إذا كان الحصار الأمريكي على ليبيا أنتج إهمالا وتسيبا وقصورا بمعدات التعقيم في ليبيا ، فإن ذلك يجعل من الولايات المتحدة طرفا أساسيا للتعويض الجزئي للضحايا جميعا ، والمأمول من دول الإتحاد الأوربي تصعيد المناخ الدولي ليس من أجل إطلاق سراح الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني فحسب ، بل لتقصي أثر انتهاكات حقوق المواطن الليبي ، بهذه الكلمات انتهى مســاء البارحة الإجتماع الموسع المنعقد بمدينة “بيرن – وسط سويسرا ” والذي شارك فيه عددا من كوادر ونشطاء وضيوف من منظمات متعاونة ، ترأست الجلسة مسؤولة “ملــف الإيدز” في منظمة ائتلاف السلم والحرية الدكتورة سعدية المسناوي التي تعد ملحقا تفصيليا يستند بمضمونه على التقارير الصادرة عن منظمتها حول القضية المزمع تفعيلها لدى محكمة الجنايات الدولية
مـــن ناحيته قال أحمدسليمان الذي دعـا لإجتماع عام في ذات اليوم ، أي البارحة ، بمدينة ” دسلدورف – شمال غرب ألمانيا ” قال بمداخلة ”إن التصريحات الصادرة عن السلطات الليبية تدل على هشاشة النظام السياسي كونه يعاني من حـرج داخلي نتيجة لأكاذيبه بل نتيجة عبثه طيلة الأعوام الفائتة بمصير الملف ذلك إن “السلطات” وفقا لذرائعها الكثيرة تتذرع بأنها لا تتدخل بعمل القضاء . أي قضاء هذا الذي اعتمد أقــوالا منتزعة من المتهمين ، ألم يساهم هذا القضاء على نحو ما بإطالة عمر القضية ؟ ألم يلعب هذا الذي يسمونه القضاء دور العسكري الذي يلبس بزة مدنية ؟
إنها فذلكة وبؤسا لنظام ينازع ، لذلك نجده يستند على القضاء الليبي هذا الأخير لايحتاج لكثير من التأمل كي تنكشف ألاعيبه وخبثه وعدم نزاهته ،إذ لم يبرهن لمرة واحدة غير ماهو عليه اليوم .
وليس صحيحا البتة ما أعلن عنه ” وزير الخارجية الليبي عبد العزيز شلقم الذي اعتبر المناشدات لإطلاق سراح الممرضات البلغاريات تدخلا في عمل الجهاز القضائي الليبي ” مايعتبره تدخلا ، نعتبره تصــويبا من أجل محكمة فعلية ليس كما يفعلون في ليبيا عبر مايسمونها محاكمة وهي ليست أكثر من استعراض وخداع ومتاجرة بآلام الأطفال وذويهم وإستمرار لمعاناة المتهمون وذويهم .إن كلام “الشلقم “وطاقم “الشلاقم “الذين حوله يمثل قمة السخف بل مهزلة
لأن جزءا كبيرا من الشارع الليبي انقاد بتوجيه مدبر ولحق أكاذيب الأجهزة الإستخباراتية ، ولم يعد يصدق حقيقة المشهد ، ذلك إن الدولة الليبية لاتريد الكشف عن المسببات الفعلية للحادث الأليم انهم جميعا يحاولون مضيعة الوقت بغية انتزاع الأموال من الإتحاد الأوربي هذه حقيقة يعرفها الشعب الليبي ولا يحتاج لمن يشير اليه
اليوم بعد انكشاف عينات التحاليل المأخوذة من الأطفال المصابين والتي تفيد بأن تاريخ الإصابات لهؤلاء الأطفال يعود الى مطلع التسعينيات ، والأخطر من ذلك فإن التقرير يرجح حقن الأطفال منذ التاريخ المذكور ، الســـؤال الهـام والذي يحتوي على اجابته ضمنا ، من حقـــن أطفال بنغازي ومالغاية من ذلك إن لم تكن تدبيرا مفتعلا مصدره إجهزة الدولة الخضراء ؟؟؟ نعــم نفترض ذلك جهارا و نستأثر ضمير المواطن الليبي وأهالي الأطفال المصابين ،أن يطرحوا معنا ذات الإفتراض لأن التاريخ يؤكد بأنه لا توجد جريمة كاملة ، دائما يوجد ملمس خفي يقود الى حقيقة كاملة
وبعد أعوام طويلة ـ أي بعد انتشار الإيدز بأعوام لم يكن حينها الكادر البلغاري والطبيب الفلسطيني قد بدأوا العمل في ذات المستشفى الذي شهد تلك المجزرة ـ حينها وقعت السلطات المستنفذة بحيـرة من هول الواقعة وراحت تبحث عن مخرج عاجل كي لايقال بأن ليبيا مرتعا لتجارب أجهزتها ودوائرها ، فكان لا بد من زج ” الطبيب الفلسطيني اشرف الحجوج والممرضات البلغاريات ، كريستيانا مالينوفا وناسيا نينوفا وفالنتينا سيروبولو وفاليا جورجييفا وسنيجانكا إيفانوفا”وتقديمهم على إنهم جناة ، وهم أبرياء من التهم ولكن للأجهزة الإستخباراتية شؤونها الخبيثة ، جعلوا من هؤلاء مخرجا يخفف من حدة الإحتقان لدى الشارع الليبي
إلا اننا على امل كبير ، خصوصا بعد تبيان نتائج الفحوصات الطبية الحديثة التي تثبت بأن الجينات تعود لزمن طويل ، اضافة إلى اننا على يقين بأن العدالة الإنسانية التي يوفرها وعي الشعب الليبي هي الكلمة الفاصلة في هذه القضية وإن الذين ضللوا الرأي العام سيكونون الى جانب الجناة الحقيقين أمام محكمة تعي وتقدر كرامة الإنسان وهذا مالم يتوفر لدى “المحاكم الليبية” المتورطة بإخفاء أثر الجريمة النكراء بحق أطفال بنغازي وبحق الذين يراد بهم أن يدفعوا ثمن جريمة ارتكبها غيرهم “
هذا وقد أرسل أحمدسليمان الذي يرأس منظمة ائتلاف السلم والحرية مسودة ( للتداول ) يخاطب سليمان في مسودته دول الإتحاد الأوروبي التي تترأسها ألمانيا هذا العام متوسما الإستمرار بممارسة الضغوط على ليبيا من أجل جلاء حقيقة القضية برمتها