زملاءس. ن : شاهد عيان

لبنان بمهب ورثة المحاصصات الإنتخابية

دخل كثيرون نعيم السلطة اللبنانية بحجم مالي متواضع ليخرجوا منها بثروات باهظة، ومن السياسيين خاصة، فالسياسة في لبنان مجرد سلم لتحقيق المصالح المالية من مال الدولة المهدور، وهي بالنسبة لهم بمثابة وجاهة وسلطة تُضاف إلى ثرواتهم.
كما يفيد المحللون والمراقبون السياسيون بأن دعم حركة أمل في الجنوب وبيروت بدأ ينحسر، وبل يتراجع، وبحسب ما نرى بأم اعيننا أن السبب الرئيس هو تراجع صدقية زعيم حركة أمل ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري(المُشرّع الأول، والسبّاق للفساد المستشري في الكيان السياسي اللبناني الحالي، وكلما ازداد تسلّطه على رئاسة المجلس النيابي اللبناني ازدادت سرقاته وفساده.
كما نرى بأن بري الفاسد، هو الشريك الأصغر لنصر الله، وجُلّ ما يفعله أنّه ينفّذ بتقنية عالية محنّكة ما يطلبه منه نصر الله، وبالتالي صفة الفساد المُستشري التزمت به كلازمة لا تفارقه، وبل لحقت به. في حين يرى البعض لابدّ من إنشاء حركة سياسية شيعية تمثّل النمط الثالث، ذلك أن المثقفون الشيعة لم يكونوا يوما مع حزب الله، أو ميلشيا حركة أمل. ومن المعروف وبل المؤكّد أن عائلة بري تملك حوالي خمسة مليارات دولار، وكما يفيد بعض المقرّبين منه سابقا بما معناه بأنّه تعرّف على بري عام 1990 وكان حينها يسكن في شقة مستأجرة! وبعد ذلك بقدرة قادر وبفساد مستشر أصبحت عائلة بري هي أكبر من مالكي للأراضي في جنوب لبنان. وكما هو معروف أن بري يتلقّى 400000 دولار أمريكي من ايران يغدق ربعًا منها على مناصريه وعصابته، ويحتفظ بالباقي لنفسه هذا على ذمة أحد كبار القادة في حركة أمل سابقًا، وقد تمّت تصفيته لاحقًا. في حين حزب الله كان ومايزال يؤكّد لهم بأن الحزب حصرًا يستطيع حمايتهم من السنة، والمسيحيين، والدروز.

وهنا لا بدّ من ذكر شركات نبيه بري وعائلته. نبيه بري الرجل الشيعي الأول في السلطة اللبنانية منذ بدايات اتفاق الطائف، وتمّ انتخابه خلفا لحسين الحسيني في عهد الرئيس اللبناني الراحل الياس الهراوي، وصار واحدًا بل ركنا أساسيا من أركان (الترويكا) الفاسدة الحاكمة، وشريكًا لرئيس الحكومة اللبناني الأسبق المغدور رفيق الحريري(تم استهدافه عبر تفجير موكبه بمخطط غامض نسج خيوطه حزب الله) ومع أميل لحود الرئيس اللبناني السابق حاول بري جاهدًا إمساك العصا من الوسط بين الخصمين، رئيس الجمهورية، ورجل الإستثمارات الصيداوي رفيق الحريري، واستطاع الصمود بثبات بوجه ثورة الرابع عشر من آذار ليصبح رئيسا للمجلس النيابي مع الرئيس التوافقي ميشال سليمان.
يصنّف بري بأنه من أكثر الساسة اللبنانيين دهاء وحنكة، وخبرة موهومة في تفكيك ألغاز الوضع اللبناني، وبل حتى النفاذ في أوحاله، ومطرقته التشريعية يحسب لها ألف حساب سواء من هم في خطه السياسي، أو من خصومه، ويفتخر ويتباهى كطفل بأنه الوحيد القادر على تدوير الزوايا، وتسنين القواعد المستعصية، وهذا ما يثير الخوف والريبة في عقول شركائه الفاسدين.
نبيه بري يلعب دورا منفردا ويترأس حركة أمل التي من المفترض أن تستولد قيادات حزبية تساعد الرأس في إدارة بعض الشؤون المحلية والسياسية، ولكن العارفين بميليشيا حركة أمل بري يعلمون جيدا أنه يختصر اكثر من رجل في شخصيته، ومساعده علي حسن خليل هو من يمسك ملف التواصل مع القوى السياسية اللبنانية، وشقيقه محمود له دور بارز في بعض المهمات المشبوهة. لغاية يومنا هذا لا يبدو بري في صدد تحضير وريث سياسي له ليكمل مسيرته الفاسدة.
والآن لابدّ من استعراض ابناء بري الفاسدين مثله:
مصطفى بري، وهو الأبن الأكبر لبري، وهو بعيد عن الشأن العام والتزاماته، ومتفرّغ تمامًا للـ (بيزنيس) خاصة في مجال التعهدات، ويحيل كل ملفات الخدمات الى شقيقه عبد الله.
عبد الله بري واسمه الأكثر انتشارًا بين أبناء رئيس المجلس النواب، وبل هو أقواهم، ويدير أعماله المريبة، وله دوره الخاص في الشأن العام، وله كلمته في الشؤون الإجتماعية في الجنوب، وقد حُكيَ قبلا عن تولّيه منصبا قياديا في حركة أمل تمهيدًا لتسليم رئاستها من والده.
باسل الأصغر بين أخوته، وهو متخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت، ورسّخ وضعه في مكتب الشباب والرياضة في حركة امل بدعم من والدته رندا بري، والتي تعتبر الرقم 2 في حلقة الرئيس بري الفاسدة، وتعتبر رندا أحد، وأبرز مفاتيح الوصل والربط لدعم عود ابنها الشاب، والذي لم يبدِ لغاية الآن رغبته في العمل الحزبي، ولكن والدته تعمل بجدية على دعكه في العمل السياسي ليكون وريث الإمبراطورية البرية الفاسدة.
رندا بري تحتل تحت عنوان رئاستها للجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين نجحت في توسيع حراكها الاجتماعي، والخدماتي، والسياسي والاستثماري، وهي تدير شركات من الإستثمارات في لبنان والخارج بمساعدة أشقائها، وهي تتدّخل في كل شاردة وواردة، وكلمتها مسموعة في عين التينة مقر مقام نبيه بري، وحتى لها رأي في الإستحقاقات كافة نيابية، حكومية، بلدية وادارية حتى، ويجزم العارفون بكواليس الرئاسة اللبنانية من يتقرّب إلى رندا بري ينجح، ويكون مؤهلًا للترفع في الوظيفة، أو حتى في المكانة السياسية.
وحتى اللحظة يدير بري السياسة في مساكنه المتعددة حيث يتنقّل بين بربور(مقر قيادة ميليشيا حركة أمل)إلى عين التينة، ومرورا بالمصيلح، والفيلا البحرية في بلدة القاسمية الجنوبية، وهو محاط بدائرة ضيقة جدا مُقرّبة منه.
الثابت أيضا أنه في منطقة اليهودية، رئيس مجلس النواب بري يعتبر من أكبر محتلّي الملك العام، ومن أكبر المعتدين على البحر، فقد بنى لنفسه شاليه، مع كل الأملاك العامة لمنفعة شخصية. على ما يبدو ان صاحب الإعتداء قوي لدرجة أنه يستطيع ان يبني سنسول، ويقفل بحرًا، وبالتالي فعل ذلك للمتعة فقط. هذه المتعة لبري استوجبت تعديا على الأملاك البحرية العامة بمساحة تبلغ 20100 متر مربع في منطقة اليهودية.
ويقولون لك انتخابات نيابية نزيهة مرتقبة. السارقون أنفسهم سيعودون إلينا بوعود اصلاحية جديدة، وسرقات أكثر ابتكارا.

س. ن
شاهد عيان

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق