زملاء

فتحي بن خليفة : هو تطرف تقولون … ؟! إذن فليكن !

على هامش التصريحات العنصرية اللامسئولة لمعمر القذافي
إزاء الشعب الليبي الأمازيغي المسالم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
” إلى كل ساكت عن الشر وظلمه … إلى كل شيطان أخرس … ”

(( … آخر شيء طلعونا به قالوا : أمازيغ … قبائل الأمازيغ هذه انقرضت من زمان … قبائل لا نعرفها بالمرة… انقرضت … انتهت … ليبيا هذه لليبيين ولا نقبل فيها بشعوبية ، ولا واحد يقول : أصلي كذا و كذا … من يقول هذا عميل للاٍستعمار … هذه فكرة فرق تسد … الإسرائليون … الاستعمار الأوربي … مؤامرات استعمارية … أي واحد ينفث سموم الاستعمار يُسحق هو وأفكاره )) .

من خطاب معمر القذافي بتاريخ 1 / 3 / 2007

هراء قديم في توقيت جديد …

خطاب رسمي معلن … غاية في الجلاء والوضوح ، وفي غنى عن أي تفاسير أو شروح . كلام ” وبغض النظر عن موضوعيته أو حتى سلامته العلمية ” هو بمثابة قوانين وشرائع نافذة في الجماهيرية البهية … سارية التطبيق بمجرد أن تلفظ بها رسول الصحراء ، أمين القومية العربية وقائد القيادة الشعبية الإسلامية العالمية …

أقوال وسياسات .. فقرارات ولوائح فاعلة ومطبقة ، تمثل ذروة الظلم الصارخ ، والتعدي الآثم والانتهاك اللاإٍنساني المريع لأبسط حقوق الأمازيغ على أرضهم الأزلية … ألا وهو حق الوجود والاعتراف .

بل هو قول وتقَولٌ ذروة في التطاول السافل المهين على تاريخنا وثقافتنا، وأصولنا الحضارية الليبية العريقة.

بماذا نسمي هذا …؟!
أتكفي أوصاف العنصرية ونعوت العصبية والتطرف … ؟!
هل من مجيب … ؟!
هل من مجير ؟!
هل من مسانِد بقول حق … ؟!
هل من نصير … ؟!
هل من رجال شرفاء وطنيين … ؟!

هول وبلاء هز واستفز كل أصحاب الضمائر الحية والعقول اليقظة والأقلام الشريفة ، من الغرباء عن ليبيا والأجانب عنها والمشفقين عليها .. ونحن .. وكأنما لا حياة لمن ننادي .. بل هو الرضي والقبول الضمني ” المبطن ” بهذا القول والفعل الوباء من لدن كل الفصائل الليبية المعارضة*، ومن طرف جل النخب السياسية والفكرية الليبية في الداخل والخارج على السواء !!!

رضى وقبول وتقبل معبر عنه بالصمت المطبق .. ومسانَدٌ بسكوت الشياطين الخرس – ومعزَزٌ بالتجاهل القاتل لهذه الافتراءات والممارسات الدنيئة البذيئة !!!

تتقلب دنيانا رأسا على عقب تنديداً واستنكاراً حينما يمس القائد الجاهل شيء من العقيدة ، أو طرف من تاريخ (( العروبة والإٍسلام)) ، أو اسم من أعلام المشايخ أو المجاهدين … ويسكن الجميع إلى صمت القبور حينما يتعلق الأمر بنا ، نحن
أبناء ليبيا اسماً ومسمى … بدءً بحقوق أطفالنا ومروراً بحرمة هويتنا وشرف وكرامة رموزنا !!! بل وحينما يتزحزح أحدهم عن جموده لينطق عنا .. لا نسمع إلا كفرا وقدحا وزورا ، ويستكثرون بعدها ولو مجرد استدراك أو اعتذار !!!

أبهذا تدفعون بنا إلى نهج تطرفكم …؟!

اعتنقنا أفكاركم …
تحزبنا ضمن أحزابكم وجماعاتكم …
خضناها معارككم وحروبكم …
قدمنا غالينا قبل الأرخص …
بَذَلنا دماءنا والأرواح باسم الوطنية وتصديقا لشعاراتكم وخطب الألواح …
وطال انتظارنا لمكرمات العروبة وأخوة التأسلم واللذان لم يتأتيا أبدا !!!

وأبدا نحن المطالبون بالاٍعتدال … والتسامح … ” وجادلهم بالتي هي أحسن ” !!!

ناشدناكم النضال والكفاح (والاعتصام)* من أجل ليبيا وباسم ليبيا ، فتأبون إلا باسم العروبة والإسلام فقط لا غير !!!

تضرعنا إليكم في سبيل مصيرنا المشترك وقضيتنا الوطنية الليبية الواحدة … فتأففتم وأعرضتم بدعوى أنه لا فصل بين
مصائرنا ومصير فلسطين البعيدة (الحبيبة) أو العراق الأبعد (السليبة) !!!

ندفع للذوذ عن تراب الوطن ومحاربة طواغيته ، فتدفعون بنا إلى أتون حروب لبنان * وأفغانستان الأهلية وتدفعون بأنفسكم إلى محاربة طواحين الهواء ونظرية المؤامرة الوهمية !!!

تخشبت أيادينا وتصلبت من جراء مدها المديد إليكم بسماحة … فلم تقابلها أياديكم إلا وهي مشرعة لأصابعها الوسطى في
وجوهنا … !

أتدفعون بأصابعنا لارتكاب المثل … !؟

أخشى ما أخشاه .. ألا يستفيق طغاتنا المتجبرون المتحجرون (حكاماً ومعارضين ..عروبيين ومستعربين ومتأسلمين ..
وافدين ومستلبين) من جبروتهم وغيهم تجاهنا ، حتى لن يجدوا فينا حينئذ سوى البغض المبين والحقد الدفين !!!

فمن لم يزرع سوى بذور الاٍضطهاد والبغضاء والاستلاب لن يحصد سوى الشقاق والتطرف والإرهاب !

أيا قذافي وأيا أشباهه … وأيا كل شيطان أخرس :

أنا ليبي ..
أنا أمازيغي ..
أنا الثابت الأقدم والأعرق على هذه الأرض ..
عليها خلقت وعليها أموت ..
أنا هنا باق وخالد ..
لم أفنَ ولن أنقرض !!!

هنا قدري وبه أحيى وأعتز وأفخر ..
ومنه أستمد قيمي وقوتي ..
أنا لست بعربي ولا أرضى الليبية بأرض عربية ..
عقيدتي من اختياري وتسليمي ..
وسأرمي بها إن هي فرضت علّى أو غـُصبت عليها !!!

فاٍن كان هذا هو التطرف الذي تهابونه وتُهم العمالة التي إياي بها تتهمون .. فليكن !!!

ـــــــــــــــــــــــــــــ

* باٍستثناء موقف جبهة الإنقاذ المعبر عنه من خلال بيانهم الأخير حول خطاب القذافي ، وهو موقف أراه ينم عن نضج سياسي وطني إيجابي يحسب لقيادات الجبهة .

* تجاهلَ القائمون علي مشروع اعتصام ميدان الشهداء وكل الموقعين علي قوائم المساندين لهم في الشهر المنصرم اعتراضنا المبدئي حول عدم إنصاف المكون الأمازيغي الليبي في بيانهم بالخصوص، وتنبيهنا إياهم بأن مثل هذه الممارسات التهميشية الإقصائية لن تؤدي إلي تلاحم نضال الصف الوطني ، ولا هي ببوادر عهد ديمقراطي جديد وصادق ، بل لن يكون سوي تكرار لواقع عصبي لا نزال نكتوي بنيرانه .. ومع هذا فنحن وكما دأبنا .. لن نذخر جهداً في العمل علي مساندة ودعم من أعتقل وغـُيب منهم .

*في فترة الثمانينات أرسل القذافي شبابا من الطوارق إلى جبهات حروب لبنان الأهلية فقضي بعضهم نحبه ووقع بعضهم أسرى لدي الجيش الإسرائيلي.

اظهر المزيد

مليكة مزان

( زميل محرر في نشـــطاء الرأي )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق