أكثر سؤال يتم تداوله هذه الفترة, مع دخول الحراك الشعبي سنته الثالثة .
الثورة هي تغيير شامل ايجابي في المفاهيم السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية ,قبل أن تكون تغيير في السلطة .
كثير من الشعوب غيرت سلطتها ولم تغير بنيتها السياسية والاجتماعية والثقافية ,وتغيير السلطة وحده لا يعني نجاح الثورة ولكن نجاح الثورة يؤدي حتما لتغيير في السلطة . هناك شعوب قامت بثوراتها بهدوء وصمت والبعض بصخب وموت ودمار . والمسألة تتعلق بالعامل الذاتي للسلطة القائمة والوضع الداخلي والأقليمي والدولي المرافق والمحيط,
هذا المفهوم يعني في الحقيقة أن الثورة انتصرت منذ أكثر من سنة .
مع انطلاقة أول صرخة ” سوريا بدها حريّة ” بدأ التراكم النضالي القديم لمجموعات قليلة من طالبي التغيير ينتج تأثيره على الشعب وبدأت حركة التغيير في كل المفاهيم تأخد مجراها , ومع انطلاقة صرخات التضامن بين المدن والمناطق السورية تجذّر هذا التغيير . اختلفت علاقة الشعب ببعضه اختلافا كليّاً , تغيرت العلاقة بين الرجل والمرأة , بين الأهل وأبنائهم.بين المثقف والسياسي والفنان والاقتصادي والشعب, قرر السوريون المشاركة بصنع القرار والسياسة ومستقبله بعدما حرموا منها خمسون عاما, تحّرر السوريون من شكل النظام السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي والاجتماعي الذي حكمهم خمسون عاما . ولن يعود السوريون للخضوع له مهما حصل , تغيرت البنية بشكل كامل, وتأخر تغيير السلطة الباقية بقوة الحديد والنار لن يعني بأي حال أن الثورة تنظر انتصارها, تغيير السلطة يعني تتويج هذا الانتصار.
ثورة الشعب السوري انتصرت هذه حقيقة واضحة كالشمس , الشعب السوري اليوم شعب حيّ فاعل خلاّق حرّ يجترح المعجزات لأنه ببساطة شديدة أثبت أنه …… اسطوري.
محام وناشط حقوقي
