زملاء

صبحي دسوقي : مقبوسات عاجلة

 

  1. نحن السوريون وفي كل المدن السورية ودول المغترب أعلنا توقفنا عن إرسال المعايدات أو تقبلها من الأحبة الذين نشتاق ونحن إليهم …وصارت كل معايدة على عفويتها أشبه بطلقة توجه إلينا… وصرنا نداري ونتهرب من الإجابة عليها ..ونعدكم أن نفتح قلوبنا وأرواحنا المشرعة لكم دوما ياأحبتي سنحتفل عن قريب بعيد قادم وكل العمر وأنتم ياأحبتي بألف خير وسورية في أحسن أحوالها…وسنضمد جراحاتنا وننهض من جديد بسورية الحرية التي نحلم بها.
  2. وما دريت كيف تزحف الأنانية إلى داخل الإنسان إلا عندما دخلت أجواء مصر ورأيت القاهرة وراقبت الوجوه والقسمات كانت السعادة تطل منها وشعرت كم نحن بحاجة لأن نكون مثلهم أحرارا
  3. في ساحة قصر عابدين كان هناك كرنفال شارك فيه المئات من الشباب والشابات..المصريين والسوريين…كنا نراقب بحزن طريقة تعبيرهم كانوا يرقصون …وكانت السعادة تخيم عليهم … جاهدت طويلا وما استطعت أخيرا منع دموعي من الهطول ..حين تذكرت أبنائي وإخوتي وأصدقائي وأهلي ..وهم يرقصون هناك على وقع نزيف دمائهم.
  4. تروي الحكايات القديمة عن قصة يتناقلها الناس أن ذئباً قد ألقى بحجر كبير على وجه صاحبه ليطرد عنه ذبابة، وتضيف الروايات أن الوقت كان شتاء، وكانت البرودة شديدة، وأن الذئب لم ير الذبابة أبداً، لكنه رأى وجه صاحبه جيداً.
  5. القضاة أشبه بالدمى تحركها أيدي الكبار، وضعوه في قفص الاتهام، الشهود جلوس قبل أن يلقي القبض عليه، الصمت يخيم على القاعة، الانتظار ممل وأوامر الملك لم تصل بعد، صرخ بهم : ـ الشمس تظهر من ركن وتغيب بآخر ولن تستطيعوا أن تحرفوا سيرها. هزئوا به وضحكوا حتى استلقوا على قفاهم، تعرَّت فتاة جائعة أمام القضاة فحدثت مجزرة ،أبى أن يغمض عينيه، حاول أن يخلصها من بين أيديهم لكن القيود والحراس منعوه من الاسترسال بمحاولته، وصلت مذكرة الحكم من الملك: – الإعدام.
  6. الذي أريد قوله والتأكيد عليه غير مرة أن الوطن ما كان يوما مجرد تضاريس نسكنها … وهو ليس مجرد مكان نقطن فيه أو نغادره مرغمين …بل هو الذي يسكن دواخلنا ونقاتل دوما من أجل استمرار ألقه ..هو الجسد والروح والأحاسيس الجياشة ..هو المشاعر الصادقة التي تسكننا أبدا..هو أنا وأنت عندما نتحاور بمحبة ونبحث عن خلاصه بكل الطرق المتاحة..وبعدها يمكن أن نتفق أو نختلف على الطرق التي تصب في عزته ومنعته والحفاظ عليه حرا…. حرا…. حرا.
  7. اللافتات التي تظهر تميزها في كفر نبل المناضلة تستدعي منا دوما الوقوف أمامها …ولافتة هذه الجمعة(ألف موقعة جمل ولا ينزل برميل واحد يا خديجة)لأن ما حدث في مصرمقارنة بما يحدث من ويلات عندنا يعتبر تسلية … إنها البراميل وما أدراكم ما هي البراميل … كل برميل يتجاوز وزنه من المتفجرات (500)كغ… هي التدمير والقتل ومسح القرى والمدن وتسويتهابالأرض ..نحن نحسدكم يا أهلنا في مصر على كل موقعة مررتم بها رغم مرارتها .. وتحية ممزوجة بالألم لأهلنا في كفر نبل ولكل أهلنا في سورية.

صبحي دسوقي : قاص سوري

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق