عساسي عبد الحميد : العروبيون النازيون.. وعقدة التعالي…
في برنامج الإتجاه المعاكس استضاف مقدم البرنامج ضيفين اثنين :
الضيف الأول سوري يحمل الفكر العروبي القومي ويؤمن به كحل وحيد وأوحد للنهوض بهذه الأمة المنكوبة من البحر إلى البحر حتى تستعيد عزتها ومناعتها وكبريائها المجروح ، وهو ضيف يرجع أسباب كل الكبوات والفشل لمكائد اليهود الأنجاس والإمبريالية الأمريكية الحاقدة التي تريد النيل من هذه الأمة!!!
الضيف الثاني مغربي وهو ناشط في الشأن الأمازيغي يرى أن ما يوحد أي تجمع بشري هو المصالح المشتركة ، وهو احترام القيم وضمان تمثيلية عادلة لكل مكونات أبناء الوطن واعتبار كل مكون رافد من روافد الثقافة والحضارة …
أثناء النقاش والذي من المفروض أن يسيره مقدم يلتزم الحياد التام ويعطي لكل متدخل حقه في إبداء الرأي بعيداً عن كل كلام مشحون … وصف الضيف الأول مناضلي الحركة الأمازيغية بالعنصريين لكونهم يمثلون أقلية انفصالية تريد حكم ( ما يسمى ) المغرب العربي !!!
لهذا الضيف الأول أقول :
فأما العنصرية ، يا حبيبي ، فهذا كلام غير مسؤول صادر على لسان شخص يعتبر نفسه مفكرا ومنظرا وحاملا لواء المشروع العروبي الذي لم يجر سوى الخراب والتخلف والتزمت على شعوب عديدة .
ألم يكرس نظامك البعثي بدمشق العروبة الديكتاتوريةَ والنظام الشمولي وسيطرة الحزب الوحيد وزادها جمالا عندما عمل على توريث الحكم الجمهوري في سابقة خطيرة يندى لها الجبين ؟؟؟
ألم يرجع عبد الناصر ورفاقه مصر قرنا إلى الوراء بسبب شعارات جوفاء ؟؟؟
ألم يكن صدام حسين سبب كل مآسي العراقيين ؟؟؟
ألم تتجذر الجهالة والظلامية والعنصرية بأرض نجد والحجاز ؟؟؟
أن تصفنا بالعنصريين فهذا تطاول على شعب أمازيغي أصيل عمره عمر الجبال …
هذا افتراء في حق شعب منفتح على محيطه يحب جيرانه ويقدرهم سواء كانوا أقباطا ، بمسلميهم ومسيحييهم ، أو عربا أو زنوجا أو أوروبيين …
هذا تجريح لشعب يقبل على تعلم لغات الشعوب الأخرى ، والاطلاع على ثقافات الآخرين بدون أي مركب نقص …
نحن نحترم القوميين العرب الشرفاء وهم قلائل ومشاكلنا هي مع العروبيين الفاشستيين العنصريين المتسلطين والذين سببوا الضرر لشعوبهم أولا ثم لجيرانهم …
هؤلاء يريدون تعريب .. الشجر والحجر والغجر والتتر … وجزيرة مدغشقر …
وعلى ذكر مدغشقر… اسمع ماذا قال مجنون طرابلس (معمر القذافي ) ذات يوم : ˝ مدغشقر أصل تسميتها عربي ومعناها المدى القاصي” !!!، وأضاف أيضا : ˝ جزر المالديف معناها بالعربية المدى البعيد ” !!! ، وأن الأكراد عرب الجبال !!! وأن الأمازيغ أصلهم من بلاد كنعان، وقد سموا بالبربر لأنهم جاؤوا عن طريق البر براً … براً ، أو عن طريق البحر بحراً… بحراً !!!
بالله عليكم هذا رجل دولة أم هرطيق ؟؟؟
وأما عن الانفصالية فهذه قمة الافتراء والكذب لأن شعب تامازغا يؤمن بالوطن الأمازيغي الكبير الممتد من الحدود الليبية المصرية إلى المحيط الأطلسي غربا ومن مياه المتوسط شمالا إلى تخوم النيجر جنوبا …
وأما كوننا أقلية ، يا سليل امرؤ القيس ، فنحن لسنا كذلك ، فالمغاربة على سبيل المثال كلهم أمازيغ إلا من أثبت أجنبيته … ولا مشكلة لنا مع الأجانب …
كما أن الشعب المصري الذي تحمل الويلات بسبب صنم العروبة هو شعب فرعوني قبطي … لا علاقة له بالعروبة أحب من أحب وكره من كره …
ثم ما الذي يضرك إن رفضنا أن نكون عربا ؟؟؟
ما الجرم إن ناضلنا وطالبنا بإدخال الأمازيغية في المنظومة الوطنية واعتماد لغة تامازيغت كلغة وطنية إلى جانب العربية ؟؟؟
أما عن تسميتك لبلدان تامازغا بالمغرب العربي … فهذا تزوير للحقائق وجهل فظيع بالتاريخ والجغرافيا، فالتسمية الحقيقية هي ” المغرب الكبير ” أو ” وطن تامازغا ” وليس المغرب العربي … أجدادنا هم البرانس… وكتامة … وغياتة … وبورغواطة …
ولسنا أحفاد بني جحش وبني كلاب وبني ثور …
***
وأما عن مقدم برنامج الإتجاه المعاكس فهو دائماً يبدي بعض الانحياز لطرف على حساب طرف آخر ، وهذه شهادة الكثيرين … فالنعرة الهبلية تستفيق فيه من حين لآخر كلما كانت روائح العروبة عنوانا لحلقة من حلقاته … أو كلما سمع اسم ميشال عفلق أو عبد الناصر … أو صدام … أو هبل …
وأختم بجملة أمازيغية تقول :
IMAZIGHEN AY NGA, UR NGI AARABEN
MAG RAN AD IDDOU MAG RAN AD IKKIM ???
ومعناها بالعربية :
˝ نحن أمازيغ ولسنا عربا …
فمن أراد القيام … ومن أراد القعود ؟؟؟ ˝
عساسي عبد الحميد : كاتب مغربي وناشط أمازيغي