زملاء

أحمدسليمان : سان فالنتاين…ما هكذا تَغُشّنا يا رجل


بغيرة وحسد لا مثيل لهما ، أطالب جدنا السان فالنتاين للخروج من معبده كي يعلن الرابع عشر من فبراير عيداً لمعشوقتنا التي في الأرض وفي الأبد … سوريا ، لها من قلوبنا المُحتلة حدائق وورود حمراء .

 

على شرفك أدخن السيجار، سأدخن السيجار إذاً،

كي أبلغك بأنني لست من تسره فكرة انتظار يومك،

يوم يقاسمني فيه مواء القطط،

ولست من تشيط نفسه بعشيقات أفلسن وهن مغرمات خارج العفة،

وهن يلمسن نومك يا جدهن الآفل.

لنقل ليومك العشقي هذا تباً،

وللظنون والأناشيد التي لا تكف بحديثها

عن طلوع الفجر وعن العشق الذي دعوت إليه وضاق بنا.

فلك أن تبتهج حين نوبخك

على فعلة تميت النفس وتتلف الوقت والأعياد المتبرجة،

ولنا أن نُبصر محياك ومُريديك،

بينما تجوب في الشانزليزيه لتخطب بالجموع

من أبراجك الوثنية،

داعياً إلى طقوس شيدتها بحرارة دمك المسفوح

على مائدة معشرك الكنسي

ويبصق عليك قساوسة خذلتهم بفعلتك.

أتذكر ماجنات مررن قبل أعوام في كوابيسي

وأوقظ جان بوديار كي يتلو عليك وصاياه العشرة في الاغراء،

وأتلو عليك بدلاً منه،

كي لا تلهينا يا رجل،

كي لا تغرينا وتغشنا برهبتك وأنت المُبصر في الخيانة،

صاحب أسرار وغرابة

تبحث عن ضحاياك وأنت كناية عن جبان

تستحوذك فكرة الموت عشقاً

وتميت العالم بنزعتك العشقيّة في اليوم الذي منذ أزل.

 

ههنا أرسم بقعة على مقاس هيكلي،

ثم أبصق على اثنين وثلاثين عاماً مرت بجسدي

كي تكف عن خذلاني في مطلع كل عام،

تخذلني حتى بلوغي الرابعة والستين.

يا كهل الأكاذيب والأوثان،

ما هكذا يا رجل ؟

 

تتلصص على نسوة يفكرن بتوحدي الأعمى.

لا بأس على أية حال،

عليّ أن أبارك إناثاً أخريات،

كمثلك اليوم ذاك في الريف الفرنسي قبل أعوام،

أجوب الهياكل المرسومة والمعابد

والكهنة المزيفين

كمثلك أقف على جنبات الطرق

بينما أُبصرك تهرول خلف البط الموزع قرب البيوت..

ثم أهرول على مسافة تحاذيك

كي أخذلك حين أوزع الورود والعناقات السحرية

ولهاثاً ما عهدته في عيدك المنهزم،

لهاثاً كاملاً للعشاق أيها الكهل،

ليس على شاكلة عمرك الصدئ المتروك

على وجل ووقار محبيك

ولمضارب اللهو والتعبد الباذخ

ثم تلهو بنفسي الخربة، بغبار لحيتك الكثة تلهو،

فلست الذي أنظر إليك إلا كتعب محموم

يجعلني كي أدخن، ملء العين أدخن،

وتدخن كما أفعل أيها الكهل،

بريبة أقل وافتتان منهزم، وتُغرم بدعوتي كعيني حين شحت،

من رمق أنثاي الضئيلة،

ثم تطفو كما حياتي في البهاء المُرّ،

وتشلحني نظرتك والغيرة المعهودة بوقار

أخاّذ وأغرم بما سلبتني إياه من توّحد وبصيرة للرجاء،

ثم أترك جسدي يتذكر خلوته قُبيل عيدك الباذخ

كي لا يبارح مطرحه بينما أدخن السيجار،

كي أفهم مزاجك المتصابي كنارك المطفأة،

أدخن بشهوة وبعري كي لا أحتفل بعيدك أيها القس الذبيح،

أكلتني الفكرة يا رجل،

وذبحني طعم الذي يضمر في روحي ولا يهدأ،

 

سأدخن بعد أن حشوت السيجار

من هذا الذي يجعل الرأس بليداً،

ثم أشعر بسلطانٍ يجلس في مخيلتي،

أدخن كي لا يبارح سلطاني مطرحه

وأبارح إلى أمكنة تفسد النوم وتحفل بالظنون.

هذي ذئاب المدينة تحرك أفئدة تبلّدت ،

 

فيا ذئب تغويه الفكرة والتعبّد، أكلتنا الثعالب يا ذئب،

أحري أن نوقظ العشاق بعيداً عن لهوهم ؟

وأفهم بعد مليوني مرة بأن عيدك بلا طعم يا رجل،

إلا أنه يغوي النسوة المتصابيات،

يغوي الصبية والمتصابين،

يغويني أحياناً حين لا أدخن السيجار،

حين أبحث عن سلطانٍ أجلسه في مخيلتي.

 

فلست من تغويه فكرتك،

لأنني في كل لحظة أعشق أنثاي،

بوسعي أن ألوذ بعناق شهي لأعوام أُخر،

فلك عيدك أيها الآفل،

ولنا تعب يواريك وخصال لا يفهمها

بني تربك،

وهم مُضلّو سواي،

منهم من ذهب إلى خلوتك،

ومنهم من تنوء نفسه في التراب

 

ثم أحتفي بكمشة نجوم،

وبقطعة شمس ترتجف.

ضاقت بك عيون القطط

فأعلنت نكاحها المحموم

في عيدك أيها الناسك الأبيض.

 

ما دهاك يا ذئب،

فطنتك الضليلة هكذا

قساوسة حرمتهم جل سعادتهم

بينما تبايع معشرك الكنسي

تموء بدلاً من تعبّد خيّبك

وتحزن على قطط المدن الذبيحة،

ها أنذا أمسك السكين كي أذبح طيفك.

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق