أحمد سليمان

أحمد سليمان: نقاش حول مسودة قانون الموت الرحيم في ألمانيا

يهدف الجانب النهائي من الجلسات الاستشارية إلى التأكد من سلامة الشخص وتوفير ضمانات لعدم استغلال الموت الرحيم

تثير قضية الموت الرحيم حالياً جدلاً في ألمانيا بخصوص الحالات الطبية التي يعتبر الأمل في شفائها ضئيلاً. يتم اعتبار القرار النهائي للشخص الذي يفكر في إنهاء حياته بعد خضوعه لجلسات مع أطباء نفسيين وفق القضية المطروحة في ألمانيا .
في عام 2015 تم تفعيل المادة 217 بغرض الحد من عمل الجمعيات التي تهدف إلى تقديم المساعدة للمرضى الراغبين في الانتحار. يقوم القانون بمعاقبة المخالفين بالسجن لفترة تصل إلى ثلاث سنوات أو بفرض غرامة مالية. واليوم ، يعود للنقاش من خلال مسودة مشروع قانون قدمه عدد من البرلمانيين بهدف تشريع قانون “الموت الرحيم” في ألمانيا.

كما نعرف ان الموت الرحيم (أو الموت الرحيم الاختياري) هو مصطلح يُستخدم لوصف عملية إنهاء حياة شخص مريض بشكل متعمد، بناءً على طلبه الخاص، بهدف تخفيف معاناته المستمرة والمرتبطة بحالته الصحية. تمت مناقشة هذه المسألة في العديد من البلدان وتختلف الآراء بشأنها بين مؤيد ومعارض.

تنطوي النقاشات حول الموت الرحيم على العديد من الجوانب الأخلاقية والقانونية والطبية. يحتاج الموضوع إلى اهتمام دقيق وتنظيم لضمان سلامة الأفراد وحقوقهم. لهذا السبب، تقوم بعض البلدان بوضع إجراءات قانونية صارمة تحدد الشروط والمعايير التي يجب توفرها لتطبيق الموت الرحيم.
واحدة من هذه الإجراءات المقترحة هي مشروع قانون يشمل عددًا من الجلسات الاستشارية والتقييم النفسي. من جهتي ، أشجع الخضوع لما يصل إلى ثماني جلسات بدلاً من الجلستين اللتين حددتهما مسودة المناقشة في ألمانيا. يجب أن يخضع الشخص لفحص دقيق مع أطباء نفسيين أو مستشاري الصحة العقلية.

تهدف هذه الجلسات إلى تقييم الحالة النفسية للشخص والتأكد من أن قراره مستند إلى استنتاجات صحيحة ومدروسة.
كما نعلم ان عدد الجلسات الاستشارية المطلوبة يختلف من بلد لآخر وقد يتم تحديده في القانون أو السياسات المحلية. ومع ذلك، فإن الغاية من فترة زمنية من الجلسات النفسية تحقيق الأهداف التالية:

التأكد من استقلالية واختيارية القرار
يُساعد الشخص على فهم البدائل عند التفكير في الموت الرحيم، من المهم أن يكون القرار مستقلاً ومبنيًا على إرادة الشخص المعني. يتعين على الأطباء النفسيين أو المستشارين التأكد من أن الشخص ذو قدرة كاملة على اتخاذ القرار وأنه ليس تحت تأثير الضغوط الخارجية أو العوامل النفسية المؤقتة.
تقييم الحالة النفسية
يتعين على الأطباء النفسيين تقييم الحالة النفسية للشخص وفحص أي اضطرابات نفسية قد تؤثر على اتخاذ القرار. يتم التركيز على تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من اكتئاب حاد أو اضطرابات نفسية أخرى قد تؤثر على قدرته على اتخاذ قرار مستنير.
توفير الدعم النفسي
يمكن للجلسات الاستشارية المتكررة تقديم الدعم النفسي اللازم للشخص المهتم بالموت الرحيم. يتم خلال هذه الجلسات مناقشة العواطف والمخاوف المرتبطة بالحالة الصحية والقرار المطروح، مما يساعد الشخص على توجيه مشاعره وأفكاره بشكل أكثر وضوح.
توجيه بدائل أخرى

قد تساعد الجلسات الاستشارية في استكشاف البدائل الأخرى الممكنة للشخص، وتوجيهه نحو خيارات دعم الحياة الأخرى مثل الرعاية العلاجية أو العناية المركزة أو العلاج الألماني. يعزز هذا التقديم للبدائل والحلول البديلة مبدأ الاحترام لحياة الفرد وإعطاء فرصة للتفكير العميق والمناقشة المفصلة.
مراقبة السلامة والمسؤولية:
يهدف الجانب النهائي من الجلسات الاستشارية إلى التأكد من سلامة الشخص وتوفير ضمانات لعدم استغلال الموت الرحيم.

تقييم طبي متخصص
بالإضافة إلى الاستشارة مع أطباء نفسيين، يجب أن يشمل العمل بالموت الرحيم تقييمًا شاملاً من قبل فريق طبي متخصص يشمل أطباء وخبراء في المجالات ذات الصلة. يتم تقييم الحالة الطبية للشخص وضمان أنه يعاني من مرض غير قابل للشفاء وأنه يعاني من آلام أو معاناة لا يمكن التخفيف منها بشكل ملائم.

وجود إجراءات قانونية صارمة
يجب أن تكون هناك إجراءات قانونية دقيقة تحكم عملية الموت الرحيم، تحمي حقوق الأفراد وتوفر ضمانات منع الاستغلال. يمكن أن تشمل هذه الإجراءات شروطًا ومعايير صارمة لتطبيق الموت الرحيم، بما في ذلك متطلبات الجلسات الاستشارية والتقييم النفسي والإجراءات القانونية لتوثيق وتنفيذ القرار.

التوعية والتثقيف
من المهم توفير التوعية والتثقيف حول الموت الرحيم للجمهور والمجتمع الطبي. يجب أن يتم توضيح الأطر القانونية والأخلاقية والطبية للموت الرحيم، وذلك لتجنب الخطأ في التفسير وضمان فهم صحيح للقضية.
تهدف هذه الإجراءات الإضافية إلى ضمان أن قرار الموت الرحيم يتم اتخاذه بشكل مستقل ومدروس، وأن الشخص المعني يحصل على الدعم اللازم ويتم حمايته من أي انتهاكات أو استغلال.

أحمد سليمان

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق