الإعلامية نور الشلو ومواجهة حكم الإعدام
نطالب قوى العدالة والحرية في سوريا والعالم التنسيق من أجل تحرير الإعلامية نور الشلو لتعود الى أطفالها الثلاثة .
كتب أحمد سليمان : أجمعت مصادر متطابقة بأن الإعلامية نور الشلو قد تم الحكم عليها بالإعدام من قبل تنظيم متشدد يطلق على نفسه جبهة تحرير الشام / جبهة النصرة .
وفقا لنص الإتهام الذي يدعيه التنظيم المذكور ( التخابر مع التحالف و النظام السوري، وتصوير النساء بملابس غير محتشمة و ابتزازهن ) الرواية التي رفضها نشطاء مقربون ، وقد تم تلخيص القضية من قبل فريق يعنى بملاحقة الأكاذيب التي تطاول النشطاء المدنيين بصورة خاصة . اما التفاصيل تؤكد بأن القضية برمتها مفبركة ، اساسها خلاف عائلي نشأ بين السيدة نور الشلو وأهل زوجها عبداللطيف الفج ، إلا ان الأكاذيب التي تلقفها تنظيم إرهابي جعل منها فرصة للتخاطب مع الذين يخرجون عن سطوته .
ناشطة وإعلامية:
وفقا للمعلومات المتوفرة أن نور الشلو ناشطة مدنية وإعلامية من بلدة الأتارب مواليد 1992، توفي زوجها قبل ثمانية أعوام، و اصبحت نور معيلة لأطفالها الثلاثة تعمل لدى ” منظمة دارنا ” وكان لها دور مميز بمساعدة أهل زوجها بالنزوح الأخير بين الشهر الثالث والسادس ، حيث كانوا يقيمون في منطقة نزوح على طريق سرمدا وتعاونوا معا على إنشاء مخيم يخص أهالي الأتارب بالتنسيق مع ذات المنظمة التي تنشط من خلالها “دارنا “بدورها قدمت للمخيم مستلزمات اغاثية.
معروف بأن نور تعمل مع منظمة أخرى اسمها “مسرات ” بصفة مراقبة وتقييم وايضا تعمل تصوير وتوثيق الانشطة
ذهبت إلى المخيم بصفتها قريبة من الجميع وابنتهم بالإضافة الى انها تقوم بعملها مع منظمة مدنية ، تجولت في المخيم ثم صعدت إلى مكان مرتفع من أجل تصوير يبن مشهدا احترافيا . إلا أن البعض راح يتحدث بأنها كشفت كل المخيم ، فيما استغل آخرون الموقف متحدثا عن ابتزاز النساء بعد ظهورهن في ذات الصور التي التقطتها كاميرا نور أثناء أداء مهمتها من فريق المنظمة المعنية .
أما الواقع فهو خلاف ذلك ، مجرد تهيئات لا أساس لها من الصحة ، ولم يقدم أحدا أي إثبات يدعم ادعاءات الإبتزاز ، كما أنه لم تصرح أي من النساء عن ضرر ألحق بها من الصور المعنية .
نقمة كيدية :
يقتضي عمل نور أن تعود أحيانا في المساء . إلا تقاليد المنطقة وعرفها الإجتماعي يحتمتان استياء أهل زوجها، خصوصا انهما لم يوافقوا على عملها ، وانفصالها عنهم مع أطفالها الثلاثة للعيش بمنزل مستقل . أمر كهذا في مناطق سورية معينة لا ينظر إليه ببراءة ، أي في بيئات مازالت تنظر إلى المرأة بأنها مذنبة حتى لو لم تغادر منزلها ، تفاقم الإشكال أكثر ، ثم حصلت مشاحنات مطولة ، وتمكنوا من استمالة الطفلتين لصالحهم وتمكنا من التأثير على الأكبر سنا ذات 13 عام . التي بدورها راحت تقدم إفادات ضد امها وفق إملاءات أهل الزوج
تعرضت السيدة نور لضغوط من محيطها مدعومة من اهل زوجها ، بدورهم راحوا يفبركون قصصا تضرب سمعتها .
في خطوة تبدو مدروسة بعناية للمطالبة بالطفل الثالث ، وفي توقيت واحد مع قرار إنهاء عقدها في 30/09/2002 من قبل منظمة “مسرات” بتأثير واضح ومباشر من قبل عمها ، لأن هذا الأخير لديه صلات معينة مع سلطات الأمر الواقع المتمثلة بمن يطلقون على انفسهم هيئة تحرير الشام / جبهة النصرة . على أثر ذلك تقدمت نور بشكوى ، تبين فيها تعرضها لمضايقات وتدخل غير مبرر في شؤونها الخاصة اضافة إلى تشويه سمعتها. بتاريخ 15/9/2020 تم استدعائها إلى القضاء، ومن هناك تم اقتيادها الى اقبية سرية .
التسجيل لا يعتبر مستند :
جاءت هذه الأحداث كلها في توقيت واحد، ودخلت السيدة نور في حالة من الإنهيار العصبي، أطلقت تصريحات كأي أم بدأت تتحسس تفكيك علاقتها بأطفالها ، إمرأة خسرت زوجها قبل سنوات في حرب ضد نظام الأسد ، واليوم تخسر أطفالها ، إضافة إلى توقفها عن العمل في كلا المنظمتين بسبب نفوذ عمها . إمرات باتت وحيدة ، تتخبط بمحيطها الذي هو الآخر بات ينبذها بدون أي سند واضح ، سوى تصريحات تطال من سمعها . ماجعلها تطلق كلاما عشوائيا في لحظة غضب كحال أي انسان تتآكله الآلام وقد تنهش جسده الذئاب ( ياريت لو تحطو عبوة ناسفة لاخلص منو ) جملة قالتها نور في لحظة يأس ، كلام مثل هذا نسمع مثله كثيرا، لكنه ليس بالضرورة يحمل دوافع فاعلة ، انها تصريحات باتت من مفردات الحرب ، فنسمع مثلا ( ياريت شي صاروخ يشيلو هو وعيلتو ) ايضا نسمع ( لو يقصف الطيران و يبيدنا كلنا ونخلص من القهر و الموت المتكرر ) ما بين هذا وذاك نسمع تشبيهات وأمنيات تطال الذين يعتبرون أنفسهم آلهة وهم مجرد أدوات تتبع أجهزة مخابرات محلية اودولية ( الله شايف هل المجرمين و تاركن يقطعو رؤوس البشر) . في بلاد باتت لغتها وحياتها حرب مستمرة ، أما الإشكالية في قضية الإعلامية نور وتصريحها الصوتي الغاضب ، انتقل تصريحها عبر طرف وأرسله لغاية واضحة إلى تنظيم جبهة النصرة ، او الهيئة والتي اصلا تُعتبر نسخة عن داعش ، بل كلاهما أصغر جرائمها تسليم المناطق المحررة للنظام بعدما اعلنوا حربا على الثوار الحقيقيين ، ودمروا احلام السوريين .
هكذا تحول خلاف عائلي إلى ملهاة ومحكمة تحتاج لمن يحاكم القائمين عليها ، لولاهم لما اصبحت الإعلامية والأم من ضحية إلى متهمة بتهم غير واقعية ولا تستند على فعل مادي مُنجز . بالتالي اعتبر التنظيم هذه الافادات مناسبة لتشريع أمر اعتقالها ومدخلا لإضافة تهم أخرى تطلق على جميع الذين يخالفون قواعد سلطة الأمر الواقع الممثلة بجبهة النصرة ( التخابر مع النظام السوري وتصوير النساء بملابس غير محتشمة بهدف ابتزازهن ) . مايعني نحن أمام تهم كيدية مبنية على أساس خلاف عائلي بين نور وأهل زوجها . كنوع من رد فعل على القضية التي تم رفعها ضدهم .
الثابت في قضية نور الشلو ، ان مطالبتها بحضانة أطفالها أدت بها الى هذا المصير المؤلم ، في مكان و معين يطلقه تنظيم يستفيد من سلطة الأمر الواقع ويعمل على فرض سطوته من خلال إرهاب المدنيين ، اضافة الى سجله المعروف بإغتيال نشطاء الثورة السورية محققا بذلك خدمات لذات النظام الذي يدعي محاربته .
نحث الدول الإقليمية والشخصيات الفاعلة والمؤثرة بالملف السوري على حماية المدنيين من الاختطاف وأحكام الإعدام .
كما نطالب قوى العدالة والحرية في سوريا والعالم التنسيق من أجل تحرير الإعلامية نور الشلو لتعود الى أطفالها الثلاثة .
أحمد سليمان / نشطاء الرأي www.opl-now.org