتقد أن علينا مسؤولية متابعة ذلك المسار.
أشكرك مرة أخرى لمراسلتي.
للاطلاع على أحدث المعلومات بشأن الوضع في سوريّة، تفضّلي بزيارة:
صديقتي العزيزة
أشكر لك رسالتك. لقد سمعت من العديد من الأمريكيين عن الصراع المحتدم في سوريّة، وعن الهجوم الذي وقع في 21 آب/ أغسطس بالأسلحة الكيميائية، وأنا أقدر وجهة نظرك.
على مدى السنتين الماضيتين، تحوّل ما كان قد بدأ في سوريّة كسلسلة احتجاجات ومظاهرات سلمية ضد نظام بشار الأسد القمعي، إلى حرب أهلية وحشية. قُتل فيها أكثر من 100 ألف شخص، وتشرد ملايين الآخرين.
في استجابة لهذه الأزمة، كنّا أكبر مانحي المساعدات الإنسانية للشعب السوري. ونحن نعمل مع أصدقائنا وحلفائنا لمساعدة المعارضة السورية المعتدلة، ونحن نقود المجتمع الدولي لصياغة تسوية سياسية. ولكننا قاومنا الدعوات المطالبة بعمل عسكري أمريكي، لأننا لا نستطيع فضّ الحروب الأهلية للآخرين عن طريق القوة.
بيد أنّ الوضع تغير تغيراً عميقاً في الساعات الأولى من يوم 21 آب/ أغسطس، عندما استخدم نظام الأسد الأسلحة الكيميائية في هجوم أسفر عن مقتل أكثر من ألف سوري، منهم مئات الأطفال.
ما تعرّض له هؤلاء الناس، ليس مجرّد انتهاك قانون دولي. بل هو أيضاً خطر على أمننا.
إذا فشلنا في اتخاذ إجراء، لن يرى نظام الأسد أي سبب لوقف استخدام الأسلحة الكيميائية. ومع انتهاك حظر استخدام هذه الأسلحة الفتاكة، لن يجد باقي الطغاة والأنظمة المستبدة سبباً للتردد في الحصول على الغازات السامة و استخدامها. عندئذ، ومع مرور الوقت، قد تواجه قواتنا احتمال الحرب الكيميائية في ساحة المعركة. وقد يصبح أمراً أكثر سهولة حصولُ المنظمات الإرهابية على هذه الأسلحة واستخدامها لمهاجمة المدنيين. وإذا تفشّى القتال خارج حدود سوريّة، يمكن لهذه الأسلحة أن تهدد حلفاءنا في المنطقة.
لذا، وبعد دراسة متأنّية، قررت أن من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة الرد على استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيماوية. بحيث يكون الغرض من هذا الرد هو أن نردع الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى، وأن نخفض قدرة نظامه على استخدامها، وأن نوضح للعالم أننا لن تتسامح مع استخدامها.
لكن، ثمة فرصة سانحة أمامنا الآن لتحقيق تلك الأهداف من خلال الدبلوماسية، أتيحت في جزء منها بفضل التهديد الحقيقي الذي لوّحت فيه الولايات المتحدة باتخاذ إجراء العسكري. وقد التزمت الحكومة الروسية بالانضمام إلى المجتمع الدولي في دفع الأسد إلى التخلي عن أسلحته الكيميائية، واتفقت بلدانا على إطار لنقل الأسلحة الكيماوية السورية إلى ظل رقابة دولية، لتدميرها في أقرب وقت وبأكثر الطرق الممكنة أماناً. وقد اعترف نظام الأسد الآن، للمرة الأولى، أنه يمتلك أسلحة كيميائية، بل إنه باشر عملية الانضمام إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، التي تحظر استخدامها.
في حين أننا أحرزنا تقدماً مهما، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين فعله. وستواصل الولايات المتحدة العمل مع روسيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والأمم المتحدة، وغيرها، لضمان التحقق من هذه العملية، وأن هناك عواقب تنتظر نظام الأسد إن لم يمتثل مع الإطار الذي تم الاتفاق عليه.
وعلاوة على ذلك، وعلى اعتبار أن هذه الخطة لم تنبثق إلا مع تهديد حقيقي بالعمل العسكري، فإننا سنحافظ على موقفنا العسكري في المنطقة لمواصلة الضغط على نظام الأسد. فإذا فشلت الجهود الدبلوماسية، يتعين على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أن يظلا مستعدّين للتصرف.
إن من واجبنا الحفاظ على عالم خال من الخوف من الأسلحة الكيميائية من أجل أطفالنا. لكن، إذا كانت هناك أي فرصة لتحقيق هذا الهدف من دون اللجوء إلى القوة، فإنني أعتقد أن علينا مسؤولية متابعة ذلك المسار.
أشكرك مرة أخرى لمراسلتي.
للاطلاع على أحدث المعلومات بشأن الوضع في سوريّة، تفضّلي بزيارة: www.WhiteHouse.gov/Syria
مع خالص التقدير،
باراك أوباما
يمكن الاطلاع على رسالة أليسار إرم إلى باراك أوباما، هنا.
مع خالص التقدير،
باراك أوباما
يمكن الاطلاع على رسالة أليسار إرم إلى باراك أوباما، هنا.