زملاء

توفيق الحلاق : الطائفة قناعة أو رضى ولكل شخص الحرية في اتباعها

قالت سيدة كانت أثيرة لعائلتي : مابعرف إنك طائفي ؟ . كان سبب اتهامها لي هو دفاعي عن أطفال درعا والمظاهرات التي خرجت من المساجد هناك وخصوصا جامع العمري مع بداية الثورة . ثم واستطرادا .. رفضي لاحتلال طائفة بعينها معظم وظائف الدولة بدءا من عامل التنظيفات وانتهاء برئيس الجمهورية . لقد نسيت تلك السيدة التي كانت تغمرني بمديحها قبل الثورة , نسيت في لحظة واحدة كل مواقفي الانسانية مع تلك الطائفة وطبعا مع بقية الطوائف لمجرد انتقادي لواقع ملموس تعرفه هي ويعرفه كل السوريين .
في مبنى التلفزيون يحق لك السخرية من أية طائفة عدا طائفة الرئيس فإذا تجرأت وتحدثت سرا عنها ألصقت لك تهمة الطائفي . الخائن وعميل السعودية وقطر واسرائيل . أعتقد أن الطائفية مرض عضال ومعد ويحتاج إلى أبحاث ودراسات معمقة في مراكز البحث النفساني حول العالم .
هو أكثر خطورة من السرطان والايدز لأنه لايستوطن في الجسد بل في التفكير وهذه معضلته . الطائفي شخص أغلق عقله على مسلمات يعتبرها قاموسه ومرجعيته ومنهجا لسلوكه مع الآخرين مع مايعني ذلك من شعوره بامتلاك الحقيقة الكاملة , مايعني ذلك تعامله مع الآخر على أنه جاهل أوخطاء وربما كافر وبالتلي فإن عليه أن يخضع أو ينضم وإلا يصبح نفيه أوسجنه وربما قتله ضرورة .سألت السيدة : ماذا لوكان اسم أمك ماري ؟ ألن تكوني اليوم في طائفة أخرى تدافعين عنها ؟ ماذا لوكان اسم أبيك عمر ؟ ألن تكوني في طائفة مختلفة تدافعين عنها ؟ نعم الطائفة قناعة أو رضى ولكل شخص الحرية في اتباعها. وبالتالي لكل شخص قناعته ورضاه . لاأحد يحق له اتهام الآخر بالقصور والجهل لمجرد أنه يتبع طائفة مغايرة . بين أفراد كل طائفة علماء ومتواضعوا المعرفة والثقافة .
لاتوجد طائفة كل أتباعها علماء كما لاتوجد طائفة كل أتباعها جهلة . وإذن فإن الدولة التي نسعى إلى تحقيقها هي دولة المواطنين المتساويين أمام قانون يتعامل مع الجميع على أنهم متساوون في الحقوق والواجبات .

  • توفيق الحلاق : إعلامي سوري مخضرم ، من ابرز برامجه في التلفزيون السوري السالب والموجب ، وهو حالياً ناشط اعلامي في الثورة السورية ، المحرر
اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق