الائتلاف السوري يبحث مبادرة الحوار
تعقد الهيئة السياسية الاستشارية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعا اليوم في مقر الهيئة بالقاهرة لبحث الأزمة السورية من جميع جوانبها، وعلى رأسها تشكيل حكومة انتقالية، بينما كررت الولايات المتحدة موقفها الداعي إلى تفضيل حل سياسي للأزمة.
ويناقش اجتماع الهيئة الذي سيكون مغلقا عدة محاور، من بينها المبادرة التي أطلقها رئيس الائتلاف معاذ الخطيب بشأن الحوار مع الحكومة السورية، بالإضافة إلى إمكانية البحث في تشكيل حكومة سورية انتقالية. وينتظر عرض نتائج هذا الاجتماع على الهيئة العامة للائتلاف المقرر اجتماعها في العشرين من الشهر الحالي بالقاهرة لاتخاذ الموقف المناسب.
يأتي ذلك بينما أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجددا أن بلاده تفضل حلا سياسيا تفاوضيا ينتج عنه رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وقال كيري خلال محادثات مع نظيره الأردني ناصر جودة بواشنطن إن تنحي الأسد أمر لا مفر منه، مشيرا إلى أنه -وكذلك الرئيس الأميركي باراك أوباما- يعتقدان بأن هذا ما سيحصل.
واعتبر كيري أنه يتعين على المجتمع الدولي العمل على تغيير نية الأسد للبقاء في السلطة، وقال “نحن بحاجة لمعالجة مسألة حسابات الأسد حاليا، وأعتقد أن هناك أشياء إضافية يمكن القيام بها لتغيير تصوره الحالي”. ولم يفصح كيري عن تفاصيل ما يمكن القيام به لتغيير ما يفكر به الأسد، لكنه قال إن هدفه هو تحقيق نتيجة عن طريق التفاوض تحول دون حدوث فراغ بالسلطة وتقلّص من حجم العنف. وقال كيري أيضا إنه ما زال يأمل بمعادلة تستطيع عبرها روسيا والولايات المتحدة إيجاد مساحة تفاهم.
في الأثناء دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الدولي إلى إنهاء حالة الشلل التي يعاني منها والقيام بتحرك “مفيد” لوقف العنف في سوريا.
الدور الروسي
وفي سياق متصل، يزور كل من رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب ووزير الخارجية السوري وليد المعلم روسيا في الأسابيع المقبلة بحسب ما أعلن في موسكو أمس الأربعاء.
وأوضح ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أن الخطيب سيزور موسكو في غضون أسبوعين أو ثلاثة، مشيرا إلى أن المعلم سيزور أيضا العاصمة الروسية قبل نهاية الشهر الجاري.
وكانت موسكو، حليفة النظام السوري، قد أكدت أمس استمرارها في تزويده بالسلاح النوعي، لا سيما أنظمة الدفاع الجوي، بحسب ما أعلن أناتولي إيساكين مدير الوكالة الروسية العامة المكلفة بتصدير الأسلحة “روسوبورون إكسبورت”.
واعتبر إيساكين أن ذلك يأتي في إطار “الوفاء بالتزامات روسية وعقود لتسليم المعدات العسكرية”، نافيا عزم موسكو تزويد دمشق بمقاتلات “ميغ 29-أم”.
يشار إلى أن بعض الدول -ومن بينها الولايات المتحدة- تتحفظ على تزويد المعارضة بالسلاح “النوعي” خوفا من وصوله إلى مجموعات معارضة سورية إسلامية، أبرزها جبهة النصرة الإسلامية التي أدرجتها واشنطن على لائحة المنظمات الإرهابية.
خطوة قطرية
من ناحية أخرى، قررت دولة قطر رسميا تسليم السفارة السورية في الدوحة للائتلاف الوطني. وقال الائتلاف في بيان إن قطر وافقت على تسمية المعارض نزار الحراكي سفيراً للائتلاف في الدولة، واعتمادِ دبلوماسييْن ضمن كادر السفارة.
وأشار البيان إلى أن الحراكي واثنين من كوادر السفارة سيعتبرون “شخصيات دبلوماسية رسمية”، و”سيرفع فوق المقر علم الثورة السورية”. واعتبر الائتلاف هذه الخطوة “على درجة كبيرة من الأهمية، وسابقة إيجابية جدا تضع دولة قطر في مقدمة الدول التي اعترفت بالائتلاف الوطني من حيث الوضع القانوني”.
وصرح السفير نزار الحراكي للجزيرة بأن الصلاحيات التي منحتها قطر للسفارة ستمكنها من رعاية شؤون الجالية السورية. كما ذكر الحراكي لوكالة الصحافة الفرنسية أنه لم يباشر عمله بعد في انتظار بعض الإجراءات الإدارية التي تستغرق أياما قليلة.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي ودول غربية منها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، قد اعترفت بالائتلاف.
من جهة أخرى، ظهر الناطق السابق باسم الخارجية السوري جهاد مقدسي مجددا، وقال إنه ترك سوريا العام الماضي بسبب ما وصفه بـ”العنف المدمر”. وأضاف بأول تعليق منذ اختفائه في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن العنف في سوريا لم يترك مكانا “للاعتدال والدبلوماسية”. وقال مقدسي الذي لم يكشف عن مكانه إن الذين يناضلون ضد نظام الأسد لديهم مطالب عادلة “لا يمكن لأحد أن ينكرها”. كما قال إنه “مستقل” ولم ينضم “لصفوف أحد”.
على صعيد آخر وفي دمشق، أدى الوزراء الجدد بالحكومة السورية اليمين الدستورية أمام الأسد، حيث شمل التعديل الأخير وزارات الأشغال العمومية والعمل والزراعة والري والمالية والشؤون الاجتماعية والنفط. وبعد انتهاء مراسم أداء اليمين الدستورية اجتمع الأسد بأعضاء الحكومة ورئيسها وائل الحلقي.
وكان الأسد عين وزير الصحّة السابق الحلقي على رأس الحكومة بعد انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب وفراره إلى الأردن بمساعدة الجيش السوري الحر.
المصدر:الجزيرة + وكالات