زملاء

غسان المفلح يكتب عن الزارة السوداء والزارة البيضاء

o
بتاريخ 12/5/2016 انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، لمجموعة مسلحة هاجمت قرية الزارة شمال شرق منطقة الحولة. سكانها من العلويين. الصورة بشعة بالطبع، وهي ترينا مقاتلا يضع قدمه على جثة امراة، وقتل المدنيين في القرية جريمة أي كان مرتكبها. هذه اعمال مدانة أخلاقيا. لهذا ادانها الغالبية العظمى من ناشطي الثورة، قبل حتى ان يخرج أي تصريح من قبل جماعة الأسد. في شريط مصور أيضا اعلن هؤلاء المسلحون انهم فعلوا ما فعلوه انتقاما لحلب. رغم أن حلب لم تنم نتيجة لفعلتهم الشنيعة هذه.
حلب وغير حلب من المدن التي دمرتها الاسدية، لا تريد انتقاما على هذه الشاكلة. علما أن قسما لا بأس به من رجال قرية الزارة هذه، قد شاركوا بارتكاب مجازر الحولة مع “حزب الله” وغيرها. هنالك قرية أخرى تتبع لناحية تلكخ محافظة حمص، وما ادراك ما حمص. واغلب سكانها من التركمان، ارتكب فيها شبيحة الأسد افظع الجرائم. لم تجد من يسعفها من معظم الأصوات، وخرجت تظاهرات فيسبوكية ادانة واحتجاجا على ما حدث في زارة العلويين. شبيحة الأسد هنالك داسوا مرات عدة على الأطفال والنساء. ونهبوا بيوتها وقتلوا من استطاعوا إليه سبيلا من السكان التركمان. ما حدث في زارة التركمان ابشع بعشرات المرات مما حدث في زارة العلويين. لو حسبنا الحسبة كما يقال “السوريون يقتلون ويقتلون على مذبح كرسي الاسدية الدموي والفاشي والطائفي”. الزارة التركمانية كانت الزارة السوداء لم يهتم دعاة أن العلويين الاسديين يقتلون لانهم خائفون من السنة بها. كأن جرائم الشبيحة هي نفسها جرائم بيضاء. بين زارة التركمان السوداء وزارة العلويين البيضاء اسدية تقتل الجميع. دخلت على صفحات الكثيرين ممن ادانوا ما حصل في زارة الحولة، لم اجد أي تضامن حتى مع حلب. هؤلاء لم اسمع منهم كلمة واحدة عما ارتكبته المليشيات الإيرانية والقومية السورية والاسدية من مجازر في قرية الزارة التركمانية. ازدواجية المعايير. عبارة ممجوجة ولا تصلح هنا في قتلنا كسوريين. ليست ازدواجية معايير بل معيار يتلون. عندما تحدث مجزرة بشعة على يد الاسديين مجزرة لا تقبل التأويل، يتحدثون بعموميات. أما اذا حدث كما حدث في قرية الزارة العلوية، يا لطيف الطف. تصبح المجازر مناصفة بين المسلحين والأسد. بعد المناصفة ينتظرون صورا اخرى كي يبرؤوا الأسد. الغاية السياسية في النهاية من وراء هذا اللغط المعياري، نقطتان: محاصرتنا كسوريين بخيار الأسد. النقطة الثانية تبرئة القاعدة الطائفية للاسدية. من جهتي فيما لو سقط الأسد، سأبرئ كل السوريين ماعدا عائلة الأسد. لكن التبرئة هنا تأتي على أرضية استمرار قاعدة الأسد في قتل السوريين. لست مضطرا في كل مرة اكتب عن بعض الأمور واسمي الأمور بمسمياتها كما ازعم، انها مسمياتها، لابد أن اقدم كشف حساب انني لست طائفيا. لكنني منذ فترة ازعجني سؤال “لمن اقدم كشف الحساب هذا؟” تبين لي أنني اقدمه لاناس معظمهم لا يريدون حتى الاعتراف ان هنالك تمييزا طائفيا في مؤسسات الجيش اللاوطني الاسدي. فكيف يمكننا ان نقترب من بعضنا مادام أن مثل هذه المعلومة لانزال نختلف حولها. رغم ان اصغر طفل سوري يعرفها. ساقول لصديق عزيز علي من عاش تحت نير مموه سرايا الدفاع والوحدات الخاصة في يومياته، يعرف تماما ما هي الاسدية دون تنظيرات. ما حدث في الزارتين جريمة وهو قتل للسوريين على مذبح العصابة الاسدية الحاكمة ومادامت هذه العصابة موجودة سيبقى قتل السوري للسوري سهلا.
كاتب سوري 

السياسة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق