قضايا

برادوست آزيزي : علق مشنقته في الهواء ليرحل من جمهراثية الأسد

المواطنون في بلدي يرحلون كسرب حمام ، إلى المنافي .. إلى السماء ، يقاومون الجوع حتى أنفاسهم الأخيرة ، ينتظرون بصمت و يحزنون بصمت و يرحلون بهدوء . محمد خيرقادو شاب في ربيع عمره

من مدينة الدرباسية، طامح حالم لا تفارقه الإبتسامة قرر إنهاء وجوده في جمهراثية الأسد و رحل إلى عالم آخر ، أغلق باب غرفته على نفسه و أقدم على الأنتحار شنقاً ، خلع شقيقه سعيد قادو باب غرفته ليراه معلقاً في الهواء ، رفعه بكلتا يديه نحو الأعلى لكن بدون جدوى ، فقد أنتهت أنفساه الأخيرة ..أستنجد بالجيران و صرخ بأعلى صوته “انتحر محمدخير”..
كتب في وصيته “إني أقدم على الإنتحار بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية …سامحوني” ..كل الطرق كانت مسدودة أمامي
محمد خير ، أختار الموت السريع أفضل من الموت البطيئ في جمهراثية الأسد ، فقد الأمل بالحياة ، كان يعيل أطفال شقيقه معيشياً و أصبح أباً لهم ، شقيقه ناظم الذي اعتقل من قبل مخابرات حزب البعث و بسبب مشاركته في الحياة السياسية و الاهتمام بشؤون المواطنين و أحوالهم .. كان بيته الصغير مفتوحاً للندوات و مناقشة شؤون البلاد العامة و تفاصيلها الكبيرة و الصغير ، رحل بعيداً و ترك هذا الوطن لزبانية بشار الأسد و أجهزته القمعية..

هكذا المواطنون في بلدي ينهون وجودهم في مملكة الأسد عندما يفقدون الأمل تراهم إما يقدمون على الاعدام أو يقصدون المنافي ليعبروا البحار و الوديان، بحثاً عن العيش الكريم و الحرية، أنهم مخيرون ما بين الموت السريع أو البطئ، مابين السجن الكبير “الوطن” أو السجون الصغير و أقبيتها ..
في بلدي أصبح الانتحار ظاهرة خطيرة ، شباب في مقتبل أعمارهم يقدمون عليه، لكن وسائله تختلف ، الإنتحار بطلقة رصاص واحدة في الرأس، الشنق، إلقاء النفس من أعلى البرج و الاعلام البعثي في سوريا يلتزم التعتيم حول ذلك لينشر بين الحين و الاخر تصاريح لرئيس الجمهراثية يتحدث فيها عن سعادة المواطن السوري و إرضائهم له..
عذابات الإنسان لا تنتهي في بلدي طالما هناك اعتقالات و قمع و سرقة أموال الشعب و تجويعه حتى أن يستسلم مرغماً ، ننتظر عودتك يا وطني نحن اطفالك اليتامى الغارقين في مستنقع جمهراثية الأسد فلا تربط الحبال في أعناقنا و لا تجعلنا لقمة سائغة للأسد ..لقد أغتصبوك يا وطني و فتحوا سيقانك البيضاء عنوةً لوحوش الغابة السوداء .

برادوست آزيزي : مواطن منفي من جمهراثية الأسد..

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق