زملاء

علي العبد الله : هيئة المبادرة الوطنية السورية “كائن لقيط يحمل تشوهات”

قال معارض سياسي سوري بارز إن التشكيل الجديد الذي تنوي قوى سورية معارضة تشكيله هو محاولة لجمع مكونات “درجة التباين بينها تبلغ حد التناقض الكامل”، وحذر مما أسماها “إشارات غير مطمئنة حول خفض سقف مطالب المعارضة عبر تفاوض غير واضح المعالم” مع النظام

وأثارت نيّة قوى معارضة سورية تشكيل هيئة جديدة جامعة للمعارضة السورية تضم ممثلي المعارضة السياسية والحراك الثوري تحت اسم (هيئة المبادرة الوطنية السورية) الكثير من اللغط في صفوف المعارضة السورية والحراك الشعبي، وانقسمت هذه القوى بين مؤيد ومشكك ورافض لها

وفي هذا الصدد، قال علي العبد الله، الناشط السياسي القيادي في تجمع إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن مشكلة الاقتراح أنه يناقض نفسه بنفسه، فهو يدّعي أنه بديل للمجلس الوطني (الفاشل)، لكنه بالمقابل يقدّم صيغة فاشلة، وهي جمع مكونات وأشخاص درجة التباين بينها تبلغ حد التناقض الكامل من المجلس الوطني إلى هيئة التنسيق، التي أُدخلت بالتسلل عبر حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب العمل الشيوعي اللذين استهلكتهما روسيا في مباراتها السياسية مع أمريكا وكان آخر صور الاستهلاك عقد ما سمي مؤتمر الإنقاذ، إلى أمناء الثورة وشخصيات مستقلة معظمها طامح للعب دور قيادي”. وأضاف “ناهيك عن مكونات خلّبية غير موجودة في الواقع مثل مجالس الإدارة المحلية (لكل محافظة مقعد)، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ليست في صلب الثورة، ليست أم الولد، فكيف سيستطيع هذا الكيان اللقيط أن يكون فاعلاً ومثمراً وهو يحمل كل هذه التشوهات”،على حد تعبيره

ورأى العبد الله “الجوهري في الموضوع يبقى حقيقة موقف الدول الداعمة لهذا التشكيل، وخاصة أمريكا، هل هي جادة في توجهه الدعم للثورة السورية وتحقيق نقلة في الموقف وكسر التوازن الحالي لصالحها أم أنها تمرر الوقت وتبرر تمديد الأزمة عبر إدارتها بتغيير البيادق”. وأضاف “شخصياً لا أثق بالموقف الأمريكي، فأمريكا محشورة بين حجري رحى: عدم التنازل لروسيا والصين وإيران، ما يستدعي إسقاط النظام، وعدم انتصار الثورة وتحقيق أهدافها في الحرية والكرامة لاعتبارات جغرافية سياسية، وانعكاس ذلك على الإقليم، وخاصة على إسرائيل”. وأردف “لذا هي تسعى لنصف انتصار ونصف هزيمة بحيث تستنزف الطرفين وتعمل على تدجين الثورة قبل أن تضغط على النظام للتنازل والقبول بتنفيذ مرحلة انتقالية، الصيغة المطروحة للهيئة العتيدة تذكرنا بما نفذته أمريكا في العراق: تسليم السلطة لقوى هامشية طيعة تقبل التبعية والارتهان لواشنطن” وفق رأيه

وحول قدرة هذه الهيئة الجيدة المرتقب أن يتم الإعلان عنها بعد مؤتمر المعارضة السورية المنوي عقده في الدوحة بقطر في الثامن من الشهر الجاري، على تلبية طموحات الحراك الثوري في سورية وآليات ذلك، قال العبد الله “إن طموحات الحراك الثوري واضحة ومحددة: إسقاط النظام والانتقال إلى نظام ديمقراطي، وهذا يستدعي أن تكون الجهة التي تسعى لتحقيق ذلك إما منخرطة في الحراك أو على تفاهم وانسجام معه”. واعتبر أن “هذا غير محقق في هذا المشروع، فالفكرة طرحت دون تشاور مع الحراك، كما خلت قائمة المشاركين من تمثيل حقيقي للحراك الثوري، أما الضمانات الدولية فليست واضحة لأن دول أصدقاء الشعب السوري غير موحدة في موقفها من الثورة ومن الحل المناسب لسورية، ونذكر هنا أن المجلس حصل عند تأسيسه على اعتراف قبل أن تبدأ عملية سحب البساط من تحته، وهذا يدعو إلى الحذر والانتباه” وفق تقدير

وعن اعتقاد بعض قوى المعارضة السورية بأن هذه الخطوة قد تمهد لخفض سقف مطالب المعارضة، حذّر القيادي في تجمع إعلان دمشق من هذا الاحتمال، وقال “هناك إشارات غير مطمئنة خاصة مواقف السفير الأمريكي روبرت فورد، عرّاب المشروع، سبق والتقى وفودا عن تنسيقيات وأطراف من المعارضة وألمح إلى التفاوض مع النظام وتجاهل ملاحظات هذه الأطراف حول ربط التفاوض بنقل السلطة لا بالتفاهم مع النظام والإبقاء على أجزاء منه، حيث هناك حديث عن الإبقاء على الجيش والمخابرات دون توضيح هل تبقى كما هي أم يُعاد النظر في بنيتها واختصاصاتها وعقيدتها، ناهيك عن أن دول أصدقاء الشعب السوري غير موحدة أو متفقة، كما قلنا سابقاً، على الموقف من الثورة والحل” حسب تعبيره

وتعتبر العبد الله “أن الأهداف الأساسية غير المعلنة من وراء هذا الكيان تمرير الوقت ريثما تنضج شروط الحل أمريكياً، وأوضح “في ضوء فهمي للمحددات التي تحكم السياسة الأمريكية”، وأضاف قائلا “أرى أن الهدف تمرير الوقت وإدارة الأزمة ريثما تنضج شروط الحل المقبول أمريكياً، وهذا يستدعي، كما هو حاصل، التحرك على قاعدة الخطوة خطوة، خطوات معزولة عن بعضها بحيث لا تعرف القوى المشاركة في العملية المحصلة النهائية، وتدخل في مغامرة مجهولة العواقب، وهذا قد يضعنا في لحظة معينة أمام كارثة وطنية بكل معنى الكلمة” على حد تعبيره.

وعن فرص نجاح هذا الكيان قال “النجاح يقاس بالهدف والنتيجة، فهل المطلوب تحسين فرص انتصار الثورة أم إجهاضها، هنا المسألة، والسياق والطريقة لا تطمئن أبداً” وفق تأكيده

ومن المتوقع أن تضم هيئة المبادرة الوطنية السورية نحو خمسين شخصية تمثل قوى المعارضة، ومنها المجلس الوطني، مجالس الإدارة المحلية، المجلس الوطني الكردي، وشخصيات دينية، وأحزاب يسارية وقومية من هيئة التنسيق، المنبر الديمقراطي، حركة مواطنة، تيار معاً، الهيئة العامة للثورة، هيئة أمناء الثورة، ومنشقون سياسيون وكتّاب ورجال أعمال من المعارضة

روما (2 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق