النظام يتبع الهوى وليس القانون، ويعاني من خوف من السقوط ، و يتجاوز القوانين الدولية، ودم الكورد لديه رخيص (ملف مفتوح )
ننشر أجوبة الكاتب والباحث جان كورد عضو “نادي القلم الكوردي ” على أن يستمر الحوار عبر مزيد من المساهمات المنتظر ورودها إلينا ـ أحمدسليمان
- إن الذي يحاول القاء اللوم على الشعب الكوردي المسالم الذي يريد نيل حقوقه الأساسية من وجهة نظر شرعية وحسب القانون الدولي أيضاً، ليس إلاّ عنصرياً أو خادماً للنظام
- تستمر المشاريع الشوفينية ضد الشعب الكوردي،ويستهان بوجود شعب ويزّج بممثليه وقادته وناشطيه في المعتقلات
- من يدعو إلى الانفصالية؟ ليس هناك حزب كوردي سوري، لا داخل البلاد ولا خارجه، سوى بعض الأشخاص القلائل من الكورد، يطالب بالانفصال عن سوريا
– أكراد سوريا كيف يقيمون واقع النظام السوري فيما يخص تطلعات الأكراد ؟
جواب: لايمكن تقييم واقع النظام السوري فيما يخص تطلعات الكورد إلا على أساس مراجعة منطلقاته النظرية وخطوطه الفكرية العامة المتمثّلة بانكار الوجود القومي للشعب الكوردي كقومية متميّزة بثقافتها وخلفيتها التاريخية، والمنطلقات النظرية لحزب البعث الذي نشأ هذا النظام وترعرع في عشّه هي منطلقات عنصرية، شوفينية، امحائية لكل ما هو كوردي مع الأسف.
– كيف يمكن لنظام قدم فرصة ذات مدلول يفترض به التسامح ثم نقرأ عن مصادمات وقتلى في صفوف المدنيين
جواب: لا أدري عن أي فرصة ذات مدلول تتحدثون عنها أو تسألون عنها، فالنظام لم ولا يسمح لشعبنا الكوردي باغتنام أي فرصة للحياة في الحرية والديموقراطية، لأنه أصلاً قائم على رفضهما والتضييق على كل من يطالب بهما في البلاد، ولكنه يطرح بين الحين والحين مزاعم عن قرب انفتاح سياسي، لا أمل لنا في حدوثه على أيدي هكذا نظام يسفك دماء مواطنيه دون تردد. ولفظة “مصادمات” غير مناسبة لوصف ما حدث يوم نيروز في مدينة الرقة -مثلاً- حيث لم يخرج الكورد لمصادمة قوات الأمن التابعة للنظام، وانما خرجوا للاحتفال ب”عيد نوروز” الذي لا يعدو كونه احتفاءً بقدوم الربيع ورمزاً لدى عدة شعوب، ومنها شعبنا الكوردي، لانتصار النور على الظلام والحرية على العبودية والسلام على الطغيان… فلم يكن هناك “مصادمات” كما هو حال المظاهرات العنيفة في بعض البلدان مثل جنوب كوريا أو اليونان أو في دول أمريكا اللاتينية…
– الخطأ بتوقيت النظام أم بآلية معايشة الأعياد من قبل الأكراد
جواب: ماذا تعنون بخطأ “آلية معايشة الأعياد من قبل الأكراد!”…فكيف يعايش شعب أهم عيد وطني أو قومي له؟ هل يدعه إلى قرون أخرى، إلى أن يرضى عنه نظام غاصب لحقوقه في الحرية والديموقراطية. أم يحتفل به في مكان آخر من العالم، غير الأرض التي يعيش عليها؟ النظام ليس مخطىء، وانما قاتل ومرتكب جرائم ضد الإنسانية باقدامه على قتل مواطنين لايحملون السلاح وانما باقات الزهور ويرتدون ثياب الاحتفال والرقص والطرب والتمتّع باليوم الأوّل من الربيع.
– هل من قدر الأكراد معايشة المزيد من أعراس الدم ؟ أم ان اجندة النظام محددة ولا يمكن تخطيها
جواب: الكورد شعب عانى طوال تاريخه الحديث في ظل الأنظمة القومية العنصرية، الفاشوطورانية والفاشوبعثية والفاشوفارسية، وسيعاني على الدوام، طالما المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية ومن يعتبر نفسه “اسلامياً رافضاً للتمييز” لايحرّكون ساكناً عندما يتعلّق الأمر ببني الكورد… حتى أن بعضهم أولى طلاق امرأة مسلمة في بريطانيا أهمية أعظم من مأساة “حلبجة” على أثر حدوثها. أعراس الدم وحمامات الدم التي شهدتها الأرض الكوردية مستمرة مع الأسف ولا تزال الجرائم المرتكبة من قبل أنظمة دموية فاسدة وفاجرة ضد الإنسانية دون عقاب عادل، فأين الإنسانية؟ أما عن أجندة النظام فهو نظام يتبع الهوى وليس القانون، ويعاني من “نرفزة” مستمرة وقلق وخوف من السقوط المفاجىء، ويتخطّى أو يتجاوز كل الأعراف والقوانين الدولية، ودم الكورد لديه رخيص حقاً… الجريمة مستمرة…
– في سوريا يوجد سجناء طالتهم أجندة النظام و للأكراد نصيبا لافتا هل يعتبر الأكراد المرحلة المقبلة تحتوي على نيات بتسوية المشاكل العالقة والتي تخص وجودهم ضمن النسيج السوري وفق حقوق متساوية ؟
جواب: الكورد نصيبهم في نيل الأذى وافر في كل المجالات، ليس في السجون والمعتقلات الارهابية للنظام فحسب، وانما في كل مجالات الحياة المدنية مع الأسف، فعليهم تأدية واجباتهم دون نيل حقوقهم، كالعبيد في امبراطورية روما وفارس… عن أي “نيات” تتحدثون؟ نحن لم نر أي شيء ايجابي من النظام الأسدي – البعثي، منذ انتزاعه السلطة وإلى الآن. التساوي في الحقوق في المرحلة القادمة يعني قبل كل شيء الاعتراف بالوجود القومي الكوردي كقومية متميّزة تعيش على أرضها التاريخية وتمتلك مقومات قومية تستحق الاعتراف بها من قبل النظام والمعارضة على حد سواء… والمرحلة القادمة ستشهد تصعيداً سياسياً ونشاطات وفعاليات كوردية ديموقراطية على مختلف الصعد لتحقيق الوصول إلى تلك النقطة التي يحظى لديها الشعب الكوردي بالاعتراف الرسمي بوجوده القومي في سوريا. فلن يقدر النظام على صد شعب بأسره عن النضال من أجل حقه العادل شرعاً ودولياً.
– لوحظ من يصرح عن دعوات انفصالية، أو ادارات ذاتية لأكراد سوريا اسوة بأكراد العراق
جواب: من يدعو إلى الانفصالية؟ هذا كذب وافتراء مصدره الأجهزة والأشخاص والمنظمات التابعة بشكل أو بآخر للنظام. ليس هناك حزب كوردي سوري، لا داخل البلاد ولا خارجه، سوى بعض الأشخاص القلائل من الكورد، يطالب بالانفصال عن سوريا، وهذا يختلف تماماً عن المطالبة ب”ادارة ذاتية”…ومطلب “الادارة الذاتية للشعب الكوردي في سوريا” ليس بجديد، فقد طالب به الحزب الاشتراكي الكوردي في سوريا منذ عام 1977 كما هو معروف، واليوم هناك تنظيمات وأحزاب كوردية سورية تطالب ب”الحكم الذاتي” أو ب”الفيدرالية” ضمن حدود البلاد. فما العيب في ذلك؟ لقد أثبتت النظم المركزية فشلها تاريخيا، وكل الدول القوية تجدها قائمة على أساس ما من “اللامركزية”…؟ ولماذا يكون هذا أو أكثر منه بكثير مشروعاً للفلسطينيين والكشميريين والترك القبرصيين والدارفوريين، ولايكون مشروعاً لأكثر من 4 ملايين كوردي في سوريا. وإن كانوا لايصدقون وجود هذا العدد السكاني الكبير للكورد في سوريا فليقوموا باحصاء نزيه تحت اشراف دولي كما يحدث في أماكن أخرى من العالم. ومن ناحية أخرى، فلقد ربط النظام الفيدرالي بين كورد العراق والشعب العراقي ربطاً وثيقاً، بعد أن كانت الحرب سجالاً بين كوردستان ومركز البلاد العراقية. اليوم يشكّل الكورد قوة أساسية لأمن واستقرار العراق،في حين أنهم قادرون على خلخلة الأوضاع وتفتيت العراق بسرعة. الفيدرالية أعطتهم حقوقاً، رغم عدم ايصال الموضوع إلى نهايته حتى الآن، ولذلك فإن قائد بيشمركتهم (جيشهم القومي) صار قائداً للجيش العراقي، وصارت هذه القوات الكوردية جزءاً من الجيش العراقي، تحمي أمن واستقرار كوردستان العراق، وتساعد الجيش العراقي كجزء منه بشكل خاص في أطراف الموصل وكركوك…
– نطلق اسئلتنا بعين متفحصة لواقع الأكراد في سوريا ما بعد إحتفالات النوروز متمنين التفاعل الواضح و الصريح
جواب: التفاعل الواضح والصريح لا يتم بتعريب الكورد ومنع لغتهم القومية في التعليم وانتزاع حق المواطنة منهم وتشريدهم وبانتزاع الأرض منهم واسكان العرب المجلوبين من أماكن بعيدة في موطنهم، وباقصائهم عن المشاركة في بناء وقيادة وادارة البلاد. التفاعل لايمكن أن يأتي من الطرف الكوردي باستمرار، في حين تستمر المشاريع الشوفينية الحاقدة ضد الشعب الكوردي في البلاد، ويستهان بوجود شعب إلى هذه الدرجة، ويزّج بممثليه وقادته وناشطيه السياسيين في المعتقلات ظلماً وعدواناً، ويطلق الرصاص من قبل رجال ونساء الأمن على الأطفال والنساء والشباب الكورد المتوجهين للاحتفال بين أحضان الطبيعة بعيد قديم لهم يعود إلى آلاف السنين… فلينظر الذين يخرجون عن الطريق العقلاني السليم إلى ما يقومون به من خروق في مجال حقوق الإنسان، وإن كانوا يؤمنون فعلاً بأن الكورد “عرب سوريون!” فلماذا هذا التمييز العنصري الذي يذكّرنا بتمييز نظام الأقلية البيضاء للأفريقيين في بلادهم؟
وإن الذي يحاول القاء اللوم على الشعب الكوردي المسالم الذي يريد نيل حقوقه الأساسية من وجهة نظر شرعية وحسب القانون الدولي أيضاً، ليس إلاّ عنصرياً أو خادماً للنظام ، في أية صورة ظهر أو بأي لغة تحدّث، حتى ولو ارتدى وشاح المعارض الديموقراطي العالمي والزاهي الألوان.
– بالطبع هناك جرائم كثيرة طاولت الأكراد من خلال مؤسسات الفساد السياسي في سوريا طيلة عقود كما طاولت سائر شرائح المجتمع السوري . أحمدسليمان