زملاء

أحمد سليمان : في غياب جلل

يأتيك هاتف في الرابعة صباحا من بريطانيا ، يقدم نفسه المتحدث بلهجة تونسية بأنه اميرا منتدبا ، ثم يطالب بمبلغ 200 ألف فقط . و يضيف : ( بما انك تعيش بأوروبا تكون الفاتورة باﻷورو ، أو نرسل لك رأس الولد ) .

المتحدث يقول بأنه يتكلم من سوريا ، الرقم مُشفر على بريطانيا ، تمنيت لو أجابني حين سألته ان كان يريد المبلغ ” مذبوحا ” على ” سنّة ” بشار أم على مبدأ ” اسلام بعثي ” لفصيل مخابرات ؟؟

على الفور اتجهت الى صفحة المخطوف ، لم اجد كلاما حديثا كأنه هجر الصفحة ثم تفحصت صداقاته ، دققت بالصور ، احاديث المعلقين ، نبشت خبرا يؤكد اختفاء رفيقهم ،حينها أخذت نسخة من الصورة ، ثم وضعت بضع كلمات أسفل الصورة وقمت بتوزيعها على صحب و رفاق موقف ونضال طويل .

قبل قليل بلغني عبر حديث على ” واتس أب ” ثم مكالمة هاتفية يطلبون مني إزالة المتعلقات الخاصة ببنيهم وصورته ، حزنت لهذا الطلب وبشدة ، لكنني في ذات الوقت تفهمت الموقف .

فمن لا يعيش تحت ضغط ” أمراء ” التفجير وسيوف الإرتزاق ، مؤكد انه لا يفهم اي موت يومي يرمي ابناء بلدي .. عدت افتكر ، انني أيضا صاحب حق كبير ، بالدفاع عن طفل حملته يداي النحيلتان قبل إثنان وعشرون عام ..انه ابن اختي المقدسة ، حزين عليه في هذا الغياب الذي من جلل .

سأنتظره هذا مؤكد ، كما تعودنا انتظار كثيرين من الذين تم إختطافهم غفلة في سوريتنا الذبيحة ، كثيرين تم استدراجهم ومن ثم قُطعت رؤسهم بإسم دين غريب عن كتب مقدسة ، بل غريب عن إله ووثن ، ثمة في بلدي من  طالهم التغييب القسري والإعتقال بسبب فكرة أو سوء تقدير وجهل فاضح  ، كما حصل مع المحامي إبراهيم الخليل ثم اﻷب باولو و فراس الحاج صالح وابراهيم الغازي .. وصولا لنشطاء التوثيق ، رزان زيتونة وسميرة خليل، وائل حمادة وناظم حمادي . وكثيرون من أبناء وطننا الذي بات في قبضة التطرف ، الى جانب عصابات استوردها بشار أسد ثم أفلتهم نحونا . ومازلنا في ذهول أمام مسقبل بات بيد المجهول .

أحمد سليمان www.opl-now.org

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق