زملاء

جفرا بهاء : كتيبة الإخوة المنشقين تفقد اثنين بنيران قوات الأسد

ثمانية أيام فصلت بين صورته مع إخوته الخمسة المنضمين للجيش الحر في حلب وبين كتابته لوصيته، وثلاثة أيام فصلت بين وصيته وبين مقتل أخويه.

كتيبة “الإخوة المنشقين عن نظام حكم العائلة والساعين مع باقي شباب سوريا لبناء دولة القانون والمؤسسات” كما سماها غسان ياسين فقدت اثنين من الإخوة هما: بسام وعبدالباسط، وعندما كتب غسان : “إذا سمعتم خبر موتي لا تقولوا: نزف لكم.. كيف لأخبار الموت أن تزف.. قولوا كان عاشقاً للحرية وكان يرتشف القهوة على ضوء عينيها ويكتب لها كل أشعار الحب والغزل.. قولوا ما شئتم إلا أن تزفوا خبر موتي.. واكتبوا على شاهد قبري.. كان ثائراً حتى مطلع الفجر”.

ولكن لم يكن خبر موته هو الذي وصل، ولم تكن وصيته هي التي ستنفذ، فقد شاء الله أن يجعله مؤتمناً على وصية أخويه، ليأتيه خبر وفاة بسام وعبدالباسط، بمفارقة ومصادفة أنهما الأخوان الواقفان على الأطراف، وكأن وقوفهما كان لحماية “كتيبة الإخوة”.

تصور مع إخوته في 2 سبتمبر/أيلول، وكتب وصيته في 7 سبتمبر/أيلول ومات أخواه في 10 سبتمبر/أيلول، ثمانية أيام سجلت تاريخ العائلة وزادت شموخها وأنقصت عددها.

“أقسم أنني لن أصالح”

كتب غسان يوم تسلم الخبر المشؤوم: “استشهد اليوم في حلب اثنان من إخوتي بسام وعبدالباسط، اثنان مرة واحدة ما أقساك أيها الموت، كيف لهذا القلب أن يحتمل، أقسم ببريق عينيكما أنني لن أصالح.. قطرة دم واحدة تساوي عائلة الأسد ومن معها.. لن أصالح.. أقسم يا إخوتي أنني لن أصالح”.

ليس وحيداً في سوريا في قسمه، ولن يكون الأخير، وإن كانت الصحفية الفرنسية التي التقطت صورته مع إخوته سألته: إن كان لا يخاف على إخوته خصوصاً أنه الأخ الأكبر، فإنه كان يفكر طوال الوقت أنه الأكبر عمراً والأقل تضحية في سبيل ثورة بلاده، رغم أنهم أي الإخوة الستة كانوا يعتقدون عكس ذلك.

عائلة ثورية

يذكر غسان أنه بداية رمضان الماضي اتصلت به أمه وهي تبكي “إخوتك الستة راحوا إلى المظاهرة وأنت ملاحق.. الله يرضى عليك يا غسان خلي نصن يرجعوا والنص التاني يظل”.

لم ينسَ الثورة أمام دموع أمه فأجابها بأنه لم يطلب من أي منهم الذهاب للمظاهرة ولن يطلب منهم الرجوع.
بعد غياب 7 أشهر التقى إخوته الستة، وكانوا موزعين بين منشق عن جيش النظام ويحمل السلاح مع الجيش الحر.. ومنهم من يعمل في المشافي الميدانية وآخر يعمل في إدارة الشؤون اليومية في الأحياء التي تقع تحت سيطرة الجيش الحر، ورغم أنه (أي غسان) اعتقل مرتين فإنه يرى ذلك يشبه اللاشيء “كل ما يقوم به إخوتي وأمثالهم في ساعة واحدة يعادل كل ما قمت به أنا منذ بداية الثورة”.

 جفرا بهاء – العربية ، دمشق

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق