زملاء

هولاند يطالب بقرار ملزم لسوريا بشأن الكيميائي


دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار ملزم لسوريا بشأن تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيميائية، وأن يكون هذا القرار مشتملا على تدابير تتيح استخدام الفصل السابع حال عدم التزام النظام السوري بذلك.

كما دعا هولاند في كلمته أمام الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى مساءلة ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في سوريا.

وأضاف أن فرنسا تعمل لوقف الحرب في سوريا التي وصفها بالأكثر دموية منذ بداية هذا القرن، مؤكدا أن الحل في سوريا سياسي، وداعيا إلى عقد مؤتمر جنيف 2 بأسرع وقت كي يتم تشكيل حكومة انتقالية تتولى إعادة السلم المدني وحماية جميع مكونات المجتمع السوري.

وأشار إلى أن الضغوط التي قامت بها فرنسا إلى جانب دول أخرى بعد استخدام الكيميائي السوري أعطت نتائجها، مشيرا إلى أنه تم هدر الكثير من الوقت من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة في سوريا.

ورحب من جهة ثانية بمعاودة مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال إن هناك بارقة أمل في الشرق الأوسط رغم المشاكل الكثيرة.

وبشأن إيران، قال هولاند إن فرنسا تنتظر أفعالا ملموسة بشأن برنامجها النووي.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال في كلمته أمام الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق اليوم، إن على كل من روسيا وإيران عدم الإصرار على بقاء حكم بشار الأسد، وأضاف “أن بقاء الأسد سيؤدي لعنف متزايد ومساحة كبيرة لعمل المتطرفين. كلنا مؤمنون بأن الأمم المتحدة عنصر مساعد لحل النزاعات الدولية”.

كما دعا أوباما إلى صدور قرار “حازم” حول إزالة الأسلحة الكيميائية السورية، واعتبر أن النظام السوري سيواجه “عواقب” في حال لم يلتزم بتعهداته. وقال أوباما “لا بد من قرار حازم يصدر عن مجلس الأمن للتأكد من أن نظام الأسد يلتزم بتعهداته”، معتبرا أن المجتمع الدولي لم يكن على المستوى المطلوب أمام المأساة في سوريا بعد أن شاهد استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي في أغسطس/آب الماضي.

واعتبر الرئيس الأميركي أن من الإهانة لمشروعية الأمم المتحدة أن يوحي أحد أن طرفا غير النظام السوري استخدم الأسلحة الكيميائية. وقال إنه لا يؤمن بأن الحل العسكري سيحقق سلاما دائما، لكنه أضاف “حان الوقت لأن تدرك سوريا وإيران أن لا مجال للعودة إلى مرحلة ما قبل انطلاق الثورة”، مؤكدا أن بلاده على استعداد لاستخدام كل الوسائل لتأمين مصالحها بالمنطقة.

وحذر الرئيس الأميركي من أن خطر الإرهاب ما زال قائما وتنظيم القاعدة توزع على شبكات إقليمية، وقال “استخدامنا المحدود للطائرات من دون طيار مكننا من تجنب الدخول مباشرة في مواجهات”.

وبشأن إيران قال “لا أعتقد أن التاريخ الصعب من عدم الثقة مع إيران يمكن تجاوزه بين ليلة وضحاها”، معتبرا أن اتفاقا حول برنامج إيران النووي يشكل تقدما نحو إعادة بناء الثقة. وذكر أن الولايات المتحدة لا تطمح إلى تغيير النظام في إيران وتريد تسوية تؤكد سلمية برنامجها النووي. وقال “يشجعنا انتخاب روحاني رئيسا لإيران حتى نسير في طريق التصالح”.

وأكد أوباما أن الولايات المتحدة لن “تقبل تطوير أو استخدام أسلحة الدمار الشامل لأنها تضر بأمننا القومي”.

وبشأن الصراع العربي الإسرائيلي، أوضح أنه يؤمن بأن هناك إدراكا متزايدا في إسرائيل بأن احتلال الضفة يمزق النسيج اليهودي، داعيا إلى المضي قدما في مسار السلام في الشرق الأوسط، معتبرا أن أمن إسرائيل كدولة مرهون بقيام الدولة الفلسطينية.

كما أشار الرئيس الأميركي إلى ثورات الربيع العربي بالقول إنها صدمتنا في سرعتها، وأشار إلى أن مصر شهدت صعوبة التحول نحو الديمقراطية، واعتبر أن مرسي أثبت عدم قدرته على الحكم، وأضاف “سنواصل عملنا مع الحكومة المؤقتة لمحاربة الإرهاب”.

كلمة بان كي مون
من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى محاسبة مستخدمي الأسلحة الكيميائية في الهجوم الذي وقع قرب دمشق في أغسطس/آب الماضي، واصفا إياه بأنه أسوأ هجوم بهذه الأسلحة في ربع القرن الماضي.

كما دعا بان كل الدول إلى وقف تغذية “إراقة الدماء” في سوريا، ووضع حد لتقديم الأسلحة إلى كل الأطراف.

ودعا بان أيضا إلى تبني قرار ملزم في مجلس الأمن الدولي بشأن الأسلحة الكيميائية على وجه السرعة، وأن “ينبغي أن يلي ذلك فورا عمل إنساني في سوريا”، مؤكدا أن على الحكومة والمعارضة الالتزام بالقانون الإنساني الدولي في هذا الصدد.

وقال إن الحكومة السورية مطالبة بتنفيذ كل التزاماتها بشأن اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وعليها أن تفرج سريعا عن المعتقلين من النساء والأطفال، مشيرا إلى أن الحرب في سوريا أسفرت عن مقتل أكثر من مائة ألف نسمة وفرار سبعة ملايين سوري، وأن جيلا بأكمله من الشباب السوري أصبحوا لاجئين.

وأكد أن النصر العسكري في سوريا مجرد وهم، وأن الأزمة ليس لها حل إلا الحل السياسي، مناشدا الحكومة والمعارضة المسارعة إلى عقد مؤتمر جنيف 2 في أقرب وقت.

من جهة ثانية رحب بان باستئناف مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرا إلى أن اللجنة الرباعية ستلتئم هذا الشهر في نيويورك للدفع قدما بهذه المفاوضات من أجل تحقيق حل الدولتين.

كما وجه نداء لمساعدة الدول الفقيرة وخاصة في أفريقيا، مشيرا إلى أن عام 2015 فرصة تاريخية لتحقيق أهداف الألفية التي رسمتها الأمم المتحدة.

وقال مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم إن أبرز ما قاله بان هو أن الأزمة السورية تشكل التحدي الأكبر للأمن والسلم الدوليين، ومطالبته دمشق بالوفاء بالتزاماتها بمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.

المصدر:الجزيرة

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق