زملاء

غسان المفلح:صمت مريب وخدعة قديمة تتجدد دوما… أبو ديب طي النسيان !!!

أرسل لي صديق عزيز جدا على روحي كاتبا: [لطالما أزعجني بل وأغاظني هذا الصمت المطبق عن أبوديب وتخيلت أنني لو كنت مكانه لأحسست بنفسي كالأيتام على موائد اللئام.. كل اللئام. ] وها أنا أكتب مرة أخرى عن أبو ديب . الوقت أكبر من خباياه والمناهضين لأمريكا أصغر من حكاياهم وأكبر من خطاياهم ولجان تقوم ولجان تقعد : تارة عربية وتارة طائفية وتارة علمانية متشددة جدا وديمقراطية جدا جدا .. وحقوق الإنسان في سوريا جدا جدا .. والبقية على هامش التاريخ جدا جدا.. ونحن الدراويش الذين لا نفقه لعبة السياسة ودهاليز التاريخ

تكون عادة وجهة نظرنا قاصرة , والنص يفضح صاحبه , وصاحبه لازال لا يعرف أهو مع حقوق الإنسان أم حقوق الذين لا حقوق لهم ما لم يكون لهم حسابا في
بنك الرساميل الرمزية !! دون التشكيك بأحد من أصحاب [ الياقات البيضاء ] في حركة حقوق الإنسان , ولكن التاريخ أحيانا له ما يمكن تسميته :
النأي بالنفس إن في الأمر ــ لا نقول خيانة بل نقول حركة استيزار على المستوى الدولي للغرب الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان ــ هذا الغرب الذي لا تغيب
عن معارفه و ذهنيته مسالك أهل الشرق , كل يوم جمعية جديدة وكل يوم الله لا يعرف خطايانا , ولست معنيا كثيرا بحقوق الإنسان في تشكيل جمعيات تدافع عن حقوقه في النشر والانتشار وخيبات هذا الزمن القحط .. حيث المودرن أكبر من أن تستوعبه الحداثة الحقوق إنسانية , والموضة استباق للحدث وفرصة سانحة للذي يلتقطها في لحظتها .. يبدو أنها الآن في سوريا : لحظة اقتناص الفرصة !! السر القديم منذ خلق الإنسان على الأرض :
إذا كنت يا صاحبي ضد أمريكا لماذا تذهب نحوها بمسمياتك الجديدة … حقوق الإنسان .. ليس مصادرة ولكنه تأويل حقير لمشهد هو على غاية من التساؤل والريبة :
لماذا هذا الصمت عن محمد حسن ديب [ أبو ديب ] أعلى ضحكة لأكثر جسد نحيل عرفته في حياتي .. عندما تسمع ضحكته ولا تراه تعتقد أنه من الأوزان التي تتجاوز المائة كيلو غرام .. وهو لا يعرف في حياته أكثر من إصراره على الضحك : أسلوبا في مواجهة هذا الغدر ….. حيث لا كتابة بعده ولا كتابة قبله ..
[سوريا …سوريا و أبو ديب] هو تاريخ هذه الحركة السياسية والحقوق إنسانية وعنوان لبلد … بات خمسون بلدا ويزيد وفوق الزيادة تشطيبات على هامش الردة .
والردة هنا في :
مرافعة ليس عن التاريخ الذي تصنعه أمريكا الآن وإنما عن الذي لم تصله أمريكا بعد : أسأل سؤالا ليس انتقاصا من حق أحد أو قيمته النضالية فأنا أعرف أنني آخر من يحق له الكلام عن النضال !! لأني شخص جبان ويخاف السجن أكثر بكثير من بقية خلق الله من المناضلين . ولكن كمواطن :
هل مثلا السيد محمد رعدون يستحق الاحتفاء !!!!! باعتقاله أكثر من أبوديب أو عبد العزيز الخير أو حمزة رستناوي أو محمد العبد الله ..الخ ؟؟؟ سؤال ليس بريئا لكنه من مواطن غير بريء !!!
وللقارئ الذي لا يعرف من هو أبوديب : وسلفا أشكر مركز دمشق الطرف الوحيد الذي أثار قضية أبوديب [مازال المعتقل محمد حسن ذيب رهن الاعتقال بدون أي محاكمة منذ 26-05-2005 بتهمة إضعاف الشعور القومي والتقليل من هيبة المحكمة وحيازته على بيانات حصل عليها بواسطة الانترنت, التهم الجاهزة لكم الأفواه المعارضة لنهج الأجهزة الأمنية والحكومة , فبعد مضي أكثر من شهرين على اعتقاله في دمشق تذكروا أن مكان وقوع الجرم المزعوم في منطقة مدينة السلمية فتم تحويل اضبارته إلى المحكمة لمدينة السلمية ووصلت بتاريخ 21/7/2005 وأرسلت مذكرة إحضار بتاريخ 2/8/2005 إلى سجن عذرا لإحضاره إلى مدينة سلميه , واليوم هو 31/8/2005 ولم تصل المذكرة ولم يتم إحضاره للمحاكمة , هذا التقاعس المقصود للاستمرار في اعتقاله يدل على الاستهتار بحقوق المواطنين , علما أن المعتقل محمد حسن ذيب من مواليد عقارب – السلمية – حماه 1958 يعمل في مكتبة السلمية , متزوج وعنده طفل عمره 4 سنوات, معتقل سابق بتهمة انتسابه إلى حزب العمل الشيوعي إذ اعتقل بتاريخ 1984 وتم الإفراج عنه بتاريخ 1999 بعد أن حوكم بمحكمة أمن الدولة سيئة الصيت فجرد من حقوقه المدنية وحكم 15 عاما .
مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية إذ يدين هذه الانتهاكات القديمة الجديدة للمواطنين السوريين, يطالب الحكومة السورية بالكف عن هذه الممارسات التسلطية والإفراج الفوري عن المواطن محمد حسن ذيب وإعادة حقوقه المدنية المسلوبة بحقه أثر حكم ظالم من محكمة لا شرعية لها , ويطالب كافة المنظمات العربية والدولية لمساندتنا بالأفراح عن المعتقل محمد حسن ذيب وكافة المعتقلين في السجون السورية .]
وأظن أن الحكاية لم تعد بحاجة إلى تعليق لماذا أبو ديب أهم من الآخرين : لأنه قضى من عمره خمسة عشر عاما في السجون السورية , قبل التفريخات الأخيرة
أقصد قبل مجيء الأمريكان إلى المنطقة …!!
ومع ذلك نطلب من كافة المعنيين في حقوق الإنسان في سوريا إطلاق حملة من أجل إطلاق سراحه .. وما كتبته هو صرخة .. جربتها من قبل عندما كنت رفيقا لأبو ديب في سجنه … ورفاقي يعرفون هذه الصرخة جيدا …

غسان المفلح: نقلا عن شبكة الآن

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق