زملاء

الجيش الحر في حلب، إعادة القطار للسكة

لم يعد خافياً أن الثورة تمر بمرحلة صعبة، لا يمكن نسبة صعوبة المرحلة لقوى خارجية داعمة للنظام هذه المرة، فهذه القوى موجودة وفاعلة منذ اليوم الأول في الثورة، بل صعوبتها للأسف تأتي من أبناء الثورة أنفسهم، ومن المجموعات الثورية المختلفة المقاتلة، وخاصة تلك في مدينة حلب، حيث تتعرض هذه المجموعات للكثير من الإنتقادات بحق حيناً وبغير حق أحياناً أخرى. تتنوع هذه الإنت

قادات بين التشكيك بجدوى دخول الجيش الحر لحلب أساساً، والتقليل من حظوظه، كما يضاف إليها أخطاء بعض أفراد هذه المجموعات أو من ينسبون أنفسهم للجيش الحر، كالسرقات وإقتحام المنازل والممتلاكات العامة، وصولاً لإتهامات مبنية على الظن غالباً أنهم هم من يخربون أبنية المدينة وأسواقها الأثرية. ويمكن الرجوع للكثير من هذه الإنتقادات عبر صفحات الفيس بوك المختلفة، غير أن الحلول تبقى محدودة، إن وجدت.
سنستعمل عبارة الجيش الحر هنا بشكلها الأكثر شموليةً، وبهذا فهي تعني جميع القوى المقاتلة في مدينة حلب، بغض النظر عن حجمها وقوتها الضاربة ومستوى شعبيتها.
نعرض في هذه الورقة خطة عمل لإعادة تصحيح وضع الجيش الحر في حلب، وإعادة بناء قاعدته الشعبية، هذه القاعدة التي عمل النظام على تدميرها عبر طرق مختلفة، ليس أقلها عنفه غير المبرر بتدمير أحياء بأسرها لمجرد دخول عناصر من الجيش الحر لها، فبدلاً من قتالها كحرب عصابات، بات يقصف المنطقة كلها، كما أن هناك الكثير من الأدلة عن إختراق النظام لمجموعات من الجيش الحر.
آلية العمل المقترحة تأخذ بعين الإعتبار هذه الانتقادات وتتعامل معها وتستجيب لها، بغض النظر عن مصداقية الإتهامات الموجهة.1. توحيد الكتائب: لا نتحدث تحت هذا العنوان عن توحيد الفصائل الكبيرة من الجيش الحر أو دمجها تحت راية واحدة، وهذا وإن كان مطلباً ضرورياً، لكننا نعتقد أنه بعيد المنال حالياً وبالتالي مانتحدث عنه، هو توحيد المجموعات المقاتلة الصغيرة، التي تقاتل في الأحياء المتجاورة بدون تنسيق أو استراتيجية محددة، جمعها مع بعضها والتنسيق بينها. شيئاً فشيئاً ستشكل هذه الكتائب قوة ضاربة بسبب فاعلية التنسيق بينها، وستحاول بقية الكتائب الصغيرة الأخرى الإنضمام لها، كما أنها ستسحب البساط من تحت بعض القوى المقاتلة الاخرى والتي تهدمت قاعدتها الشعبية بسبب أو بآخر.2. أن يكون هناك اتفاق واضح بين هذه الكتائب الصغيرة على بعض النقاط مثل :تحييد المدنيين والمناطق السكنية، تحييد الأماكن الأثرية والدينية (تحييدها بعدم الدخول لمناطق جديدة، وعدم استهدافها بقذائف هاون أو قذائف محلية الصنع عشوائية)، محاربة السرقات والاختطاف التي تتم بإسم الجيش الحر، كل في منطقة نفوذه، يلي ذلك محاربة ومقاطعة الكتائب التي ترفض مثل هذا التوحد والتنسيق، محاربة حتى لو اضطر الأمر لقتالها والقبض على أفرادها ووضعه في السجن.3. تشكيل استراتيجية واضحة في القتال لهذه الكتائب. أساس هذه الاستراتيجية التعاون مع الضباط المنشقين ليستفيدوا بحركات استراتيجية تسبب إرهاق قوات النظام على الأرض ثم الالتفاف عليها، حيث أن النظام (وكما أشار اللواء محمد فارس) لا يستطيع أن يزج الجيش النظامي بالأحياء داخل حلب، يستخدم الطيران والقناصة فقط.4. تشكيل هيئة محاسبة ذاتية لهذه الكتائب، تفصل في النزاعات الناشئة بين الكتائب، ويعتبر قولها فصلاً، ويتم تحكيمها في عمليات توزيع الغنائم من ذخائر وآليات وغيرها الناتجة عن المعارك.5. تشكيل هيئة سياسية فاعلة وحقيقة لهذه الكتائب وتعيين ناطق إعلامي لها، والإبتعاد عن التصريحات والحركات الإعلامية غير المسؤولة.6. أحد أسباب تعثر الجيش الحر في حلب، هو الإختلاف الجذري بين القوى السياسية التي تدعم بعض فصائل الجيش الحر. لذلك نعتقد أن حداً أدنى من التنسيق بين هذه القوى السياسية ضروري لإعادة تصحيح المسار.

7. التواصل مع كتائب أخرى مقاتلة في غير محافظات والإستفادة من تجربتهم في حل المشكلات المختلفة التي واجهتهم.

8. محاولة التواصل والكلام مع أهالي الأحياء السكنية والاستجابة لطلباتهم وملاحظاتهم، والتعاون معهم وعدم ممارسة أي شكل من أشكال السلطوية عليهم، فهم الحاضنة الشعبية للمجموعات المقاتلة، وهم عامل مهم في المعركة.

كما هو واضح، تعتمد هذه الإستراتيجية على تشكيل وبناء الوعي لدى المجموعات الفاعلة والعاملة على الأرض، وتقترح البدء مباشرة مع قادة هذه المجموعات الصغيرة بدلاً من التوجه لقيادات المجالس العسكرية أو الأسماء الإعلامية العسكرية والتي ثبت أنها لاتملك تأثير كبير على هذه المجموعات.

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق