زملاء

سوسن برغوتي : للعدالة وجه آخر

أفادت مصادر خاصة بأن الطبيب الفلسطيني أشرف الحجوج ! المحكوم عليه بالإعدام في قضية أطفال الأيدز مع خمس ممرضات بلغاريات… قد نقل من سجن الكويفية في بنغازي الى طرابلس، علماً أن الممرضات البلغاريات لازلن في سجن الكويفية. وتضيف المصادر أن أشرف الحجوج أودع في زنزانة انفرادية خاصة بالمحكوم عليهم بالإعدام.كما صدرت تعليمات مشددة بمنعه من الاتصال بأي جهة. يذكر أن الحجوج بدأ إضراباً عن الطعام منذ ثمانية أيام ، وربما أدى ذلك الى تدهور في حالته الصحية. ولا يعرف ان كان سيسمح لذويه بزيارته طبقا لتسلسل الزيارات الخاص بالمحكوم عليهم ام لا؟ هذا، وقد نفت السفارة الفلسطينية في طرابلس علمها بحال الطبيب الفلسطيني أو أسباب نقله إلى طرابلس. كما نفت توفر أي معلومات لديها عن حالته الصحية أو أوضاعه القانونية.” قضايانا الأولية أعقد بكثير من قضية فردية، إنما أصبحت قضية الطبيب الحجوج موضع تساؤل من قِبل ما نُقل تحديدا من موقع أخبار ليبيا على الشبكة المعلوماتية. المتهم برىء حتى تثبت ادانته ،لكن التعتيم الاعلامي أصبح جلادا أيضاً وخاصة أن انتشار مرض الايدز بين الأطفال في ليبيا يعطي للقضية بعدها الإنساني. ولكن….أين تكمن الحقيقة في ظل غياب أي دليل ضد أو مع الطبيب والبرهان القاطع على أنه مرتكب فعلا تلك الجريمة الشنيعة. تدّخل الاتحاد الأوربي في قضية الدكتور الحجوج والست ممرضات ، يدل على غياب دليل قاطع للبرهان على إدانتهم في هذه القضية. وعدم وجود من يلاحق القضاء الليبي فلسطينيا او محلياً مستقلا مدافعا عن الحقوق الانسانية كحد أدنى وفي ظل ديمقراطية القذافي التي تقودها اللجان الشعبية!. تلك الأمصال التي لم يُعرف مصدرها ومن المسؤول عن تواجدها في مصح وجب إخضاعها إلى مختبرات طبية دقيقة للتأكد قبل استخدامها. كتحصيل حاصل هناك حلقة مفقودة وشخصيات أُخفيت بغرض يصبح البديل المتهم هو الطبيب.في حين هناك تساؤل يطرح نفسه ما هدف هذا الطاقم الطبي من قتل الأطفال الأبرياء وخاصة أن شرف المهنة يستدعي أن لا يسلك هؤلاء هذا المسلك المشين بحق ما كرسوا له حياتهم العملية ، اللهم إن كان الجنون أصابهم واستحكم بضميرهم ولمدة أربع سنوات وجميع العاملين بالمستشفى غافلين!!.هنا يجدر بنا أن نذكر أن الطبيب الحجوج هو طبيب متدرب وليس بموضع اتخاذ قرار بالعلاج.أيضا يقودنا هذا الى تساؤل آخر عن سكوت السلطات العليا في ليبيا لمدة أربع سنوات ليتفشى ذلك الداء اللعين!. اكتفى الاعلام بأكمله والمحكمة الليبية بعرض القضية دون تناول ملابساتها،والفاعل الحقيقي إما أن غادر ليبيا ولا يبقى عرضة للتحريات أو تم التغطية الكاملة وإخفاء أي حقيقة من شأنها توضيح ما حدث .وبما أن السلطة الفلسطينية لا تحمي رعاياها لا بالداخل ولا بالخارج ،اكتفت كالمعتاد بالنفي والصمت.إن عدم إتاحة الفرصة للسجين في زنزانة وإضرابه عن الطعام ،يبعث الدهشة من سلوكيات القائمين على من حُكموا بالاعدام حتى باستخدام الاستئناف والاتصال بسفارتهم ومحامي دفاع مستقل لا تعينه لجان شعبية أُخذت على حين غرة بقرار عاطفي أن أشرف الحجوج من ارتكب الجريمة، والاكتفاء بهذا دون نشر أي تحقيقات وتحريات تتبع القضية. في حين أن كل العاملين الليبيين بُرؤوا من التهم الملصقة بهم ، ولم يبقى في الميدان إلا كبش الفداء ودون محاكمة عادلة. لا أبرأ الطبيب أشرف ، ولكن لا أدينه أيضاً، خاصة أن ما حصل للصدر يبرهن أن مصير الطبيب في مهب الريح. ما الذي تفوه به أشرف للدفاع عن ما نُسب إليه من تهم!.. ومتى أُعطيت له الفرصة في المحكمة ؟! أم ضغط التعذيب وإرغامه على الاعتراف هي الوسيلة الوحيدة لقمع ظهور الحقيقة المجردة في غياب الحقوق الانسانية والأدنى ما فيها هي عدم ارغامه بالقوة على الاعتراف واستخدام شتى الوسائل المهينة لإنسانيته لكي يرضخ أمام الأمر الواقع . أثار تعذيب السجناء في أبي غريب قضية هزت الكونغرس الأمريكي برمته، ولكن ما يُمارس ومن قبل نظام عربي يدعي الديمقراطية يثبت أنها نظرية لم يطبقها الكتاب الأخضر. عزل الحجوج في زنزانة انفرادية هي سياسة النظام الليبي الجديدة في ظل ارتمائه بأحضان قوى الشرتجاهل ضمير الشعب ليقول كلمته الحقة وليس تعتيم اعلامي أبداً ، في حين أنه الحل الوحيد الذي يطرحه الفكر الايدولوجي الثوري بقيادة الزعيم الذي مشى على درب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وجاء بالفاتح من سبتمبر لينقذ الضعفاء من أيدي الظلاُم . يغير الآن أيدلوجية الثورة الليبية ليصبح سجانا للحقيقة. الحقيقة وليس غير الحقيقة سواءً كان الطبيب الحجوج مذنباُ وبالدلائل القاطعة أو برئيا وبتهيئة كل ما هو شرعي لطرح القضية. وليس بتركه يموت تدريجيا دون أي محاكمة، ولا بإخماد صوته دون أن يستطيع الإدلاء بأي معلومات تفيد القضاء الليبي وتمكنه من كشف تقصير وزارة الصحة بالمتابعة الطبية في المشافي الليبية. العدالة هي الوليد المنتظر في قضية الطبيب المعتصم في زنزانته السوداء في ظل العهد الأخضر!!.

سوسن برغوتي
ناشطة ثقافية على الشبكة المعلوماتية من فلسطين

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق