حرب العوالم ضد سوريا … ماهية القوى التي يواجهها العالم
ترجمة و تحرير: رقية مصطفى : يكتب لنا رئيس تحرير جريدة يني شفق ابراهيم كراغول قائلا: في حال اضطر الجنود الاتراك والسوريين لمواجهة بعضهم البعض فان الوضع لن يقتصر فقط على الدولتين و ستكون هناك اكثر من دولة و في ان واحد طرفا في هذه الحرب و يكمل كراغول مستعيناً بهذه العبارات : و لن يكون حينها اي دولة اسمها سورية
“حرب العوالم : ستدخل اكثر من عشر دول و في ان واحد هذه الحرب و لن يبقى هناك دولة اسمها سورية ”
و كل اوراق اللعبة تقصد ” ايقاف تركيا واعاقة تقدمها ” . الجهات الفاعلة العالمية ، والقوى الإقليمية والمنظمات الارهابية تريد وقف, ابطاء, أو هدر الجهد والوقت التركي في عفرين و تضع نصب عينيها ان تركيا و بعد عملية عفرين ستدخل منبج فهي تعد الخطط تلو الخطط لمنع تركيا من الوصول لشرق الفرات
و الهدف الاكبر لامريكا هو تدمير سوريا الواقعة بين تركيا -روسية –ايران و محور إسرائيلي آخر بقيادة الإمارات العربية المتحدة يحاول تخريب التقارب.
كل هذه الدوائر و من خلال المنظمات الكردية الارهابية تقوم بدورها في اللعبة , محور الولايات المتحدة وإسرائيل وعلى راسها الإمارات العربية المتحدة تدعم حزب العمال الكردستاني وتشجع وتوفر له الأسلحة.
هل تحاول ايران الضغط على تركيا ؟ ( حشرها في الزاوية )
نعلم انه و في مثلث تركيا- روسيا – ايران فان الاخيرة هي الحلقة الاضعف و انها تحاول من خلال تقوية ذراعها حزب العمال الكردستاني ان تحد من قوة تركيا , و تستفز حكومة دمشق و تحاول عرقلة تركيا في عفرين
و سلوك طهران ” الانتهازي ” واضح و تسويقها و ادعائها ” حماية سورية ” يحمل في الواقع درجة من الخطورة التي من شأنها أن تؤدي إلى تدمير هذا البلد.
و بقدر ما نشعر بالقلق من علاقة الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة مع حزب العمال الكردستاني ، فإنه يجب علينا أن نقلق و نتحقق و بنفس الدرجة من علاقات حزب العمال الكردستاني و حزب الاتحاد الديمقراطي بايران
فنحن نلاحظ و بشكل خاص موقف إيران من عملية عفرين
كما و قامت الولايات المتحدة باعداد جيش إرهابي هناك بآلاف الأطنان من الأسلحة,و هدف هذه القوة المسلحة الأساسي هو تركيا أكثر منه سوريا.
أما دولة الإمارات العربية المتحدة فهي و في كل قضية إقليمية تخلق معوقات غير اعتيادية لتركيا و في كل موقع ( و تحت كل حجر) تقدم الدعم للمنظمات الارهابية ضد تركيا
و نعلم جيدا أن ولي العهد الامير محمد بن زايد قد قدم كل التمويل بل وحتى السلاح للمؤامرة المحاكاة ضد بلدنا ، بما في ذلك محاولة انقلاب 15 يوليو.
و لدينا أدلة كافية لاتهام هذا الشخص الذي تقوده الاستخبارات الإسرائيلية بتمويل الإرهاب ضدنا.
من سيحضر القوات السورية إلى عفرين؟
كيف تظهر إيران نفسها في المنطقة بالمواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل المتحدة وكيف تحتل نفس الموقع للمحور المعاكس المملكة العربية السعودية – الامارات العربية ؟!!
و كيف يمكن تفسير اظهار مودتها لتركيا و أيضاً تفسير مواقفها المزعجة لنا و عرقلة تركيا في كل مايخص المنطقة وعلى طهران وفي هذه المسألة أن تمنح تركيا الثقة و هذا هو جوهر مستقبل هذه المنطقة.
ولعدة أيام , كانت الفكرة الوحيدة لديهم في مواجهة عملية مسح “أفرين” من الإرهاب هي خلق تفاهم بين حزب العمال الكردستاني وإدارة دمشق ونقل قوات النظام السوري إلى عفرين.
وفي الظاهر لنا أن ايران ايضا تدعم هذا الامر و كذا يفعل حزب العمال الكردستاني و اذا اردنا عرقلة تركيا فان الولايات المتحدة ايضا تقدم الدعم هنا و بالطبع فان الامارات العربية المتحدة موجودة فيه قبلاً و نحسب ان “ماكجورك” قد بحث معهم هذا الامر خلال زيارته للأخيرة
تضحية تركيا غير المحدودة
وفي لقاء الرئيس أردوغان مع الرئيس الروسي بوتين بالأمس و كما كل لقاء فان الشيء الوحيد الذي استطاع أن يفعله هو حل العُقد و محاولة خلخلة و كسر الازمة
وقرار لقاء تركيا وروسيا ايران في سوتشي و كلمات اردوغان بعد الاجتماع “سيتحملون العواقب” انما يدلنا على ما يمكن لتركيا أن تضعه في الحسبان . لأن القضية ليست عفرين و لا تقتصر على محاذاة الاحزاب الكردية لتركيا , القضية هي وجود تركيا مما يعني أن التضحية ستكون غير محدودة.
عندما يتعلق الأمر بالعمل هناك النقطة المستقبلية الأكثر احتمالًا ، على الأرجح: إذا حاول أحدهم رصد القوات السورية في المواجهة مع تركيا سيتم طرح الخطوة الأولى في الحرب بين دولة و أخرى. و الحرب السورية ستاخذ منحى اخر تماما. ستتوقف المنظمات عن القتال وتنزل الدول إلى ساحة المعركة
في حرب العوالم : لن يكون هناك دولة اسمها سوريا
إذا حدث هذا، و تمت المواجهة بين القوات التركية والسورية فان هذا بالتأكيد لن يكون مقصورا على الدولتين , أكثر من دولة ستكون طرفا في هذه الحرب,عندها لن تكون هناك سورية. روسيا موجودة فعلا في المشهد وستكون جانبا مختلفا من الصراع ومن الواضح ان إيران ستكون واحدة من الجبهات الرئيسية للحرب و ستدخل الولايات المتحدة ودولها الإقليمية مثل إسرائيل والامارات العربية المتحدة الميدان في جبهة أخرى .
عندها تسكون سوريا ساحة المعركة الرئيسية في الحرب العالمية وستكون نوعا ما حرب نهاية العالم. هذا هو قلب كل سيناريوهات العالم الغربي فكل الخطط شيدت ضمن تسوية الشرق والغرب على الخط السوري العراقي.
ان اي تردد يعني حتماً تمزقنا ارباً
فماذا علينا ان نفعل ؟ هل نترك عملية غصن الزيتون في عفرين و نعود أدراجنا ؟ و نشاهد معا السيناريو المحبوك لحزب العمال الكردستاني و حزب الاتحاد الديمقراطي حتى يتم تحقيقه ؟
و هل نترك لهم الساحة برمتها ليقوموا ولمئات الكيلومترات بفتح “جبهة تركيا ”
وفي خطوة لاحقة ننتظر منهم الهجوم على تركيا بالكامل ؟ و نغض الطرف عن نقلهم الحرب للداخل التركي !!؟
سيكون هذا انكار تركيا لذاتها فهو الاستسلام بعينه و بلا مقاومة و سيكون هزيمة نكراء , هزيمة قرن كامل و اهانة لعلو و رفعة تاريخنا الحديث و سيعني هذا تحطيم تركيا و و هو مالن يكون و لن يحدث اطلاقاً ولايمكن حتى تصوره ..
حذار من التفكير باخافتنا !
فتركيا مستعدة دوما و لحماية وجودها بفعل كل مايلزم و بغض النظر عن كم الألاعيب التي يتم إعدادها و عن مدى تغير حلقات التحالف ضدها و التي تتعرض لها من الخارج ومن الداخل فلاخيار اخر لها سوى مواصلة مسيرتها
ولكن تركيا و في ذات الوقت تعرف و عليها ان تعرف جيدا ان القضية السورية و بمساعي وقصد تسليح مايسمى بي كي كي و بي يي دي سيتم تحويلها الى حرب دول لان احدهم سيحاول دوما هزم عزيمتها و سيحاول و بالمبالغة في نبرة تهديده اخافتها
إذا انتهت الحرب ، سينتهي رعب الإرهاب ، و هم يعرفون ذلك جيدا
و أحدهم يفعل مابوسعه لاستمرار الحرب في سورية و ايضا لا يئلو جهدا لاستغلال هذه الحرب و لافتعال أزمة اقليمية من خلالها
و هناك من يشارك في العمليات السرية للضغط على تركيا كونها رائدة تعبئة المقاومة الاقليمية و يسعى بكل طريقة تسمى لوضعها في مأزق حرج . لانه و ان انتهت الحرب فان “محور الارهاب ” سيكون في خطر و خطة اسرائيل وامريكا الجهنمية ستنتهي في الماء و كل الدول ستتفرغ لهذا المحور و الاحتلال الاجنبي و تكثف من جهودها و تركز في دراسة الخريطة لتتوجه الى امريكا وتطلب اليها مغادرة المنطقة
تركيا , الدولة الوحيدة التي لها روح نضال لامتناهية ..
وعلى ايران ان تكون حذرة من اتخاذ سورية كجبهة مفتوحة في وجه تركيا . و يجب ان لاتدخل كل من تركية وروسية في أزمة ثقة و الدول العربية , و لاسباب بسيطة عليها ان توقف توجيه الخطاب للمنطقة بلسان اسرائيلي -امريكي فتركيا هي الدولة الوحيدة التي تستطيع ان تحمي و تدافع عن المنطقة بأسرها و هي البلد الوحيد الذي يستطيع مقاومة الصراعات داخل المنطقة و يضع حدا للغزو الغربي
و لكن و عندما تكون القضية هي تركيا فانها الدولة الوحيدة التي تحشد لنفسها روحا قتالية غير محدودة و ان يكن من في وجهها بي كي كي / بي يي دي او تكن الولايات المتحدة و خططها السرية المحبوكة للمنطقة فان تركيا ستفعل دوما ماتفعله وما عليها ان تفعله
- “حرب العوالم ضد سوريا ” هو عنوان المقال الاسبق و انوه لكم به فهو يوضح لنا ماهية القوى التي يواجهها العالم