بيان إلى الرأي العام حول مزاعم وزير الدفاع السوري
دأبت أجهزة النظام المختلفة ومنذ زمن بعيد على بث كل ما من شانه التشكيك بوطنية المعارضة السورية واتهامها بالتواطؤ مع الدوائر الأجنبية المعادية لسوريا ، بهدف النيل من سمعة هذه المعارضة
لدى أوساط الرأي العام السوري بغية عزلها جماهيرياً، خدمة لاستدامة استبداد النظام وتسلطه وتحكمه برقاب الشعب الذي يعاني الحرمان والظلم والقمع على يد النظام وأجهزته الاستثنائية.
لكن المعارضة السورية بسلوكها الوطني السليم وسياستها الشفافة ونهجها السلمي دحضت باستمرار اتهامات النظام و فبركاته الدعائية المضللة وأثبتت أنها أحرص من النظام وأجهزته القمعية على أمن المواطن وسلامة الوطن ، فامن المواطن قد استبيح عبر الاعتقالات الكيفية والاعتباطية وكم الأفواه والسجون ، كما أن سلامة الوطن تكاد تهتز نتيجة سياساته الخاطئة على الصعيد العربي والإقليمي والدولي وبات مصير الوطن في مهب الأخطار العاتية القادمة من كل حدب وصوب.
ويبدو أن النظام في هذه المرة قد أوكل مهمة التضليل إلى قيادة الجيش ووزير الدفاع هذه المؤسسة الوحيدة التي كنا ولا زلنا نتوسم فيها الصدقية والوطنية ، في ظل الفساد والتخريب الذي يطال كل مؤسسات الدولة ،
فقد نشرت بعض مواقع الانترنيت أن وزير الدفاع قد اصدر مؤخراً تعميماً بناءً على معلومات استخباراتية – على قيادة الجيش يلقي فيه اتهاماً جزافاً ومفبركاً ، ويدعي أن هناك معلومات مؤكدة تفيد بأن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي قد زار شمال العراق مؤخراً ونزل في استراحة رئيس حكومة إقليم كردستان واجتمع مع عناصر مجموعات الموساد الإسرائيلية العاملة في شمال العراق ، كما التقى مع ممثلين عن الأحزاب الكردية وقام بتزويد عناصر مجموعات الموساد بهواتف خليوية مرتبطة بقمر التجسس الصناعي الإسرائيلي الذي أطلق مؤخراً وذلك لنقلها وإدخالها إلى القطر عن طريق حزب يكيتي الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وتوزيعها على مؤيديهم الذين يؤدون الخدمة في الجيش العربي السوري وتقديمها كهدايا لقادتهم ، وقد تم التركيز في ذلك على ألوية الدفاع الجوي والمطارات والمصانع العسكرية بشكل خاص وبقية القوات المسلحة بشكل عام علماً أن هذه الأجهزة تعمل وهي بوضع الإغلاق )) ويدعو التعميم (( قادة الجيش إلى اخذ الحيطة والحذر وعدم قبول أية أجهزة هاتف خليوية كهدايا والإبلاغ عن أية حالة مشبوهة تحت طائلة المسؤولية في حال المخالفة أو الإهمال والتقصير )) وهذا التعميم موقع باسم العماد حسن علي توركماني وزير الدفاع.
لقد تزامن هذا التعميم مع الإعداد للحملة الإعلامية والعسكرية التركية الواسعة على إقليم كردستان العراق.
ومن الواضح أن هذه الأكذوبة المفبركة استخباراتياً وزج اسم حزبنا وأطراف كردية أخرى فيها ، إنما تهدف إلى تحقيق أغراض سياسية عديدة لا علاقة لها بالقضايا الاستخباراتية لان مثل هذه المعلومات السرية لا تعالج بالتعاميم العلنية لذلك نشدد على أن هذا التعميم هو من فبركة أجهزة الاستخبارات ويرمي إلى توظيفها من اجل أغراض داخلية عديدة منها :
دق إسفين في جدار الوحدة الوطنية وإثارة الرأي العام السوري بشقه العربي ضد شعبنا الكردي لاسيما بعد أن أصبحت النضال الكردي مصدر قلق كبير للنظام ويبدو انه يريد توظيف آخر أوراقه وأخطرها باستغلال مشاعر العداء لا سرائيل من اجل استنهاض الرأي العام العربي ضد شعبنا الكردي بعد أن فشل في ذلك عبر تغذية روح العداء والعنصرية تحت يافطة الخطر الكردي المزعوم، ربما لان النظام يعتقد أن المتاجرة بشعارات الصراع مع إسرائيل ، لازالت رائجة في الشارع السوري ، طالما انه تكمن خلال السنوات الطويلة من تعليق حل كافة القضايا الوطنية التي تستوجب حلولا سريعة مثل قانون الطوارئ وقضايا حقوق الإنسان والتغيير الديمقراطي والقضية الكردية وغيرها من القضايا الخطيرة والمزمنة ، على مشجب الصراع مع إسرائيل وتحت شعار : لا صوت يعلو على صوت المعركة .
رغم أن جبهة الجولان مازالت هادئة منذ خمسة وثلاثين عاماً وقد عوض النظام عن ذلك بافتعال أزمات داخلية عبر تحريك أجهزته الأمنية ضد الشعب.
عزل حزب يكيتي الكردي ،بعد فشل كل وسائل النظام في ذلك سواء عن طريق القمع والعنف ولغة السجون والمعتقلات أو عن طريق تحريك أدواته ، لا سيما وان حزبنا قد نجح بعد انتفاضة آذار وتداعيات اغتيال الشيخ معشوق ، في إفشال مؤامرة خلق صراع كردي – عربي ، وبعد أن توصلت الأوساط العربية إلى كشف خيوط المؤامرة ، وكان لحزبنا دوراً رئيسياً في توضيح أبعاد المؤامرة للشارع العربي.وحينها بادرت شخصيات وشيوخ عشائر عربية أصيلة بالاعتذار عن المواقف السلبية التي قامت بها مجموعات سذج للإساءة إلى العلاقة التاريخية بين الشعبين . ولقد فشل النظام في عزل حزبنا بعد أن أصبح يمتلك رصيداً سياسياً وجماهيرياً كبيرا على الصعيد الوطني وعلى صعيد الجالية الكردية في الخارج.
زرع بذور الشك والريبة بين صفوف المعارضة نفسها ، باتهام البعض بالتعامل مع إسرائيل للحؤول دون وحدتها ، بعد أن توفرت فرص كبيرة لالتقاء القسم الأعظم من المعارضة على مشروع وطني شامل للتغيير .
التشكيك بوطنية وولاء العنصر الكردي في الجيش السوري من خلال تعميق سياسة التمييز القومي حتى داخل الجيش، والتي ظهرت ملامحها أبان انتفاضة الشعب الكردي في آذار 2004 وبعدها ، حيث قتل عدد من العسكريين الكرد في صفوف الجيش في ظروف غامضة لم تكشف قيادة الجيش عن ملابساتها حتى اليوم ، رغم مطالبتنا المستمرة للنظام بالكشف عنها . ومن هنا فان هذا التعميم يدخل في خدمة أعداء الوطن من خلال أضعاف الجيش السوري عبر زرع بذور الشك والشقاق بين صفوفه ، وهذه سابقة خطيرة في تاريخ الجيش الذي يضم في صفوفه عشرات الآلاف من العسكريين من أبناء شعبنا الكردي.
ربما يهدف النظام للإعداد لضربة قاسية ضد شعبنا الكردي عبر القمع والعنف، بعد أن أفشل شعبنا مؤامرة ملعب القامشلي عام 2004 والتي كانت سببا في اندلاع الانتفاضة الكردية.
وأياً كانت الأهداف وراء إقحام اسم حزبنا في مثل هذا التعميم وتوجيه مثل هذه الاتهامات الخطيرة إليه ، فإننا ندين بشدة هذه الفبركة المخباراتية الهادفة إلى تشويه السمعة الوطنية لحزبنا ، فما ورد في التعميم مجرد افتراء مغرض لا يمت إلى الحقيقة والواقع بأية صلة .
فحزبنا يؤمن إيماناً عميقاً بأن السبيل لحل قضيتنا القومية وقضية التغيير الديمقراطي في البلاد ، يكمن في الخيارات الوطنية وعبر اعتماد خيار النضال الديمقراطي السلمي الحضاري . ولقد أثبت الشعب الكردي خلال تاريخه الطويل والمديد ولا سيما مع هذا النظام – رغم ما لحق ويلحق به من ظلم وحيف جراء السياسات الشوفينية والعنصرية التي لا تعبر عن تفكير وطني صحيح وسليم ، وكذلك حرمانه من كافة حقوقه القومية – أنه ليس باستطاعة أحد في سوريا أن يزاود عليه في وطنيته وأن يشكك في انتمائه وحرصه على سلامة الوطن ووحدة ترابه.
أخيراً نؤكد أن حزبنا ماضً في تصعيد نضاله الديمقراطي السلمي حتى انتزاع حقوق شعبنا ورفع الاضطهاد عن كاهله ، ولن تثنيه هذه الاتهامات الرخيصة عن متابعة نهجه النضالي .
18/1/2008
اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا
www.yekiti-party.org
yekiti@yekiti-party.org