خرق الهدنة يبدأ بانفجار وقتال في عدد من المدن السورية
فشلت هدنة معلنة في وقف القتال بسوريا اليوم، حيث نشبت اشتباكات متفرقة بأنحاء البلاد أسفرت عن مقتل 51 شخصا على الأقل، بينما انفجرت سيارة ملغومة في حي شعبي بدمشق وتسببت في سقوط ضحايا جددا، بينهم أطفال.
وقال نشطاء بالمعارضة في العاصمة السورية إن سيارة ملغومة انفجرت اليوم الجمعة قرب ملعب
للأطفال في حي الزهور جنوب دمشق، وإن التقارير الأولية تشير إلى سقوط عدد كبير من الضحايا وإلحاق أضرار بعدد من المباني.
وقال التلفزيون السوري الرسمي إن الانفجار تسبب في مقتل خمسة أشخاص وإصابة 32 آخرين، لكن الناطق باسم إتحاد شباب سوريا سمير الشامي قال للجزيرة إن الانفجار الذي وصفه بالهائل
أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل، مشيرا إلى أنه وقع في منطقة شعبية مكتظة هي عبارة عن سوق شعبي وقرب ملعب للأطفال.
واتهم الشامي حواجز عسكرية حكومية بتأخير وصول سيارات الإسعاف إلى مكان الانفجار.
فشل الهدنة
في غضون ذلك فشلت هدنة معلنة في وقف القتال بسوريا، حيث قتل اليوم 51 شخصا على الأقل بنيران القوات النظامية. كما شهدت مناطق متفرقة اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر وسط قصف شمل أنحاء مختلفة من البلاد، بينما خرجت مظاهرات بمناطق عدة في جمعة أطلق عليها جمعة “الله أكبر”.
وبعد ساعات من الهدوء الذي ساد مختلف أنحاء البلاد إثر سريان هدنة عيد الأضحى، أفيد عن “خروقات” لوقف النار، وقالت لجان التنسيق المحلية إن 19 شخصا قتلوا اليوم، معظمهم في حمص ودمشق وريفها وإدلب.
كما سجلت اللجان أكثر من 42 خرقا لهدنة الأضحى على الجغرافيا السورية. ونقلت رويترز عن ناشطين أن ثلاثة أشخاص قتلوا بنيران الدبابات والقناصة في مدينة حرستا بريف دمشق. وقال مقاتلون من المعارضة في بلدة شمالية قريبة من الحدود التركية، إن واحدا منهم قتل اليوم برصاص قناص.
وفي خروقات أخرى للهدنة، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن اشتباكات دارت بين الجيشين النظامي والحر في حي العسالي بدمشق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن حي الخالدية في محافظة حمص تعرض اليوم الجمعة لقصف من قبل القوات النظامية.
ونقل المرصد عن ناشطين قولهم إن ستة صواريخ سقطت على الحي، مما أدى إلى جرح شخصين وتضرر عدد من المنازل. وأفاد في وقت سابق اليوم بأن اشتباكات عنيفة دارت في محيط معسكر وادي الضيف شرق مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب بين القوات النظامية والجيش الحر.
مظاهرات وخروق
وأضاف المرصد أن مقاتلي المعارضة يحاولون اقتحام القاعدة التي تقع على مسافة كيلومتر واحد من الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين دمشق وحلب. وتابع أن قوات الرئيس بشار الأسد أطلقت نيران المدفعية الثقيلة على قرية قريبة.
وعمت مظاهرات سلمية مناطق عدة في سوريا بعد أداء صلاة العيد في جمعة “الله أكبر”، منها بلدات في درعا وحي هنانو بحلب وريف حلب وأحياء الحجر الأسود والقابون وجوبر في دمشق، وبلدات وقرى عدة في ريف دمشق وإدلب وريف حماة ودير الزور والرقة.
وتدخلت القوات النظامية في بعض المناطق لتفريق المتظاهرين، وأطلقت النار في بلدة أنخل بدرعا مما تسبب في إصابة ثلاثة أشخاص بجروح، حسب المرصد.
من جانبه أكد رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ أن القوات النظامية أطلقت النار أيضا على متظاهرين في قطنا بريف دمشق وفي حي القابون جنوب دمشق، معتبرا ذلك “خرقا لإطلاق النار”.
وقال إن منع التظاهر وإطلاق النار على المتظاهرين “يشكل خرقا”، مضيفا أن المقاتلين المعارضين أكثر هدوءا من قوات النظام “لأننا نريد إعطاء فرصة لوقف النار”.
وشكك الشيخ في نوايا النظام، وقال “هذا نظام كاذب.. كلما خرج الناس سيطلقون النار.. لو ترك الناس يتظاهرون أصلا، لكان النظام سقط منذ زمن، ولو أن الناس يثقون بتعهد النظام بوقف النار لكان الشعب السوري خرج كله للتظاهر”.