زملاء

فرص توحيد فصائل المعارضة السورية المسلحة


تقترب الثورة السورية على نظام الرئيس بشار الأسد من إكمال عامها الرابع ولا تزال أحلام الثوار تراوح مكانها، البداية كانت ثورة شعبية سرعان ما تحولت بعد شهور قليلة إلى العمل المسلح، وكان الاسم الأبرز لهذا التحول هو الجيش السوري الحر.
ويرى بعض المراقبين أن ذلك أمر عادي يتفق مع تطور الثورات من مرحلة إلى أخرى، غير أن ملف العمل الثوري المسلح في سوريا شهد تحولات متسارعة، من جيش واحد معارض إلى فصائل وألوية لا يعلم باسمها وهويتها إلا الباحث المدقق.
وطرح هذا الوضع العديد من التساؤلات عن حقيقة وأهداف هذه الفصائل، والأدوار والإستراتيجيات المختلفة التي يقوم بها كل فصيل.

جيش وطني
المحلل العسكري والإستراتيجي السوري عبد الناصر العايد أوضح في حديثه لحلقة “الواقع العربي” (12/1/2015) أن هدف الجيش الحر في بداية الثورة كان وطنيا تحرريا، لكن طول الأمد الزمني للحرب والتدخلات الخارجية والاستقطابات الأيديولوجية والدينية أدت إلى تفسخ جبهة المقاومة الوطنية وحولتها إلى مشاريع كتائب دينية تنبع من خلفيات عقائدية مختلفة.
واستبعد فرضية توحد المعارضة، وقال إن ذلك أصبح أمرا من الماضي لأن هذه التشكيلات والكتائب تعودت العمل منفردة تحت قيادة زعاماتها ووفقا لأيديولوجياتها، ونادى بإنشاء جيش وطني سوري ينبع من أحضان مؤسسات معترف بها دوليا، كما أشار إلى ضرورة إلغاء المليشيات المصطفة خلف المشروعات الدينية والمذهبية.

ورأى المحلل العسكري والإستراتيجي السوري أن المصلحة الوطنية السورية تحتم أن يتم إنشاء هذا الجيش، ولكنه دعا إلى استبعاد الضباط الموجودين على الساحة الآن لأن أيديهم قد تلوثت بالدماء، على حد تعبيره.
وأكد العايد أن وجود مثل هذه الكتائب لا ينسجم مع المعايير العلمية التي يمكن أن يوصف بها جيش ما، وأوضح أن المعارضة السورية مسؤولة بنسبة 50% عن عدم ظهور جيش موحد بالداخل السوري، لأنها انشغلت بمشاكلها الداخلية ولعبت دورا من أسوأ ما يكون في هذه الثورة وتدخلت بإستراتيجيات غير واضحة.
المال والسلاح
ومن ناحيته، قال وزير الدفاع السابق في الحكومة السورية المؤقتة أسعد مصطفى إن أهم عوامل تشتت المعارضة السورية المسلحة تعود إلى طول فترة الحرب، وظهور التنظيمات ذات الخلفيات الدينية.
وأضاف أن توحد جهود المقاومة كان يمكن أن يسقط جيش النظام المفكك منذ فترة طويلة، وأكد أن عدم توحيد توزيع السلاح والمال من أهم العوامل التي جعلت الجيش الحر مفككا.
وعبر وزير الدفاع السابق عن وجهة نظر مغايرة للمحل العايد، وقال إن وصف جميع التنظيمات المقاتلة بأنها فاسدة وصف غير دقيق، ودعا إلى توحيد المقاتلين العاملين على الأرض الذين اختاروا الثورة وقدموا أنفسهم لإسقاط هذا النظام.
وأكد مصطفى أن هناك كتائب إسلامية “معتدلة” في الميدان حققت الكثير من الانتصارات، وأوضح أن الأغلبية من الكتائب المقاتلة ترغب في الوحدة، مشددا على ضرورة إقصاء “المتطرفين”.
وقطع وزير الدفاع السابق في الحكومة السورية المؤقتة باستحالة التعايش بين المعارضة والنظام الذي قتل نصف مليون شهيد وأسقط نصف مليون جريح وشرد 10 ملايين مواطن من ديارهم، وأكد أن رحيل النظام هو النتيجة الحتمية للثورة السورية.

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق