أحمد سليمان

الشاعر اللبناني سامي نيّال يكتب ” ظلالُ المنفى ”

عن (مركز الآن) في ألمانيا صدرت مجموعة شعرية بعنوان” ظلالُ المنفى ” للشّاعر سامي نيّال، الكتاب ثنائي اللغة عربي وإنكليزية .

عوّدنا الشّاعر سامي نيّال في التقاطه لمشاهد الحياة اليومية بعنايةٍ مُفرطة،ومن ثمّ توظيفها في نصّ شعري قد لا تتعدى القصيدة أحيانا بضعة أسطر ،مختزلاً حالةً خاصّة لغُربةٍ يعيشها الشّاعر في منفى بعيد عن جذورة.إنّه الحنينُ رديف مرافق لنصوص نيّال،وكأنّ به يعاود فلفشةَ هذا الماضي في مُحاولة منه لصياغته في توليفة مُبتكرة لعلّ بالأحرف يبدّل ماهية العادي من حياته اليومية الرتيبة…عناوين ينتقيها الشّاعر بعناية،ودقّة قصائده مثل (بيانو)-(توكيد)- (هجرة)- (غريب)-(حبق) –(اعتراف) تلك العناوين ما هي سوى مفاتيح تفتح الباب على مصراعيه للقارئ والإيغال في مفردات الغربة، وتفرعاتها…


الشّاعر سامي نيّال غريب في وطن مُستحدث، محاولاً معه ترتيب فوضاه، لا يترك منفذاً يخترق ذاكرته عبثاً دون أن يعيدَ ترتيبه وفق معايير مُهاجر عنيد يأبى أن يستسلم لهذا الإنكسار المبتكر…
قصائد نيّال ما هي سوى شاهد بامتياز لمعنى أن تكون مهاجراً،أو رقماً عبثياً تعبر دون وجهة محددة…نستل من أجواء المجموعة هذه النصوص

يريدون

في غاردِيغِنْ ستريتْ،
يريدونَني
ميْتاً على كُرْسيّ شَاغِر…
يُحبونَني أنْ أرشَحَ دَماً،
كَخَابيةٍ نسِيَتْ ما تَخْزنهُ منْ نبيذ…
يريدونَني هَيْكلاً عظْمياً،
غفا أنْ يغْلِقَ البابَ الخشبيَّ،
على ما تبقّى من صَريرِ صَمْتِه…

ثَمَر

كنْتُ مَوْقُوتاً،
كأحدِهم غفا أنْ يضْبِطَ ساعتَهُ…
كنْتُ مُترامياً،
كشَجَرةٍ حَبِلَتْ من صُمْغِها،
وأنجَبَتْ من صُلْبِ ثمَرِها صُوَري…

ولادتي

سنةَ 1965
شَذّبَ أبي شَجرةَ العائِلة،
طَعّمَها بفراشاتِ الضّوْء…
كانَ فَجْراً حَسبَ ما قِيلَ لي…
لَفَظَتْني أمّي كسَمَكَةٍ حَالِمة…
تَلقّفَني أبي مُكَبِّراً في أذُنيّ،
سَمَيْتُكَ شاعِرَ الظّلال…
تِلْكَ السّنة،
مِنَ الشّهر الخامِسِ مِنْها من آيار،
بَصَمَ أبي فاخِر بكفِّه،
وبأصابعِهِ المُباركة تاريخَ وِلادتي…

الشّاعر سامي نيّال ، في (ظلال المنفى) يقبض القارىء على ظلاله أحياناً مشاركاً الشّاعر في وليمة هذه الغربة الموحشة،وحدهم الشعراء يزيحون هذا العتم عن ضوء المعاني المُتخفّية بين الأحرف…تمتاز نصوص نيّال بهذا الزخم اللغوي المرافق تماماً لمعاني مُتخفّية في قفل القصيدة،وبكلمة أدق قصائد نيّال تشكّل حنيناً متوارثاً لجذوره،وهو المتمسّك بها بشراسة الحالم :

( هو كلّ ما كان،
صُدفةُ الوَقْتِ هَوَتْ به كطيْرٍ مُهاجر…)

للشاعر أيضا مجموعات صدرت بالعربية والإنكليزية أبرزها : اشراقاتُ النّرجس، فانوس الرّغبة، أعزل بجناحي قدّيس، كانّه التّعب، وصولا الى مجموعته الصادرة اليوم ” ظلالُ المنْفى “.

مجموعة (ظلالُ المنفى) بقسميها العربي والإنكليزي تقع بـ 240 صفحة ، ثنائية اللغة ، القسم العربي 118 صفحة ، أما القسم الإنكليزي  120صفحة (ترجمة فوزي محيدلي) غلاف الكتاب للفنان فان غوخ “طواحين الهواء” كذلك ستكون متوفرة لكلا اللغتين قريبا على المنصات الدولية أبرزها أمازون .

المصدر : جدل الآن

http://www.jadl.org/?p=3567

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق