د. خولة حسن الحديد : من يختصر تاريخ الفرس و الإيرانيين بالملالي كمن يختصر تاريخ سوريا بآل الأسد

عبر التاريخ .و منذ كتب ” هيردوت ” أول مؤلفات لتاريخ البشرية .كان الفرس أصحاب حضارة .و أصحاب أطماع توسعية في الوقت نفسه ككل الحضارات القديمة . صارعوا من أجلها الرومان و اليونان و الذين كانوا أقطاب العالم القديم .و زاحمتهم الحضارة الفارسية للاستيلاء على مناطق واسعة وصلت من المحيط للمحيط . و بعد الإسلام برزت أيضا الحضارة الفارسية بوجهها الإسلامي . و قدمت للحضارة الإسلامية اهم العلماء و حتى علماء اللغة العربية . من سبيويه لأبو الأسود الدؤولي وغيرهم ممن وضعوا غالبية قواعد اللغة .. للمنمنات الإيرانية الإسلامية التي قدمت كثير من العلوم و الآداب و الأساطير بشكل فني رائع . و في الخمسين سنة الأخيرة. نعم هناك فن إيراني مميز في السينما و التشكيل و الأدب بكل أنماطه . و هناك علماءإيرانيين كثر . إيران و بلاد فارس لا يمكن اختصار تاريخها بالملالي خلال 40 سنة فقط !! و إلا علينا القبول باختصار تاريخ سوريا بحكم آل الأسد أيضا!! ….. معرفة الآخر و الاعتراف بمنجزاته الحضارية جزء مهم للتفوق عليه ومقارعته . أما السخرية منه و إنكار كل ذلك فهذا أسهل شيء ممكن نعمله . و كل ذلك لا يبرر لهم إجرامهم الحالي .و لا يجعل جرائمهم أقل فظاعة من غيرهم . .. لكن علينا الكف عن طريقة التفكير ب” هوشة العرب ” و الانفعال غير المُجدي .بينما هم يتقدمون نحو أهدافهم بقوة و ثقة رغم كل إجرامهم !! علينا التفكير بطريقة مواجهتهم بسلاحهم نفسه و مقارعتهم بأدواتهم كلها حتى المعرفية منها . .. وإلا سنكون في خبر كان . و شخصيا نعم أنا معجبة بالمنمنمات الإسلامية الإيرانية . و بسينما محمد مجيدي. و بأعمال التشكيلي محمد بهرامي التي رفع فيها الإسلام إلى مصاف عالمية في أوساط الفن العالمي .. الإيرانيون سيبقون في المنطقة إلى الأبد و نحن أيضا . المهم كيف نوقف أطماعهم التوسعية . وليس كيف ننكر منجزاتهم العلمية و الأدبية و الفنية؟؟ . تراها هي أسهل شغلة .. أكيد محمد مجيدي و محمد بهرامي و عدة شعوب إيرانية منها الأذرية و البلوشية الكردية و العرب و الأفغان و كتار من الفرس الأصليين ليسوا هم لواء أبو الفضل العباس !!