زملاء

بيان تضامني حول محاضرة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

تلقت لجان إحياء المجتمع المدني باستغراب كبير ما ورد في محاضرة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي التي ألقاها في شهر كانون أول 2005من افتئات على منظمات نسوية سورية حيث وضع نشاطها في خانة الخيانة الوطنية باعتبارها الجزء الداخلي من خطة تفتيت البلاد وتدمير الإسلام.
قال الدكتور البوطي انه يقول ما قال من منطلق التكليف الشرعي ودفاعا عن الإسلام في وجه خطة صليبية قائمة وأكيدة وموثقة فالأوراق بين يديه. وهنا نسأله هل في التكليف الشرعي أو من مستدعياته توجيه التهم دون دليل ،أم إن في أوراقه ما يفيد بأن هذه المنظمات، التي اتهمها في ضميرها الوطني، جزءا من خطة صليبية. وهنا نعود إلى القاعدة القانونية البينة على من ادعى ، فليقدم لنا الدليل. وإذا كانت أوراقه لا تسعفه في إثبات اتهاماته وإن الأمر لا يعدو أن يكون جزءا من السجال السياسي السائد في حياتنا الوطنية فإننا نسأل فضيلته أين ترك قول الله تعالى:” ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن هو اعلم بمن ضل وهو أعلم بالمهتدين( النحل 125). أم إن الأمر غير ذلك ،وانه يستثمر المناخ السياسي لينتقم من خصوم عقائديين عبر تشويه صورتهم ونشاطهم الاجتماعي ظلما وعدوانا، والانكى عبر تأليب السلطة عليهم. وهنا نسأله ثانية أين خلّف مقتضى الموقف الشرعي الذي دعت إليه الآية الكريمة ” والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة وأولئك هم الفاسقون(النور4).
ينطوي ما ذهب إليه الدكتور البوطي، وعلى العكس مما أراد، على إثارة الفتنة ونشر الشقاق في المجتمع,وهو أمر نربأ بالدكتور البوطي، خاصة وهو يعلن إن منطلقه إسلامي، الدخول في متاهاته والانزلاق في دروبه المقيتة ، فالاختلاف من سنن الخالق عز وجل وهو يستدعي التعاطي مع قضايا الخلاف والاختلاف, كما تقتضي حكمة السماء, بروحية سمحة متفهمة وأن لا تأخذنا مواقعنا ومواقفنا إلى غير ما تقتضيه هذه الروحية فندخل في الفتنة.
إن لجان إحياء المجتمع المدني إذ تستغرب ما ذهب إليه الدكتور البوطي تعلن تضامنها مع كل المنظمات السورية، النسوية وغير النسوية, وحقها في التعبير عن آرائها وإعلان مواقفها دون تردد أو خوف من تهم أو تشكيك وتدعو الجميع إلى تحكيم العقل والمنطق في التعامل مع القضايا الخلافية والابتعاد عن التهييج والتحريض وليكن منطلقنا حرية الرأي والعدل والمساواة للجميع في دولة الحق والقانون.

لجان إحياء المجتمع المدني

دمشق في 30/12/2005

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق