سامنثا باور : مشروع القرار الروسي إلهاء للعالم عما يجري في شمال سوريا
استنكرت واشنطن مشروع القرار الروسي الذي قدمته موسكو في مجلس الأمن بشأن عملية عسكرية تركية محتملة بسوريا، ورفضته باريس، في حين أعلن المجلس تأجيل البت فيه إلى الاثنين المقبل.
وقالت المندوبة الأميركية الدائمة في مجلس الأمن سامنثا باور في مؤتمر صحفي، إنه كان يتعين على روسيا أن تطبق قرار مؤتمر ميونيخ الأخير القاضي بوقف “الأعمال العدائية” في سوريا “بدلا من تشتيت انتباه العالم”.
وأضافت أن ثمة حملة باستخدام القنابل على المناطق الشمالية في سوريا تضرب المستشفيات وتتسبب في تشريد جماعي لنحو سبعين ألفا، مشيرة إلى أن مشروع القرار الروسي “ما هو إلى لصرف الانتباه عن حقيقة أن لدينا بالفعل ما نحن بحاجة إلى أن ننفذه”.
وكانت روسيا قد دعت إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس حيث قدمت هذا المشروع الذي لا يذكر تركيا أو أي بلد آخر على وجه التحديد, لكنه يشدد على احترام كامل لسيادة سوريا، ويطالب بالوقف الفوري لأي قصف أو توغل عبر الحدود وكذلك التخلي عن أي محاولات أو خطط للتدخل الأجنبي البري في سوريا.
أما المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست فأعلن أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب تركيا في وجه ما وصفها بالاستفزازات الروسية، داعيا الطرفين إلى تجنب التصعيد.
من جهته حمل السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر موسكو مسؤولية “التدهور الخطير” في سوريا. وردا على سؤال صحفي عما إذا كان مشروع القرار الروسي -الذي يندد بالنشاطات العسكرية لتركيا- يمكن أن يُعتمد، قال ديلاتر “بشكل واضح.. لا”.
في المقابل، قال فلاديمير سافرونوف نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة للصحفيين بعد جلسة مجلس الأمن، إن وضع قوات على الأرض من شأنه أن “يقوض كل القرارات الأساسية” التي اتخذت حتى الآن لإنهاء الصراع، وإن روسيا ستصرّ على دفع مشروع القرار قدما.
تأجيل
بدوره، قال رئيس مجلس الأمن الدولي رافائيل كارينو مساء الجمعة إن أعضاء المجلس توافقوا على تأجيل تحديد مصير مشروع القرار الروسي إلى الاثنين المقبل، وذلك للاطلاع على مواقف دولهم وماذا سيتم بشأن المشروع.
وردا على أسئلة صحفيين بشأن موقف المجلس من اتفاق “وقف الأعمال العدائية” الذي تم التوصل إليه في ميونيخ قبل أسبوع وكان يُفترض دخوله حيز التنفيذ أمس الجمعة، قال كارينو إنه “لا يوجد اتفاق في المجلس على وقف إطلاق النار، وسندعو إلى عقد جلسة طارئة للمجلس إذا تصاعد الموقف إلى الأسوأ في سوريا”.
وفي بروكسل، قال بيان مشترك صدر عقب اجتماع القمة الأوروبية إن “المجلس الأوروبي يدعو النظام السوري وحلفاءه إلى التوقف فورا عن مهاجمة جماعات المعارضة غير الإرهابية، وهو ما يهدد احتمالات السلام ويفيد داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) ويحرك أزمة اللاجئين”.
وقال البيان إنه لا بد من وقف القتال فورا، وأن يشمل ذلك أي طرف يشارك حاليا في عمليات عسكرية أو شبه عسكرية لم تصنفه الأمم المتحدة على أنه جماعة إرهابية.
كما أدان زعماء الاتحاد الأوروبي في البيان قصف البلدات السورية، ودعوا إلى وقف قصف المناطق المدنية القريبة من حلب والحدود السورية مع تركيا.
المصدر : الجزيرة + وكالات