فابيوس يعتبر جنيف2 الفرصة الأخيرة لسوريا
قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن مؤتمر جنيف2 يعتبر “الفرصة الأخيرة” لحل الأزمة السورية، مؤكدا أنه قد يعقد في يوليو/تموز المقبل، في حين عرقلت روسيا السبت إصدار مجلس الأمن الدولي بيانا بشأن الوضع في مدينة القصير بريف حمص على الحدود اللبنانية السورية.
وأضاف فابيوس، في مقابلة مع إذاعة “أوروبا 1” ووسائل إعلام فرنسية اليوم الأحد، أن مؤتمر جنيف2 -الذي دعت له روسيا والولايات المتحدة الشهر الماضي عقب محادثات بين وزيري خارجيتيهما- هو في نظره “الفرصة الأخيرة للتوصل إلى تسوية سلمية” للنزاع الدائر في سوريا منذ منتصف مارس/آذار 2011.
رفض مشاركة إيران
وكان من المتوقع أن يعقد هذا المؤتمر في وقت لاحق الشهر الجاري، إلا أن فابيوس رجح تأجيل موعده إلى يوليو/تموز المقبل، وعزا ذلك إلى ضرورة الاتفاق على جدول أعمال المؤتمر وإلى كون المهلة المتبقية قصيرة جدا، خصوصا بالنسبة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كي يختار ممثليه.
وكان الائتلاف أكد على شرطي رحيل الرئيس بشار الأسد ووقف الأعمال العسكرية لقوات النظام ومقاتلي حزب الله اللبناني وإيران في سوريا، من أجل المشاركة في مؤتمر جنيف2.
وجدد فابيوس رفض فرنسا مشاركة إيران في المؤتمر، وقال إنه “من غير الممكن إحضار أشخاص معادين للسلام إلى مؤتمر عن السلام”، معتبرا أن إيران تعارض فكرة حكومة انتقالية في سوريا.
وأضاف أنه “إذا شاركت إيران فإنها ستقول: سنقدم تنازلات في الشأن السوري شرط أن تتركوا لنا القنبلة الذرية”، في إشارة إلى البرنامج النووي الإيراني الذي تقول دول غربية إن له أهدافا عسكرية في حين تؤكد إيران أن أهدافه طبية وسلمية.
عرقلة روسية
من جهة أخرى عرقلت روسيا السبت إصدار مجلس الأمن الدولي بيانا يعرب عن القلق من الحصار الذي يفرضه الجيش السوري النظامي المدعوم بعناصر من حزب الله اللبناني على بلدة القصير بريف حمص.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن دبلوماسي في المجلس طلب عدم نشر اسمه قوله إن روسيا أعاقت مسودة البيان قائلة إنه “ليس من المستحسن إصدار بيان لأن مجلس الأمن الدولي لم يفعل ذلك عندما سيطرت المعارضة على القصير”، وأكد دبلوماسي آخر هذه التصريحات.
مجلس الأمن الدولي فشل يوم أمس في إصدار بيان بشأن الوضع في القصير (الفرنسية)
وكانت بريطانيا -الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي- قد وزعت أمس السبت مسودة بيان على أعضاء المجلس “يبدي القلق العميق إزاء الوضع في القصير بسوريا، ولا سيما تأثير القتال الدائر على المدنيين”.
وحثت أيضا مسودة البيان -وفق ما ذكرت رويترز- القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي المعارضة على “بذل أقصى جهدهم لتفادي سقوط ضحايا من المدنيين، وأن تمارس الحكومة السورية مسؤوليتها لحماية المدنيين”.
ودعت المسودة حكومة الأسد إلى “السماح لعناصر إنسانية غير متحيزة، ومن بينها وكالات الأمم المتحدة، بالدخول فورا وبشكل كامل ودون إعاقة للوصول إلى المدنيين المحاصرين في القصير”، التي تتعرض لهجوم يشنه الجيش النظامي السوري يسانده مقاتلو حزب الله منذ 19 مايو/أيار المنصرم.
وقال دبلوماسيون إن روسيا أبلغت أعضاء المجلس أن أفضل السبل للتعامل مع سوريا هو من خلال الدبلوماسية المكثفة، ولكن أحد دبلوماسيي المجلس أشار إلى أن روسيا تواصل بيع السلاح لحكومة الأسد.
واتهمت موسكو بدورها الحكومات الغربية والعربية الخليجية بتقديم المال والسلاح وأشكال الدعم الأخرى لمقاتلي المعارضة، وهو ما أعلنته أيضا حكومة الأسد مرارا.
المصدر:الجزيرة + وكالات