زملاء

المغرب: مذكرة احتجاج إلى السادة وزير العدل و الوزير الأول و مدير إدارة السجون

الموضوع : مذكرة احتجاج مفتوحة مع طلب التدخل باستعجال لإنقاذ حياة المعتقلين السياسيين الطلبة الأمازيغيين المضربين عن الطعام بسجن سيدي سعيد بمكناس و تصحيح وتحسين أوضاعهم .

السادة وزير العدل والوزير الأول ومدير إدارة السجون

لقد تابع المكتب التنفيذي للشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة ، و بأسف شديد ، الأوضاع المزرية التي يعيش في ظلها طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية المعتقلين بسجن أمكناس , الذين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 4/9/2007 إلى الآن بسبب خلفيات اعتقالهم وظروفه المتسمة بالتمييز ، بالإضافة إلى كونهم يتعرضون باستمرار لمختلف ضروب الإساءة دون أدنى احترام لكرامتهم الإنسانية .

لقد تمت إدانة هؤلاء من قبل موظفي وحراس السجن قبل أن يبث القضاء بشأن ما نسب إليهم ، لذلك فإننا في الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة نود في هذه الرسالة أن نطلعكم على أوضاعهم التي يتابعها الدفاع المنتدب من قبل جمعيتنا لمؤازرتهم والتي تتلخص فيما يلي :

– تعمد تفريقهم على زنازين مختلفة يختلطون فيها مع سجناء الحق العام . مما سيؤثر عليهم بشكل سيئ، دون مراعاة كونهم رهن الاعتقال الاحتياطي فقط ، بحكم أن القضاء لم يبث بعد في شأن ما نسب إليهم . ومن جهة أخرى كونهم طلبة جامعيين منتمين لفصيل طلبي ارتبطت عملية اعتقالهم بقضية انتمائهم النقابي وآرائهم ، وهذا الأمر يشكل خرقا للقواعد الدولية لحماية السجناء .

– إيداعهم في ظروف لا تتوفر فيها أدنى مستويات النظافة ووسائل الراحة اللازمة، حيث يعانون من الاكتضاض (النوم على مساحة لا تتجاوز 20 سنتم ) وسوء التغذية وعدم تسهيل عملية تمكينهم من وسائل التثقيف والمعرفة بحكم أنهم طلبة ذوو اهتمامات ثقافية ومعرفية يتوجب تلبيتها .

– تعرض السجين أوساي مصطفى للضرب والتعنيف المحرمين ، من طرف حراس السجن والمساس بسلامته الجسدية وهذا يعتبر انتهاكا للقوانين الوطنية و للمواثيق الدولية التي تحظر المعاملات اللانسانية والقاسية في حق السجناء.

– استعمال أساليب استفزازية وعنصرية خطيرة في حقهم دون احترام لهويتهم وانتمائهم الثقافي الأمازيغي، حيث تتم مواجهتهم من طرف موظفي وحراس السجن بلهجة شديدة تحمل أساليب احتقارية مهينة لكرامتهم كمغاربة كاملي المواطنة وذلك من قبيل ” الشلوح بغيتو تقسمو البلاد” ، و ” أولاد الشيخات الخانزين”…. ” ، مع العلم أن المؤسسات السجينة هي مكان للإصلاح والتهذيب ، وليست فضاءات لتمرير خطابات وسلوكيات عنصرية ذات طابع شخصي .

– حرمان عائلات الطلبة المعتقلين من استعمال حقهم في التواصل مع أبنائهم بلغتهم الأمازيغية ، حيث يتم إجبارهم على استعمال ” الدارجة ” ، وهذا السلوك يستهدف وجودهم الهوياتي ويشكل تمييزا ضد الأمازيغية والناطقين بها ، وخرقا لمبدأ المساواة بين جميع المواطنين المكرسة في المعايير الدولية لحقوق الإنسان .

– عدم مراعاة الوضعية الصحية للمعتقلين خاصة زدو محمد ، هذا الأخير رغم معاناته مع مرض ” الروماتيزم ” فإن المكلفين بالسجن واجهوه بالإهمال التام ، وامتنعوا عن تمكينه من الرعاية الطبية اللازمة مما ساهم في تدهور حالته الصحية .

– بحكم أن المعتقلين هم طلبة يتابعون دراستهم في شعب مختلفة تم تقديمهم للمحاكمة وهم في لحظة الاستعداد لاجتياز الامتحانات ، إلا أنه لم يتم مراعاة وضعهم التعليمي حيث حرموا من اجتياز الامتحانات الخاصة بمواد الأعمال التطبيقية نهاية السنة الدراسية الأخيرة ، وأدى ذلك إلى حصول بعضهم على نقطة الصفر ، و هذه الأخيرة كافية لكسر مستقبلهم الدراسي.

ونظرا لخطورة الأوضاع فإننا في الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة نسجل استنكارنا الشديد لما يتعرض له المعتقلون السياسيون ( الطلبة الأمازيغ الموجودون رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن أمكناس ) من معاملات لاإنسانية تتنافى مع ما تنص عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وأوضاع السجناء ، خاصة المعتقلين من أجل انتمائهم الفكري والسياسي ، ونؤكد بالمناسبة على أن الوضع يزداد تأزما حين يتم تغليف هذه المعاملات بطابع الاستفزاز والتمييز بسبب الانتماء الثقافي واللغوي.

لذلك نطلب منكم التدخل عاجلا لإنقاذ حياة المضربين عن الطعام والاستجابة لمطالبهم البسيطة ووضع حد للأوضاع المزرية المفصلة أعلاه وذلك بتمكين جميع المعتقلين من حقوقهم المشروعة كسجناء والمفصلة كالتالي:

* أولا – إطلاق سراحهم بدون قيد أو شرط

* ثانيا – أن يكونوا جميعا في غرفة واحدة تتوفر فيها كامل الظروف الصحية من نظافة وتهوية.

*ثالثا – وضع حد للاستفزازات والسلوكيات العنصرية التي يتعرضون لها من طرف القائمين على السجن والتي تستهدف كينونتهم الأمازيغية والعمل تبعا لذلك على متابعة كل من ثبت قيامه بتلك الأفعال.

*رابعا – تمكين المعتقلين المرضى من الرعاية الطبية والأدوية ووسائل التمريض والعناية الصحية .

* خامسا – تمكين عائلاتهم من الزيارة بدون أي تشويش أو عراقيل.

* سادسا – السماح لعائلات المعتقلين بمخاطبة أبنائهم بلغتهم الأمازيغية الأصلية.

وفي انتظار أن تولوا هذه الرسالة العناية التي تستحقها تقبلوا منا أيها السادة فائق الاحترامات .

عن المكتب التنفيذي

الرئيس : أحمد أرحموش

اظهر المزيد

مليكة مزان

( زميل محرر في نشـــطاء الرأي )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق