أحمد سليمان

يجب وقف حرب الاستنزاف في غزة فورا

البحث عن حل سلمي هو الأمثل لضمان حياة المدنيين

 

أحمد سليمان :شهدت مظاهرات واسعة النطاق في مختلف أنحاء العالم بعضها مؤيد لفلسطين وبعضها يؤيد الرد الإسرائيلي على حماس. ما بين هذا وذاك شعب بأكمله تم عزله ومحاصرته ومهدد بالقتل، الاحتجاجات عموما تناصر المدنيين وترفض تصعيد النزاع بين إسرائيل وحركة حماس ، هذا وقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان (حركة حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني)في سياق مواز بدأت إسرائيل بتكثيف عملياتها العسكرية ضد حماس ونشرت آلاف الجنود استعدادًا لهجوم بري مرتقب ردًا على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقُتل أكثر من 1300 شخص معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال واحتجز 120 شخصا على الأقل رهائن، بحسب مسؤولين إسرائيليين.وأدى الرد الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 2600 فلسطيني في هجمات الرد العسكرية الإسرائيلية بينهم أكثر من 700 طفلا، في قطاع غزة المحاصر الذي تسيطر عليه حماس.وقطعت إسرائيل أيضا إمدادات الغذاء والمياه والكهرباء عن سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.وأدانت الأمم المتحدة هذا الإجراء.  ‎

المظاهرات بدأت من سيدني مرورا بلندن وصولا إلى نيويورك وألمانيا، خرجت مظاهرات كبيرة في عدة مدن أسترالية وبريطانية وأمريكية وألمانية دعما للفلسطينيين فيما تستعد إسرائيل لتنفيذ اجتياح بري لقطاع غزة.

وتظاهر عشرات آلاف الأشخاص السبت في لندن ومدن بريطانية أخرى تأييدا للفلسطينيين وسط تحذيرات رسمية من أن إبداء أي شخص الدعم لحركة حماس يعرضه للتوقيف.

ونشرت الشرطة أكثر من ألف عنصر في قلب العاصمة البريطانية لمواكبة التظاهرة هناك، في حين خرجت تظاهرات مماثلة في مانشستر وأدنبره وغلاسغو ومدن أخرى.

بي بي سي:

احتشد المتظاهرون صباحا بالقرب من مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، قبل تظاهرة عصرا قرب البرلمان ومقر إقامة رئيس الوزراء ريشي سوناك في داونينغ ستريت.

وألقي بعض المتظاهرين طلاء أحمر على واجهة مقر شبكة “بي بي سي”، وقد أعلنت مجموعة “بالستاين أكشن” مسؤوليتها عن العمل متهمة الشبكة بتواطؤ “يلطخ يديها بالدماء” على خلفية تغطيتها للحرب.

وتعرضت القناة لانتقادات من قبل مؤيدي إسرائيل والفلسطينيين على حد سواء.

ورفع البعض خلال مظاهرة لندن أعلاما فلسطينية ولافتات كتبت عليها شعارات بينها “الحرية لفلسطين” و”أوقفوا المجزرة” و”العقوبات لإسرائيل”.

وقال إسماعيل باتيل، رئيس حملة “أصدقاء الأقصى” في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية “أعتقد أن كل الناس العادلين في العالم، وليس فقط في بريطانيا، يجب أن يقفوا ويطالبوا بوضع حد لهذا الجنون”، مضيفا “وإلا فقد نشهد في الأيام القليلة المقبلة كارثة تتكشف”.                 

مظاهرات هادئة

وتأتي المظاهرات بينما تكثف إسرائيل حربها ضد حماس وتنشر عشرات آلاف الجنود استعدادا لتنفيذ هجوم بري مرتقب ردا على عملية “طوفان الأقصى” التي توغّل خلالها مقاتلون من الحركة في مناطق إسرائيلية وقتلوا أكثر من 1300 شخص معظمهم مدنيون.

وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي إلى 2329، وفق مسؤولين صحيين.

وقالت الشرطة في آخر تحديث إن المظاهرات مرت “بدون أي مشكلة”، مشيرة إلى اعتقال سبعة أشخاص.

وأضافت أنه تم لاحقا اعتقال ثمانية آخرين بسبب حوادث صغيرة في ساحة ترافلغار على خلفية اعتداءات على عمال الطوارئ وإطلاق ألعاب نارية في أماكن عامة والإخلال بالنظام العام.

 وخضع تسعة رجال شرطة للعلاج من إصابات طفيفة.

ورصدت الشرطة والحكومة ازديادا في الجرائم والحوادث المعادية للسامية في بريطانيا منذ هجوم حماس، في حين جرى اعتقال امرأة تبلغ 22 عاما بسبب الاشتباه في إلقائها كلمة داعمة لحماس.

ويمكن للقضاء البريطاني سجن المنتمين إلى المنظمات المصنفة إرهابية والمحظورة في بريطانيا أو من تثبت إدانتهم بالدعوة إلى دعمها لمدة تصل إلى 14 عاما      

 تجريم دعم حماس :

وكانت شرطة لندن قد أكّدت في وقت سابق هذا الأسبوع أن التعبير عن الدعم للفلسطينيين، بما في ذلك رفع العلم الفلسطيني، لا يعد جريمة جنائية، لكنها شددت على أن دعم حماس جريمة.
وشاركت فيروزة نماز (34 عاما)، وهي طالبة من أوزبكستان، في التحرك الاحتجاجي في لندن، وقالت إن المدنيين في غزة “أبرياء تماما”.
وتابعت “مجرد أنهم فلسطينيون لا يعطي الحق في قتلهم. هذه الفظائع المروعة تحدث منذ سنوات عدة”.
وألقى جيريمي كوربين الزعيم السابق لحزب العمال المعارض والمتهم بالسماح لمعاداة السامية بالانتشار خلال فترة رئاسته للحزب، كلمة خلال تظاهرة لندن.
وقال النائب المستقل الآن “إذا كنت تؤمن بالقانون الدولي، وإذا كنت تؤمن بحقوق الإنسان، فعليك أن تدين ما يحدث الآن في غزة من قبل الجيش الإسرائيلي”.
لكن رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك أكد مجددا دعمه الثابت لإسرائيل، وقال السبت إن بريطانيا تقف إلى جانب إسرائيل “ليس اليوم فقط، وليس غدا فقط، لكن دائما”.

مظاهرات في أستراليا بالرغم من تهديدات الشرطة

في أستراليا، تظاهر الآلاف في مسيرات مؤيدة للفلسطينيين الأحد في عواصم الولايات رغم تهديدات الشرطة بكبحهم في ظل توترات.

 وكانت إحدى أكبر المسيرات في سيدني عاصمة نيو ساوث ويلز، أكثر الولايات سكانا، حيث قالت جماعة العمل الفلسطيني التي نظمت الاحتجاج إن نحو 5000 شاركوا فيه. وقدر شاهد من رويترز الحشد بنحو 2000. ولوح العديد من المشاركين في المسيرة بأعلام فلسطين وهتفوا “الحرية، حرروا فلسطين” في حديقة هايد بارك بمدينة سيدني بينما جاب المئات من رجال الشرطة المنطقة والشوارع القريبة في دوريات وحلقت مروحية تابعة للشرطة على ارتفاع منخفض.

وكانت الشرطة تدرس تطبيق صلاحيات خاصة للتوقيف والتفتيش لأول مرة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن للأشخاص الذين حضروا المسيرة لكن المتحدثة باسم جماعة العمل الفلسطينية أمل ناصر قالت إن هذه الصلاحيات لم تطبق.

مؤيدون للفلسطينيين أمام البيت الأبيض: 

تجمع آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في واشنطن، واحتجوا أمام البيت الأبيض هاتفين “حرروا فلسطين” فيما يستمر عدد قتلى الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في الارتفاع.

وقالت المتظاهرة ليندا هوتون لوكالة الأنباء الفرنسية “ما يحدث اليوم يتجاوز الحدود. إنه أمر يثير الاستياء، نحن نشاهد أشخاصا يُقتلون بيد جيش يدعمه هذا البلد”.

شهدت مدن مثل سيدني ولندن ونيويورك تجمعات حاشدة حيث أعرب المشاركون عن دعمهم للفلسطينيين، في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تستعد لتنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة.
وفي لندن، قام الآلاف بالتظاهر وسط تحذيرات رسمية من أن دعم حركة حماس يمكن أن يؤدي إلى القبض على الأشخاص. ونشرت الشرطة ألف عنصر لمراقبة التظاهرة. في مانشستر وأدنبره وغلاسغو ومدن أخرى أيضًا جرت تظاهرات مماثلة.
خلال المظاهرات، لوحظ صور لشهداء فلسطينيين الى جانب العلم الفلسطيني وفيما الأصوات تندد بالهجمات الإسرائيلية بشعارات مثل “الحرية لفلسطين” و”أوقفوا المجزرة” و”العقوبات لإسرائيل”.

تجمع مؤيدون للفلسطينيين أمام البيت الأبيض في واشنطن ورفعوا شعارات تدعو إلى تحرير فلسطين. هذه المظاهرات تأتي في سياق تصاعد العنف واستمرار الصراع بين إسرائيل وحماس، مما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى على الجانبين وتصاعد التوترات في المنطقة.”

مظاهرات في ألمانيا 
وشهدت الأراضي الألمانية يومي الجمعة والسبت عددًا من المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، على سبيل المثال في دوسلدورف وبراونشفايغ وكولونيا. ولم يتم الإبلاغ عن أي حوادث خاصة، على الرغم من أن المظاهرات في ميونيخ وبرلين وفرانكفورت أوقفتها الشرطة.

وصرح المستشار أولاف شولتز، الخميس، فرض حظر على جميع الأنشطة المرتبطة بحركة حماس المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي و ألمانيا. وحظرت بعض المدن، بما في ذلك برلين وميونيخ، المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين بالكامل بسبب مخاوف بشأن التعبيرات المعادية للسامية.

هيومن رايتس ووتش

في تعليقها على الطلب الاسرائيلي لاخلاء السكان من غزة ،قالت ساري بشي، مديرة قسم البرامج في منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيانها، إنه يتعين “على الجيش الإسرائيلي أن يصدر تحذيرات للمدنيين في غزة قبل وقوع هجوم إذا كان ذلك سيسمح لهم بالخروج في أمان ومن ثم الذهاب إلى منطقة أكثر أمانا، لكن في حالة صدور تحذير بالإخلاء في وقت لا يوجد فيه مكان آمن يمكن أن يلجأ إليه المدنيون أو لا توجد طريقة آمنة للوصول إلى هذا المكان، فإن هذا الإجراء لا يعد تحذيرا في حقيقة الأمر”.

دور إيراني مدمر :

الثابت واقعيا أن السلطة الفلسطينية محتلة من قبل ميليشيا حماس، وأن الأخيرة نسخة فلسطينية عن “حزب الله” الذي يحتل لبنان ويمارس الإرهاب بدعم مباشر من إيران. يأتي تصرح الرئيس الفلسطيني أمس أن “حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني” وان “اسرائيل جارة ويريد ابرام اتفاق السلام معها ” لفك الإلتباس بين تصعيد حماس عبر الهجوم المباغت والرد الاسرائيلي الذي بدا انه عقابا جماعيا . 

خطاب محمود عباس يتماشى مع اتفاق أوسلو وما تلاه من معاهدات تضمن حقوق لكلا الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية. الاتفاق الذي اعطى حكما ذاتيا للشعب الفلسطيني ، وثابت عبر المفاوضات التاريخية و ان الممثل الوحيد هو منظمة التحرير الفلسطينة وليس لحركة حماس اي دور شرعي.

بقي لدي تفصيل آخر مرتبط بالمنظمات المتفلتة التي تغذيها ايران . هذه الأخيرة وفق تاريخها نلاحظ انها تمثل بؤر الإرهاب بكل فروعه في المنطقة .  وتدعم المنظمات الدينية الطائفية وتتاجر بها من اجل زج  القضية الفلسطينية في حالة احتراب داخلي وجعل الصراع مستمرا مع اسرائيل وهكذا تكون ايران انتجت المزيد من الخراب وضرب الشعوب ببعصها واتساع بقعة المجازر.

ضرورة المفاوضات:

وفقا للتطورات العنيفة، نرى أن الوضع في مناطق النزاع بين إسرائيل وحماس يتطلب التدخل الفوري والحاسم من قبل المجتمع الدولي والدفع الى التفاوض لوقف التصعيد وإيجاد حلا سلمياً.
من الجدير بالذكر أن المظاهرات تعبر عن مشاعر الغضب والقلق بشأن ما يحدث، وهي فرصة للتعبير عن الرأي. يجب أن يتعاطى الحكام والقادة هذه المشاعر بعناية ويعملوا على الوقوف ضد أي انتهاكات لحقوق الإنسان وتهدئة التوترات.
ندعو جميع الأطراف إلى التفاوض والبحث عن حلول سلمية لإنهاء النزاع والحفاظ على حياة المدنيين والأمان في المنطقة.

إعداد: أحمد سليمان: نشطاء الرأي
تم التحديث في الساعة 20:55-16.10
المراجع: رويتر، فرنسا 24، dw

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق