زملاء

روسيا لا تشترط بقاء الأسد في السلطة لحل الأزمة

صرح غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن بلاده لم تشترط أبدا بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة كسبيل وحيد وضروري لحل الأزمة، وأضاف أن هذه “القضية يجب أن يعالجها السوريون بأنفسهم”. من جهة أخرى، تواصل العنف بين القوات النظامية والجماعات المسلحة وقتل ما يقرب من 15 جنديا حكوميا في الاشتباكات الدائرة في ريف مدينة اللاذقية الساحلية غرب البلاد.

العنف يتواصل في سوريا وروسيا لا تشترط بقاء الأسد في السلطة لحل الأزمة

اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الثلاثاء ان روسيا لا تعتبر بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة شرطا مسبقا لتسوية النزاع في سوريا.
وقال غاتيلوف لوكالة ايتار تاس غداة لقائه الموفد الدولي كوفي انان في جنيف “لم نقل ابدا، او فرضنا شرطا بان الاسد يجب ان يبقى بالضرورة في السلطة عند انتهاء العملية السياسية” في سوريا.
واضاف كما نقلت عنه الوكالة الروسية من جنيف “هذه القضية يجب ان يعالجها السوريون بانفسهم”.
 
ولم تتراجع روسيا حتى الان عن دعمها لحليفها السوري رغم انها امتنعت عدة مرات في السابق عن ابداء دعم لسلطة الرئيس السوري بشار الاسد شخصيا.

ودعا قادة الاتحاد الاوروبي الكرملين خلال القمة بين روسيا والاتحاد الاوروبي الاثنين في سان بطرسبورغ الى العمل معا من اجل “انتقال سياسي”.

بدوره، اعلن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الاثنين ان الولايات المتحدة تركز حاليا على “التحضير للانتقال السياسي في سوريا”.

وتقضي الخطة هذه ايضا حسب الصحيفة بان يبقى بعض قيادات النظام السوري الحالي في السلطة.ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في نهاية ايار/مايو ان ادارة الرئيس باراك اوباما تريد العمل مع روسيا لاعداد خطة تخرج سوريا من الازمة الحالية تتضمن رحيل الاسد، وهي تشبه خطة انتقال السلطة في اليمن التي تضمنت رحيل الرئيس علي عبدالله صالح.

ومن المتوقع ان يناقش الرئيس الاميركي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هذا المشروع خلال لقائهما الاول بعد انتخاب بوتين، في اطار اجتماعات مجموعة العشرين في الثامن عشر والتاسع عشر من حزيران/يونيو في موسكو.

الا ان غاتيلوف ابدى بعد التشكك ازاء احتمال تطبيق حل في سوريا على الطريقة اليمنية.

وقال غاتيلوف “عندما نبحث في المثال اليمني بالنسبة الى سوريا علينا ان نتذكر مع الاسف ان لا رغبة عند الطرف المعارض بالدخول في مفاوضات سياسية مع الحكومة”.

وتابع “كان الامر سيكون جيدا لو كانت هناك رغبة سياسية بذلك لدى الطرفين ما سيتيح التقدم نحو تسوية”.

وكانت موسكو عطلت صدور قرارين من مجلس الامن الدولي يدينان قمع الحركة الاحتجاجية في سوريا من جانب نظام الاسد.

واستمرت روسيا ايضا في تزويد حليفتها دمشق السلاح رغم المخاوف من استخدامها في قمع السكان المدنيين.

وخلال زيارتيه الى المانيا وفرنسا الجمعة بقي بوتين متشددا في مواقفه ازاء الازمة في سوريا.

وقال امام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند “اذا ابعدنا الرئيس الحالي عن السلطة هل تعتقدون ان السعادة الشاملة سستعم البلاد”.

ومن المقرر ان يتوجه السفير فردريك هوف موفدا من وزارة الخارجية الاميركية الى موسكو خلال هذا الاسبوع لمناقشة الملف السوري، حسب ما اعلن الثلاثاء نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

 

وعلى صعيد المواجهات الميدانية، قتل 15 عنصرا من القوات النظامية في الاشتباكات المستمرة منذ صباح الثلاثاء في عدد من القرى في ريف اللاذقية في غرب سوريا بين قوات النظام ومجموعات مسلحة معارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان “15 جنديا قتلوا واصيب العشرات بجروح في الاشتباكات المستمرة في منطقة الحفة، بينما قتل اربعة عناصر من الكتائب المقاتلة المعارضة”.

واشار الى ان “الاشتباكات تتراجع حينا ثم تعود الى حدتها”، موضحا ان قوات النظام تستخدم فيها “راجمات الصواريخ من قواعد عسكرية في قرى مجاورة وحوامات”.

وكان المرصد اشار في بيانات متعاقبة خلال النهار الى ان اشتباكات عنيفة تدور في قرى بكاس وشيرقاق وبابنا والجنكيل والدفيل في منطقة الحفة، والى اقتحام القوات النظامية صباحا لبلدة الحفة.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” من جهتها ان “مجموعات ارهابية مسلحة اعتدت الثلاثاء على المواطنين وقوات حفظ النظام في الحفة وحاولت تخريب المؤسسات العامة والخاصة بعد تدميرها سيارتي اسعاف تستخدمهما الطواقم الطبية في المدينة”.

وقالت الوكالة ان “الجهات المختصة تصدت للمجموعات الارهابية واشتبكت معها ما أدى الى مقتل وجرح عدد من الارهابيين” لم تحدد عددهم. كما اسفرت الاشتباكات عن “استشهاد عنصرين من الجهات المختصة”.

وارتفعت منذ ايام حدة الاشتباكات بين القوات النظامية والمجموعات المعارضة المنشقة، ويسجل يوميا سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف القوات النظامية، بحسب المرصد السوري الذي يعزو ذلك الى ان القوات النظامية “قوات مهاجمة مكشوفة للمدافعين، وغير مستعدة أصلا لخوض معارك الشوارع”.

ويقول عبد الرحمن ان “ما يزيد من خسائر الجيش ان المقاتلين الذين يواجهونه هم غالبا ابناء المدن والقرى، سواء كانوا من العسكريين المنشقين او من المدنيين الذين حملوا السلاح ضد النظام وهم يعرفون تماما طبيعة مناطقهم وشعابها، ويحظون باحتضان شعبي واسع”.

كما يشير الى استهداف الحافلات والمدرعات باسلحة رشاشة او صاروخية ما يؤدي الى سقوط اعداد كبيرة من الضحايا دفعة واحدة.

وافاد المرصد الثلاثاء ايضا عن اشتباكات في بلدة كفرزيتا في ريف حماة (وسط) ومنطقة اللجاة في درعا (جنوب) وبعض قرى ريف ادلب (شمال غرب) ومحيط بلدة بيانون في حلب (شمال).

وقتل في سوريا الثلاثاء ستة اشخاص آخرين في اعمال عنف في مناطق مختلفة، بينهم اربعة مدنيين في عملية عسكرية واسعة نفذتها قوات النظام بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء في بلدة كفرعويد.

في دمشق، قتل ضابط برتبة عميد اثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته في بساتين حي برزة، بحسب المرصد.

وافادت وكالة سانا ان “مجموعة ارهابية مسلحة” استهدفت صباحا سيارة العميد الطبيب انور السقا “خلال ايصاله لابنته لتقديم امتحاناتها في منطقة اطراف بساتين برزة”.

واوضحت ان “المجموعة الارهابية الصقت عبوة ناسفة تحت سيارة العميد وفجرتها ما ادى الى استشهاده على الفور واصابة ابنته وسائقه بجروح”.

كما اغتال مسلحون مجهولون ضابطا برتبة عقيد اثر اطلاق الرصاص عليه امام منزله في مدينة دير الزور (شرق)، بحسب المرصد.

واشارت الوكالة من جهتها الى اغتيال ضابطين في الجيش، احدهما عقيد والاخر مقدم، في دير الزور.

أ ف ب / فرانس 24 (نص)

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق