زملاء

معارك عنيفة الى جانب إغلاق مطار دمشق وقطع الاتصالات

يواصل خبراء من حلف شمال الاطلسي زيارتهم الاستطلاعية على المواقع التي قد ينصبون فيها صواريخ باتريوت طلبت الحكومة التركية نشرها على الحدود مع سوريا

من جانب آخر  أقفلت السلطات السورية أمس طريق مطار دمشق الدولي جراء اعمال العنف المستمرة في مناطق قريبة من العاصمة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد «اغلق طريق مطار دمشق الدولي بسبب استمرار الاشتباكات والعمليات العسكرية في بلدات تقع على اطراف الطريق». واكد سكان في العاصمة السورية ان سلطات المطار اكدت لهم اغلاق الطريق، مشيرة الى انها لا تعرف موعدا لاعادة فتحها. ويقع المطار على بعد نحو 27 كيلومترا الى جنوب شرق العاصمة، وتقطع طريقه منطقة الغوطة الشرقية القريبة في ريف دمشق الذي يتعرض لعمليات عسكرية متصاعدة في الفترة الاخيرة. وكان المرصد اشار أمس الى تحليق للطيران الحربي السوري فوق الغوطة التي تتعرض مناطق للقصف. وتحاول القوات النظامية السيطرة على معاقل للمعارضين واقامة شريط حماية يمتد على حوالى ثمانية كيلومترات حول العاصمة، بحسب ما يقول مصدر عسكري سوري.

وفي العاصمة ايضا، تزامنت اشتباكات بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس بين حي الحجر الاسود ومخيم اليرموك مع سقوط قذائف على المنطقة.

وأعلن ناشطون سوريون في ساعة مبكرة من صباح أمس أن جرافات السلطات السورية بدأت في هدم المنازل فوق ساكنيها في حي اللوان بمنطقة كفر سوسة بدمشق وسط حملة دهم وقتل عدد من ابناء الحي. وقال ناشطون إن «حجم الإجرام لا يصدق إذ يتم القتل على الهوية الشخصية والجثث ملقاة في الطرقات ويتم دهم وترويع من تبقى من الأهالي في ظل وجود عدد من الجرافات التي تهدم المنازل وتجرف المكان في عدة اتجاهات». وأطلق الاهالي نداء استغاثة لكل من يستطيع المساعدة. وقال ناشطون إنه يمكن وصف ما يحصل بـ»حرب إبادة أو سياسة الأرض المحروقة في هذه المنطقة وغيرها من المناطق السورية».

وجرت مواجهات عنيفة فجر أمس بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة وبخاصة حول قاعدة وادي الضيف العسكرية في شمال غرب البلاد التي يحاصرها المقاتلون، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر المرصد في بيان «تدور اشتباكات عنيفة منذ فجر أمس بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف للقوات النظامية الواقع شرق مدينة معرة النعمان في ريف ادلب (شمال غرب)». واشار المرصد الى وجود «حشد للكتائب المقاتلة في محاولة لاقتحام المعسكر» لافتا الى «ترافق الاشتباكات مع قصف متبادل».

وفي مدينة ادلب، تدور اشتباكات حول حاجز الرودكو طريق ادلب-سبقين الذي انسحبت منه القوات النظامية مساء امس الأول بعد هجوم شنه مقاتلون معارضون، بحسب ما افاد سكان، مشيرين الى ان الهجوم هو الاول في هذه المدينة منذ اشهر. وقال أحد السكان أن الهجوم استهدف الحاجز المعروف باسم «حاجز معمل المخلل» على مدخل المدينة. وأضاف هذا الطالب الجامعي (27 عاما) ان مدفعية القوات النظامية «حاولت مساندة عناصر الحاجز عبر قصف مناطق تمركز المهاجمين».

وقتل 15 شخصا بينهم خمسة اطفال واصيب اكثر من عشرين شخصا آخرين في غارة جوية على احد أحياء مدينة حلب شمال سوريا، بحسب ما افاد المرصد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «سقط 15 شهيدا بينهم خمسة اطفال وسيدتان واصيب اكثر من 20 آخرين بجروح، جراء غارة جوية على حي الانصاري» الواقع في غرب حلب كبرى مدن شمال البلاد. واظهر شريط فيديو جانبا من الدمار الذي لحق بمبنيين مجاورين يتألفان من خمس طبقات، وادى القصف الى دمار كبير في الطبقات العليا لأحدهما.

وفي الشريط، يصل المصور راكضا الى المكان الذي استهدفته الغارة، ويبدو اشخاص يهرعون قبل ان يسمع صوت يصرخ «يا عمو»، ليظهر طفل مغطى بالغبار وممدد على الارض في ما يبدو انه مدخل المبنى. ويهرع شخص قائلا «تعوا شيلوا الولد (تعالوا احملوا الولد)» بينما يصرخ الطفل «الله يخليك يا عمو»، قبل ان يرفعه الرجل وتظهر آثار الدماء على الارض واصابة حادة في رأسه. كما اظهر الشريط اكواما من الحجارة والدمار والسيارات المحطمة في الشارع، حيث حاول عدد كبير من الاشخاص رفع الجثث من وسط الانقاض، مستخدمين اياديهم لازاحة الدمار.

إلى ذلك، اتهم ناشطون سوريون من طائفة الدروز السلطات السورية «بالوقوف خلف التفجيرات التي حدثت بجرمانا والتي أودت أمس الأول بحياة عشرات من أبناء البلدة وأكثر من مائة جريح». وقال ناشطون من الطائفة الدرزية ان «اكثر من 8000 شاب من الطائفة كانوا مطلوبين للالتحاق بجيش النظام للاحتياط العسكري في الآونة الاخيرة لم يلب الطلب منهم الا 12 فردا». وأوضح الناشطون، الذين أصدروا هذه البيانات على الانترنت أمس، ان «النظام أراد ارسال رسالة بالغة الاهمية الى الطائفة الدرزية، مفادها لن أترككم تعيشون حياة هانئة أو على الأقل سأعمل فيها شروخا تحتاجون زمنا طويلا للشفاء منها».

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس المقاتلين المعارضين في سوريا باستخدام اطفال في النزاع المسلح والعمليات العسكرية، داعية اياهم الى الكف عن ذلك، بحسب بيان للمنظمة التي تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان. وقال البيان «خدم فتيان في الرابعة عشر من عمرهم في ثلاث كتائب معارضة على الاقل (وعملوا) في نقل الاسلحة والمؤن والمراقبة»، مشيرة الى ان آخرين «يبلغون من العمر 16 عاما حملوا السلاح واتخذوا مواقع قتالية ضد القوات النظامية». ودعت المنظمة قادة المقاتلين المعارضين «الى ابداء التزامات علنية لانهاء هذه الممارسات، ومنع استخدام اي كان تحت سن الثامنة عشر لاغراض عسكرية، حتى وان تطوع هؤلاء بانفسهم». واوضحت المنظمة في بيانها انها قابلت خمسة مراهقين بين الرابعة عشر والسادسة عشر من عمرهم قالوا انهم عملوا مع مجموعات من المقاتلين المعارضين في حمص (وسط) ودرعا (جنوب) وبلدة خربة الجوز القريبة من الحدود التركية في محافظة ادلب (شمال غرب). واشار البيان الى ان «ثلاثة من هؤلاء يبلغون من العمر 16 عاما قالوا انهم حملوا الاسلحة، وواحد منهم افاد انه تلقى تدريبا عسكريا وشارك في مهمات هجومية». ونقلت عن ماجد (16 عاما) المتحدر من الخالدية في حمص قوله «كنت احمل رشاش كلاشينكوف واطلق النار على الحواجز العسكرية (…) للسيطرة عليها والاستحواذ على اسلحتها». ونقلت عن مراهقين في الرابعة عشر والخامسة عشر من العمر قولهما «انهما شاركا مع اولاد آخرين، في دعم الكتائب المعارضة عبر القيام بمهمات استعلامية او نقل الاسلحة والمؤن». ونقلت عن مركز حقوقي سوري قوله ان 17 فتى قتلوا جراء الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين وقوات نظام الرئيس بشار الاسد.

واصبحت سوريا الدولة الوحيدة في العالم تستخدم الغاما مضادة للافراد، بحسب ما جاء في التقرير السنوي للحملة الدولية لحظر الالغام الارضية الذي نشر أمس. وهذه هي السنة الثانية على التوالي تتهم هذه المنظمة غير الحكومية دمشق باستخدام الالغام المضادة للافراد، بيد ان الحملة اتهمت العام 2011 اسرائيل وليبيا وميانمار باستخدام هذا النوع من الالغام. واشار التقرير الى ان خبراء الحملة المكلفين مراقبة تطبيق اتفاقية حظر استخدام الالغام التي اعتمدت العام 1997 (اتفاقية اوتاوا)، حددوا «حتى تاريخه، حكومة واحدة استخدمت الالغام المضادة للافراد خلال سنة 2012، هي سوريا». واكدت الحملة ان الالغام ما زالت منتشرة في 59 دولة وست مناطق متنازع عليها. وحدد التقرير تحديات اضافية منها التزايد المضطرد لعدد ضحايا الالغام في دول عدة مثل ليبيا والسودان وجنوب السودان وسوريا، اضافة الى استخدام الالغام المضادة للافراد من قبل مجموعات مسلحة غير خاضة لسلطة الدولة في ست دول هي افغانستان وكولومبيا وميانمار وباكستان وتايلاند واليمن. وانتقد التقرير طلب الدول التي صادقت على الاتفاقية بتمديد اجل نزع الالغام، مشيرا الى ان ثلاثة دول هي بيلاروسيا واليونان واوكرانيا، ما زالت تخرق الشرط المفروض بتدمير مخزونها من الالغام خلال اربعة اعوام.

سياسيا، أعلنت وزارة الخارجية الاسبانية أمس ان الحكومة الاسبانية تعترف بالائتلاف الوطني السوري المعارض «ممثلا شرعيا للشعب السوري»، موجها دعوة رسمية الى رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب. وجاء في بيان للوزارة ان «الحكومة الاسبانية كما اعلنت وزارة الخارجية والتعاون تعتبر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية ممثلا شرعيا للشعب السوري». وصرح وزير الخارجية خوسي مانويل غارسيا مارغالو للصحافيين مساء الاربعاء ان مدريد ستعترف رسميا بهذا الائتلاف. وقال «اننا جميعا موافقون على وجوب ان يغادر (الرئيس السوري) بشار الاسد الحكم وان كان ذلك لاسباب انسانية». واوضحت الوزارة أمس ان هذا الاعتراف يأتي «تلبية لجهود فصائل مختلفة من المعارضة السورية لطرح خلافاتهم جانبا والاتحاد في مشروع مشترك»، مضيفة ان «شخصية احمد معاذ الخطيب كانت رئيسية للتوصل الى هذا التوافق».

وفي تركيا المجاورة يواصل خبراء من حلف شمال الاطلسي زيارتهم الاستطلاعية على المواقع التي قد ينصبون فيها صواريخ باتريوت طلبت الحكومة التركية نشرها على الحدود مع سوريا.

 عواصم – وكالات الأنباء ، بتصرف

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق